
أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم
السبت، أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة مليئة بالأخطار وتؤدي لحصول “إسرائيل” على ما تريد بالسياسة بعد عجزها بالعمل العسكري، معتبراً أن لبنان في قلب العاصفة بسبب العدوان الإسرائيلي المدعوم أميركياً.
وخلال كلمة خلال إحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائدين الجهاديين الشيخ نبيل قاووق وسهيل الحسيني التي يقيمها حزب الله في مجمع الإمام المجتبى (ع) بالضاحية الجنوبية لبيروت، تحدث الشيخ نعيم قاسم عن القائد الشهيد الشيخ نبيل قاووق الذي قدم مساهمته في الحرب المفروضة على إيران لقناعته بوجوب مجابهة من يحاربون المقاومة والجمهورية الإسلامية، واستلم لاحقاً تحت إدارة الشهيد السيد هاشم صفي الدين وعمل نائباً لرئيس المجلس التنفيذي في حزب الله أي السيد هاشم صفي الدين، وكان من الذين يلتزمون بأمر الولي وبأمر القائد من دون نقاش فكيف إذا كان هذا القائد هو سيد شهداء الأمة السيد حسن نصرالله، ولم يترك الدرس والتدريس الديني وله أبحاث في السيرة والعقيدة وهو نموذج من نماذج الارتباط بالله تعالى، وأضاف أن تجربة القائد الشهيد الشيخ نبيل قاووق على المستوى الشخصي مضيئة وشهادته كانت من بداية معركة أولي البأس بعد يوم من شهادة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصرالله (رض)، وذكّر بأن 12 عالماً استشهدوا في معركة أولي البأس وهذا دليل على أن العالِم لدينا هو جزء لا يتجزأ من حركة حياة الأمة السياسية والجهادية يقاتل كما يقاتلون ويعيش كما يعيشون ويعمل في الاتجاه الذي يرضي الله تعالى.
وكذلك تطرق الأمين العام لحزب الله إلى سيرة الشهيد القائد سهيل حسين الحسيني (السيد أحمد) وهو من مواليد برج البراجنة 1966 تميز من البداية كان مع الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان) ولازمه منذ الخطوات الأولى حيث كلفه مهام أمنية، وأدواره مع الحاج عماد مغنية كانت أدواراً مهمة، وفي سنة 2008 استلم الملفات الأركانية، وأصبح معاوناً جهادياً لسيد شهداء الأمة السيد حسن نصرالله (رض)، ووصف بأنه المربي والمثقف والمعلم وكلفه سماحة السيد حسن نصرالله بمتابعة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية حيث تابع مشاريع المصطفى والسجاد، وكان يحرص على أن يكون جندياً مجهولاً بعيداً عن أضواء الشهرة، وجمع بين الانضباط والقدرة على السرية وترك أثراً عميقاً في العمل الحزبي ويفضل العمل الميداني بعيداً عن الأضواء، إلى أن استشهد في 7-10-2024 بمنزله واستشهد ابنه وزوجته وغيرهم من المدنيين بسبب ضخامة الغارة التي استهدفته.
وحذر الشيخ نعيم قاسم من أن “إسرائيل” تعلم لأجل مشروع “إسرائيل الكبرى” وأميركا تدعمهم بشكل كامل، وأي خطوة ترونها هي جزء من هذا المشروع وأي تعبير يوحي بتراجع معين هو تراجع تكتيكي لأن الظروف لا تساعد بانتظار ظروف أفضل لهما، وما نراه في غزة على مدى سنتين هو جزء لا يتجزأ من مشروع “إسرائيل الكبرى” الذي أفصح عنه نتنياهو، ولا يمكن أن نجزأ ما يحصل في غزة فكل شيء مترابط في المنطقة ولا يجزأ ما يحصل في غزة عن لبنان وسوريا والعراق واليمن والسعودية وقطر وإيران.
ودعا الأمين العام لحزب الله إلى أن الهدف واحد واللاعب الأساسي هو العدو المجرم ”إسرائيل” والذي يدعمه الطاغوت الأميركي برئاسة ترامب، وأضاف أن علينا جميعاً أن نواجه هذا الخطر لأن الجميع مستهدف في لبنان وفي كل المنطقة، وعندما نواجه “إسرائيل” علينا أن نواجهه كل من موقعه وقدرته وإن لم يكن مقتنعاً بقضية فلسطين على الأقل أن يكون مقتنعاً بإبعاد المشروع “الإسرائيلي” عنه.
ونبّه الشيخ نعيم قاسم بأن خطة ترامب مليئة بالأخطار، ويكفي أن الخطة الأميركية كانت بصيغة عرضت مع الدول العربية وأجريت عليها تعديلات تناسب “إسرائيل” بالكامل بما يؤدي إلى مشروع “إسرائيل” والخطة تغيرت بما يؤدي إلى أن تحصل “إسرائيل” على ما تريد بالسياسة بعد أن عجزت بالعمل العسكري والإبادة.
واعتبر الأمين العام لحزب الله أن الخطة عندما تكون مبنية على أن تأخذ “إسرائيل” كل شيء يعني تجريد المقاومة من أوراق القوة التي لديها وهي خطة تتوافق مع المبادئ الخمسة التي حددتها “اسرائيل” لإنهاء الحرب أي هي خطة “إسرائيلية” بلبوس أميركي، وجزم بأن المقاومة الفلسطينية من حماس وكل الفصائل هم يناقشون وهم يقررون ما يرونه مناسبا، منوهاً إلى أن ترامب طرح الخطة في هذا الوقت لتبرئة “إسرائيل” أمام الموجة العالمية التي أدانتها.
وذكّر الشيخ نعيم قاسم بأن أغلب دول العالم هم مع دولة فلسطينية وضد الإبادة ولا يوافقون على ما يحصل، وهناك تحرك على المستوى الشعبي في أميركا وأوروبا لم نره سابقاً فلم تترك “إسرائيل” مجالاً لأن يدافع عنها أحد، وأسطول الصمود العالمي له الكثير من المعاني ويظهر أي مستوى وصلت إليه “إسرائيل” من الانحدار والانحطاط، حيث بالجسد الحي يأتون إلى غزة لإيقاف المجاعة والإبادة، ووجه تحية خاصة إلى إسبانيا على مواقفها الشجاعة على مستوى الحكم والشعب لأنها حملت هذه القضية بطريقة مميزة.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن الاستسلام ليس وارداً عند الفلسطينيين الذين قدموا الكثير وواجهوا الإبادة والتجويع والتهجير، والصمود العظيم للفلسطينيين بالتأكيد له وقت لحصد الثمار، وتمنى من دول المنطقة وخاصة الدول العربيةأن تستفيد من موقف إسبانيا وأن يفعلوا ما فعلت، وعلى الدول العربية والتي تتابع القضية الفلسطينية ألا تضغط على المقاومة كي لا يستفيد “الإسرائيلي”.
ورأى الشيخ نعيم قاسم لبنان في قلب العاصفة بسبب العدوان ‘الإسرائيلي” والتغول القائم والإجرام الممتد والمدعوم أميركياً، وهم يواصلون الضغط من خلال القتل اليومي على قاعدة الضغط على شعب المقاومة ليدخلوا إلى لبنان كيفما أرادوا كما في سوريا، والأميركيون تدخلوا في تركيبة الدولة اللبنانية للتحصيل بالسياسة ما عجزوا عنه بالحرب، وأرادوا أن تكون هناك فتنة مع الجيش اللبناني أي أن يقاتل المقاومة وشعبها تحت شعار حصرية السلاح.
وطمأن الأمين العام لحزب الله أن الجيش اللبناني تصرف بحكمة وهناك عقل يريد أن يبني لبنان ولذلك الجيش والمقاومة كانا واضحين بهذا الأمر، ونحن نتفوق عليهم بأننا متمسكون بوطننا ومستعدون للتضحية والجهاد ولدينا شعب عظيم لا يمكن أن يُهزم، واستطعنا أن نوجد حالة من التكافؤ التي تساعد على أن نواجه غطرستهم وهذه الأمور فاجأتهم ولذلك لم يستطيعوا أن يتقدموا إلى الأمام في لبنان.
ودعا الشيخ نعيم قاسم الحكومة إلى أن تهتم بالقضايا المركزية والأساسية، وخلص إلى أن الطائف ليس وجهة نظر بل إتفاق وليس مطية لموازين القوى، ومن يكون مواطناً لبنانياً شريفاً وعزيزاً هو الذي يعمل مع شركائه في الوطن لأن يحمي هذا البلد، فما هو المانع أن تتحدث الحكومة في كل جلسة عن الإسرائيلي وأن تدرجه في بنودها وكل من يأتي إليكم زائراً بدل من أن تقولوا له ماذا تفعلون لإرضائه قولوا له عن الاعتداءات وضرورة الانسحاب الإسرائيلي وإعادة الإعمار،
وأعاد الأمين العام لحزب الله التذكير بضرورة إعادة الإعمار كما ورد في البيان الوزاري وهو التزام مسؤول وحكيم ويجب أن يوضع له برامج، وتحدث عن أن البعض أفقد نصاب جلسة النواب عندما وصل النقاش لقرض الـ250 مليون دولار لإعمار البنى التحتية والمؤسسات، ومن دون إعمار يصعب أن تنطلق عجلة البلد نحو النهوض والاستقرار والإعمار لمصلحة الدولة ولمصلحة اللبنانيين والبلد، وإعادة الإعمار من شأنها أن تحدث ثورة اقتصادية كبيرة في لبنان وحركة اجتماعية ستخفف من مستوى الفقر، وهو موقف سياسي يعبر عن تضافرنا بمواجهة العدو مهما فعل، وشدد على أن الحكومة مسؤولة عن وضع إعادة الإعمار في رأس أولوياتها ووضع البرامج العملية وإدخال بند في الموازنة.
وتطرق الشيخ نعيم قاسم إلى أنه لا يجوز أن يكون قانون الانتخابات على مقاس معين وأين المساواة عندما يصوت المغتربون لـ128 نائباً بينما لا يستطيع البعض أن يطلق حملات إنتخابية في الخارج، وهناك قانون انتخابات موجود يقول إن هناك 6 نواب للمغتربين ونحن مع التمثيل العادل وإذا طالب غيرنا بالتمثيل حسب ضغوط الوصاية فلن يمضي بمخالفته المواطنة الصحيحة.
#مرايا_الدولية