
رنده جمعه- مرايا الدولية
عقوبات أمريكية بالجملة في لبنان حزب الله _العراق حركة النجباء_ إيران الحرس الثوري_ سوريا_ الصين _ وفي روسيا حتى اللحظة طالت كتيبة “تيريك” من قوات الأمن الخاصة في جمهورية الشيشان الروسية، وخمسة مواطنين روس، لتدرج أسماؤهم في القوائم السوداء يوم الخميس من تاريخ 16\5\2019 حيث وجهت إلى: قائد كتيبة “تيريك”، أبو زيد ويس مرادوف، وسيرغي كوسييف، الرئيس السابق لأحد مراكز الإصلاح في روسيا و ثلاثة أشخاص هم موظفون في لجنة التحقيقات الروسية، فكان الرد الروسي بلسان المتحدث – ديمتري بيسكوف أن:” روسيا ستتعامل بالمثل مع هذه العقوبات”.
تأتي هذه العقوبات تحت مايسمى”قانون ماغنيتسكي” الذي أصبح ذريعةً لأمريكا بفرض العقوبات كيفما يحلو لها وبالأسباب التي تراها مناسبة بغض النظر عن الدولة العاقبة. ماغنيتسكي هو القانون الذي وقعه الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما في العام 2013، الذي يسمح للحكومة الأمريكية بفرض عقوبات على جهات تعتبرها مسؤولة عن انتهاك حقوق الإنسان، وفي العام 2016 تم توسيع حيز مفعول هذا القانون بحيث لا يقتصر على روسيا وحدها، بل أن يشمل دولا أخرى أيضاً.
رد الرئيس الشيشاني:
أعلن رئيس جمهورية الشيشان، رمضان قديروف، أن معدي قائمة العقوبات التي استهدفت كتيبة “تيريك”، سيتم إدراجهم في “القوائم السوداء”الخاصة بالجمهورية، وأكد أن “تيريك” من “أفضل وحدات مكافحة الإرهاب والتطرف في العالم”، وأن “مناقشة المسائل المتعلقة بـ تيريك على أعلى المستويات في الولايات المتحدة، خير دليل على أن الولايات المتحدة تخافنا.. إنها تخاف الشيشان الصغيرة والواقعة على بعد شاسع من أمريكا الكبيرة”.
* خطوات متناقضة للموقف الإيجابي لمفاوضات سوتشي الأخيرة بين موسكو وواشنطن من خلال العقوبات التي من الممكن أن تكون سبب في عرقلة التعاون بين الطرفين في عمليات مكافحة الإرهاب*
سوتشي بين التحذيرات واستعراض القدرات:
بالرغم من الخلافات حول مواضيع كثيرة بما في ذلك المفاوضات بشأن نزع الأسلحة والحد منها، لا ينقطع التواصل بين موسكو وواشنطن، فبعد زيارة وزير الخارجية الأمريكية”مايك بومبيو” لنظيره الروسي ” سيرغي لافروف” لمناقشة العديد من الملفات من علاقات ثنائية بين البلدين وانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران والأوضاع في فنزويلا وأوكرانيا وسورية، وتمديد معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية.
رغبات وتحذيرات أمريكية:
إنهاء العلاقات المتوترة بين البلدين الخصمين هو أمل للبيت الأبيض وخاصةً بعد انتهاء التحقيق في تدخل روسيا للانتخابات الرئاسية عام 2016م الذي لم يؤكد تواطؤ فريق حملة ترامب وموسكو.
حيث أعرب بومبيوأن المحادثات خطوة جيدة لتحسين العلاقات بين البلدين ، ولكنه جاء بتحذيرات لروسيا عدة منها :
-أن توقف موسكو دعمها للرئيس الفنزويلي “نيكولاس مادورو”، وأن لا تتدخل في في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة العام المقبل لأنه سيؤدي إلى تدهور العلاقات بشكل كبير، بالوقت الذي قد نفى الرئيس بوتين تدخل روسيا بذلك ووصفه بالهراء التام.
وأنه من الممكن أن تحتاج أمريكا وروسيا إشراك الصين في قضية السيطرة على الأسلحة، واستمرار الضغط على إيران دون سعي للحرب.
ومن جانب آخر أكد بومبيو لبوتين عن تعاون مثمر لوجود مصالح مشتركة ومسائل للتعاون بصورة مثمرة لكلا الشعبين لازدهار العالم كله، وهذه هي رسالة ترامب لبوتين مع طرح أفكار ومشاريع أخرى، ومن الممكن عقد لقاء بين بوتين وترامب على هامش قمة العشرين في اليابان اوساكا الشهر المقبل.
بوتين يستعرض قوته العسكرية:
زار الرئيس بوتين قبل بضع ساعات من استقبال بومبيو أكبر مركز تجارب عسكرية لسلاح الجو الروسي ليحضر تجربة لمعدات الطيران وأسلحة واعدة ، حيث تفاخر أثناء اجتماعه مع مسؤولين في قطاع الصناعات العسكرية بأسلحة الجيش الروسي الجديدة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت قائلاَ :” لا أحد يملك مثل هذه الأسلحة غيرنا”، وأشار إلى أن روسيا تتجهز بأنظمة دفاعية ضد هذا النوع من الصواريخ قبل أن تتمكن جيوش أخرى من الحصول عليها، فيما رأى بوتين أن الوضع الروسي الأمريكي بدأ بالتغير خاصة في مجالات: الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي ومنع انتشار اسلحة الدمار الشامل وحل الأزمات الاقليمية ومكافحة الجريمة المنظمة ومواجهة المشاكل البيئية ومكافحة الفقر في العالم والتهديدات العصرية وبعض المسائل الاقتصادية.
سباق التسلح:
هناك مخاوف من تجدد سباق التسلح بين موسكو وواشنطن وخاصة أن الرئيس” بوتين” ضاعف التصريحات حول قدرات الأسلحة الروسي الجديدة في الأشهر الماضية وخاصة بعد تعليقها لمشاركتها باتفاقية تعود إلى حقبة الحرب الباردة بعد واشنطن، والتي تحظر الصواريخ أرض-أرض مداها 500 إلى 5500 كلم ، وتم اتهام روسيا بخرق ترتيبات الوثيقة الموقعة في 1987 ، وستصبح المعاهدة لاغية في آب/أغسطس المقبل.
في هذه الأجواء المتوترة تستعد روسيا والولايات المتحدة للتفاوض بشأن المعاهدة المقبلة للحد من الأسلحة النووية (ستارت) التي تنتهي صيغتها الحالية في 2021.
مواقف روسية ثابتة وقوة عسكرية بتراتبية أولية والمصالح الروسية الجوهر والأهم، ورسائل مبهمة من ترامب وبوتين لبعضهما، ماسبب العقوبات بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكية إلى روسيا ؟ هل لاستعراض بوتين قوته العسكرية قبل الزيارة؟ أم رسالة غير مباشرة لتذكير روسيا بالرغم من الاتفاقات الحالية أو المستقبلية إن وجدت أن امريكا يحق لها فرض ماتشاء بالوقت الذي تشاء، ومامدى ارتباط العقوبات على كل من الصين وروسيا بأوقات متقاربة بالرغم من اشتراك الثلاثي في قضية السيطرة على السلاح؟