
غنوة السمرة_مرايا الدولية
خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة بشكل غير رسمي باسم «صفقة إيران» أو «الاتفاق النووي الإيراني» هي اتفاقية دولية حول البرنامج النووي الإيراني، تم التوصل إليها بعد 22 شهراً من المفاوضات المكثفةفي يوليو 2015 بين إيران ومجموعة 5+1 (الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة – الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة – بالإضافة إلى ألمانيا) والاتحاد الأوروبي، لبلوغ تسوية شاملة تضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، وإلغاء جميع العقوبات على إيران بشكل تام.
أهم بنود الاتفاق النووي
- مدة إنتاج المواد الانشطارية: الهدف هو جعل المدة اللازمة لإيران لإنتاج ما يكفي من المادة الانشطارية لصنع قنبلة ذرية، من سنة كحد أدنى حتى عشر سنوات على الأقل، وجعل مثل هذه الخطوة قابلة للكشف على الفور. وهذه المدة تتراوح الآن بين شهرين وثلاثة أشهر.
- خفض عدد أجهزة الطرد المركزي بنسبة الثلثين خلال عشر سنوات والسماح بتشغيل 5000 جهاز فقط لتخصيب اليورانيوم في منشأة (نطنز) بنسبة 3,67 بالمئة خلال فترة 15 عاما
- خفض المخزون الإيراني من اليورانيوم الضعيف التخصيب من 10 آلاف كيلو غرام إلى 300 كيلو غرام على مدى 15 عاما.
- عدم بناء أية منشآت نووية جديدة طيلة 15 عاماً
- تكليف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة منتظمة لجميع المواقع النووية الإيرانية وكل الشبكة النووية بدءا من استخراج اليورانيوم وصولا إلى الأبحاث والتطوير مرورا بتحويل وتخصيب اليورانيوم.
المراقبة
ستكلف الوكالة الدولية للطاقة الذرية الموجودة أصلا في إيران، بمراقبة جميع المواقع النووية الإيرانية بشكل منتظم مع تعزيز صلاحياتها إلى حد كبير.
سيوسع مجال صلاحيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الآن فصاعدا لتشمل كل الشبكة النووية الإيرانية، بدءا من استخراج اليورانيوم وصولا إلى الأبحاث والتطوير مرورا بتحويل وتخصيب اليورانيوم. وسيتمكن مفتشو الوكالة من الوصول إلى مناجم اليورانيوم وإلى الأماكن التي تنتج فيها إيران “الكعكعة الصفراء” (مكثف اليورانيوم) طيلة 25 عاما.
وافقت إيران أيضا على وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل محدود إلى مواقع غير نووية خاصة العسكرية منها في حال ساورتهم شكوك في إطار البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي التي التزمت إيران بتطبيقها والمصادقة عليها.
- مفاعل المياه الثقيلة الذي هو قيد الإنشاء في آراك سيجري عليه تعديلات كي لا يتمكن من إنتاج البلوتونيوم من النوعية العسكرية.
- العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على الأسلحة ستبقى خلال خمس سنوات لكن يمكن لمجلس الأمن الدولي أن يمنح بعض الاستثناءات. وتبقى أي تجارة مرتبطة بصواريخ باليستية يمكن شحنها برؤوس نووية محظورة لفترة غير محددة.
الانسحاب الأميركي
لم يخف الرئيس الأمريكي، طوال حملته الانتخابية للوصول إلى البيت الأبيض في العام 2016، غضبه واستياءه لتوقيع بلاده الاتفاق الدولي مع إيران لوقف تخصيب اليورانيوم في العام 2015 والذي وصفه مرارا “بالسيء جدا”، وتعهد مراراً بالانسحاب منه حال وصوله لمنصب الرئيس
كما شن حملة شعواء على إيران، متهماً إياها برعاية الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وتطوير برنامج صواريخ طويلة الأمد قادرة على حمل رؤوس نووية وكيميائية، لتكون ذريعته لتوقيع قرار انسحاب أميركا من الاتفاق النووي الممضي في ولاية سلفة باراك أوباما.
رد الفعل الإيراني “المعاملة بالمثل”
انسحبت إيران من عدة التزامات أساسية في الاتفاق النووي الذي وقعته مع الغرب في 2015، بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة منه.
اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن “الولايات المتحدة أظهرت دائما أنها لا تفي بالتزاماتها”، متهما ترامب بممارسة “حرب نفسية”. كما أعلن أنه يريد التباحث سريعا مع الأوروبيين والصينيين والروس لمعرفة مدى قدرة هؤلاء على ضمان مصالح إيران بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي.
وقال الرئيس روحاني، إن بلاده ستواصل تخصيب مخزون اليوارنيوم في الداخل، بدلاً من بيعه إلى الخارج،وهدد أيضاً باستئناف إنتاج يورانيوم عالي التخصيب خلال 60 يوماً.
ردود فعل دولية
غرّد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على تويتر قائلاً إن “فرنسا وألمانيا وبريطانيا تأسف للقرار الاميركي بالانسحاب من الاتفاق النووي” الإيراني وتريد “العمل في شكل مشترك” على اتفاق “اوسع”، وذلك بعيد إعلان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.
وأضاف: “سنعمل في شكل مشترك على اطار اوسع يشمل النشاط النووي ومرحلة ما بعد 2025 والصواريخ البالستية والاستقرار في الشرق الاوسط وخصوصا في سوريا واليمن والعراق”، مضيفا ان “النظام الدولي لمكافحة الانتشار النووي على المحك”.
هذا وأعلنت موسكو في بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية عن “خيبة أمل عميقة لقرار الرئيس ترامب الأحادي الجانب رفض تنفيذ التزامات خطة العمل الشاملة المشتركة”، معتبرة أن تصرفات واشنطن “تدوس على أعراف القانون الدولي”.
من جهته، أكّد رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان “إسرائيل” تدعم بالكامل القرار الشجاع الذي اتخذه الرئيس ترامب اليوم برفض الاتفاق النووي” مع الجمهورية الاسلامية الايرانية.
أمّا وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني فقالت في روما أن اتفاق فيينا 2015 “يحقق هدفه القاضي بضمان عدم تطوير إيران أسلحة نووية، والاتحاد الاوروبي مصمم على الحفاظ عليه”، مبدية “قلقها الكبير” لقرار ترامب الانسحاب منه.
كما أعرب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش عن قلقه حيال اعلان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق واستئناف العمل بالعقوبات الاميركية، داعيا الدول الخمس الاخرى التي وقعت الاتفاق النووي الايراني في 2015 الى “الوفاء بالتزاماتها تماما”..
وكان للمتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين في تغريدة على تويتر حذّرها فيها من ان “الانسحاب الاحادي للولايات المتحدة من الاتفاق حول النووي هو قرار سيتسبب بعدم الاستقرار وبنزاعات جديدة”.
وأعلنت وزارة الخارجية السورية أن دمشق “تدين بشدة قرار الرئيس الأميركي الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران الأمر الذي يثبت مجددا تنكّر الولايات المتحدة وعدم التزامها بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية”.