أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب
الصلاة في مقر المجلس، والقى خطبة الجمعة، التي قال فيها إن قوى الفساد والإفساد تستخدم كافة الوسائل من التقييد وكم الأفواه أو الملاحقة بالسجن أو القتل، للقوى التي تحمل على عاتقها الاصلاح ومواجهة قوى الفساد والتضليل.
ورأى أن الأنظمة الفاسدة ارتبطت في العصر الحديث بنظام عالمي فاسد ومهيمن ماليًا واقتصاديًا وثقافيًا بشكل شامل، وقوة عسكرية طاغية استطاعت فرض أجندتها عبر أدواتها في الداخل التي كفلت لها بالترويج والتضليل السياسي والإعلامي تهيئة الظروف لتحقيق مصالحها وفرض إرادتها السياسية، حيث تمكنت هذه القوى من تسنم مراكز القرار في الادارة السياسية والثقافية والاعلامية والاقتصادية، تحت عناوين مزورة مثل الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان، تستخدمها حينًا، وحينًا آخر باسم حقوق الاقليات عبر تقسيم المجتمع إلى أقليات وأكثريات طائفية، تختلق بينها المخاوف لمواجهة ومنع أي محاولة اصلاحية والتي تصبح معدومة الإمكانية.
وتابع: “بذلك تقوم هذه الفئة بأخطر دور وتمارس نفوذها داخل كل فئة عبر استخدام أدوات قذرة، لا تتمتع بأدنى القيم الاخلاقية أو المناقبية، ويقتصر دورها على تشويه القوى الوطنية وامتهان القيم الأخلاقية والمفاهيم الوطنية، تجمل العمالة وتشوه الوطنية وتسمي الامور بغير مسمياتها، وتزور الحقائق وتستخدم الكذب والاتهام لاسقاط من يعارضها أو يخالفها الرأي، كما هو الحال في لبنان حيث تتهم المقاومة ومن يساندها في الداخل باشنع التهم، ولكنها رغم كل الامكانات التي سخرت لها مالية وقنوات إعلامية لم تستطع التأثير في جمهور المقاومة”.
ولفت الشيخ الخطيب إلى أن رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو كان قد خلال اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن هناك حاجة إلى إحداث تغيير أمني وسياسي في لبنان للسماح لـ “الإسرائيليين” النازحين بالعودة بأمان إلى منازلهم في شمال “إسرائيل”، فقد حاول العدو إحداث هذا التغيير بالضغط الذي مارسه على لبنان عبر ربط انسحابه من جنوب لبنان بفرض أجندات سياسية داخلية، بطريقة تأليف الحكومة وعزل الطائفة الشيعية، ترافق ذلك مع شن أطراف قبلية داخلية حربًا إعلامية شعواء تلاقت مع الضغوط التي مارسها العدو”.
وأضاف: “اليوم يخرج شعبنا العدو من أرضنا المحتلة، ويطبق أهلنا القرار الدولي ويحررون قراهم بأنفسهم بعد التواطؤ الدولي مع العدو، واظهار عدم جديته بتطبيقه، والابقاء على الاحتلال بتغطية واضحة من الرئيس الأميركي ليخفف من عبء الفشل الذريع الذي مني به العدو باعتراف جنرالاته وقادته”.
وقال: “اليوم تتحرر قرانا ويجبر العدو على الخروج والاندحار خاسئًا ذليلًا على ايدي أهلنا وأبنائنا في القرى التي تسلل إليها لصًا تحت ظل القوى الدولية التي ضمنت الاتفاق، ولم تف بعهدها بعد أن كان مطلبًا للعدو”.
ووجه الخطيب رسالة الى الداخل “بضرورة تأليف الحكومة بأقصى سرعة من دون الانصياع للضغوط الاميركية وغيرها، بمحاولة قلب الصورة التي تظهرت في بداية التكليف، ورسم صورة مغايرة لتجاوز مأزق بعض القوى وتحميله للثنائي الوطني، فاللبنانيون ينتظرون بداية تليق بصورة النصر التي يسطرها اليوم أهلنا في الجنوب، وعدم المراهنة على الضغوط التي تمارس على لبنان، ليحقق بالسياسة ما عجز العدو عن تحقيقه في الميدان عبر الألاعيب السياسية وابتزاز الطائفة الاسلامية الشيعية في لبنان، لحاجتها الى إعادة الاعمار، وتحميلها مسؤولية ما يتسبب به المشاغبون من التأخير في تأليف الحكومة”.
وأكد أن الممارسات لبعض القوى اللاوطنية، لن تدفعنا إلى التخلي عن إيماننا بالوحدة الوطنية والاصرار على التمسك بوحدة الشعب اللبناني وترابه، داعيًا إلى عدم الوقوع في ردات الفعل والانجرار الى تحقيق رغبات الذين يصنعون الماء العكر، ثم يتصيدون به، الذين أرادوا التعمية وإشغال الرأي العام اللبناني عن الانجاز الذي تحقق، وأثلج قلوب غالبية الشعب اللبناني من كل الطوائف، الذي عبروا من قبل عن تضامنهم أيام النزوح. وقال: “أنتم اهل الوفاء، وحتما لا تقصدون الاساءة لاخوانكم اللبنانيين، وبالأخص إلى الطائفة المسيحية الكريمة التي تجمعنا بها القيم الدينية الاخلاقية والوطنية، ولا تتحمل مسؤولية الاساءات التي تخرج من بعض الافواه الملوثة بالقذارة”.
وأردف الشيخ الخطيب: “كما لا يجوز وطنيًا أن نتلهى بما يختلقه البعض من كيديات سياسية عن أولويات الدولة ومسؤوليتها في تحرير ما تبقى من أرض محتلة واعادة الاعمار، ومن منع العدو من الاستمرار في خرقه للاتفاق والعدوان على بلدنا، كما فعل في النبطية، ويفعل في بعض القرى الامامية، من تفجير لما تبقى من بيوت وأرزاق”.
وقال: “نحن لا نرى في استمرار المماحكات السياسية حول تأليف الحكومة الا صرفًا للأنظار وتخليًا من الدولة والمسؤولين عن مسؤولياتهم في وقف العدوان وتحرير الأرض وعودة المواطنين الجنوبيين إلى مدنهم وقراهم”.
وحيا “الأهالي العائدين إلى البلدات والقرى الحدودية، الذين نصبوا الخيام بين الدمار في مواجهة العدو، ليؤكدوا تمسكهم بالأرض، فألف تحية ورحمة إلى شهدائهم الذين سقطوا في هذا السبيل، ليس دفاعًا عن منطقة أو طائفة، وإنما دفاعًا عن لبنان الوطن بكل بنيه”.
#مرايا_الدولية