لبنان

حزب الله _ التيار الوطني الحر طلاق بمحبة وتراض

لقاء نتج عنه اتفاق على إنهاء الاتفاق بمنتهى السلاسة

تصريحات وبعض كلمات رشحت من الكثير من رموز وكوادر التيار الوطني الحر وبعض قليل ممن يدور في فلك حزب الله ويسرب ما يبغون تسريبه أحياناً، كان يشي ببوادر طلاق حبي بات قريباً . وما كان يدور في الاروقة الضيقة ويُسرب عنه اليسير باتت التسريبات تتزايد وبعضها يُتعمد تسريبه .

بحسب المقربين من أركان القرار لدى طرفي حارة حريك والرابية _ بعبدا، بات شبه المؤكد مؤكداً وأيام تفاهم كنيسة مار مخايل تشهد آخر فصولها والانفصال الهادىء دون صخب صار أمراً واقعاً، بلحاظ الإبقاء على العلاقة الطيبة بين الفريقين على كافة المستويات التنظيمية والتواصل الإيجابي مع رئيس الجمهورية أيضاً .

آخر التسريبات، المقصود تسريبها، كان لقاء جمع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في أواخر الشهر المنصرم نتج عنه اتفاق على إنهاء الاتفاق بمنتهى السلاسة ودونما فتح أبواب الشماتة والنعيق ممن يرغبون الاصطياد دوماً في المياه العكرة .
الاتفاق الذي عمّر لعقد ونيف من الزمن ترك الكثير من بصمات الإيجابية على ساحتي التنظيمين كما أخرى بظلاله الإيجابية في الساحة اللبنانية بشكل عام .

الحقيقة تُقال، أنه وكما كان لهذا الاتفاق الدور الكبير في إيصال الجنرال ميشال عون لسدة الرئاسة وقرّب الشارعين المسيحي والمسلم(الشيعي تحديداً) في لحظات كان لبنان بحاجة إلى الهدوء والتقارب، إضافة إلى فتح أبواب سياسات جديدة لحزب الله، الفرنسية على سبيل المثال لا الحصر، ومكاسب جمة الفريقين السياسين في مجالات شتى يصعب احصاؤها .

وبالرغم من الإيجابيات التي شملت الفريقين وشملت كل لبنان _ سوى البعض الذين تضرروا من هذا الاتفاق _ إلا أنه وكما هو ثابت، خصوصاً في لبنان، لا ثبات على حليف دائم في السياسة . ومعظم التحالفات التي سبقت والتي ستتلو لاحقاً في لبنان، سيكون المصير هو الطلاق إما بطريقة حبية وإما بخلاف يصل صداه لكل الجيران .

بكل أمانة وكل موضوعية، كلمة حق تقال أن هذا التحالف كان من أنظف التحالفات والتفاهمات التي جرت في لبنان، إن لم نقل أنظفها على الإطلاق. تفاهم بُني منذ لحظاته الأولى على الثقة، الصراحة والاحترام المتبادل وسيبقى يطغى عليه كل الاحترام والتقدير والعلاقة الطيبة _ إلا إن عكر صفاءه بعض الخبيثين .
الدعاء بدوام الألفة بين لبنانيين لا بد لهم من اليقين بأن لا مناص من التقرب بعضهم ببعض، والتعلم من دروس أرباب الساسة الأوائل .

حمزة العطار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى