حمزة العطار
كلام لا تمل الآذان منه، عبارات تدخل القلوب دون استئذان مفاهيم، دساتير، وخرائط طرق المنطقة وسياسات كونية تعجز عن فهمها الكثير من عقول السخافة، كل ذلك وأكثر كان في كلام موزون اعتدنا سماعه من أمين الكلام .
بداية وجدان في محضر القادة الشهداء المُحتفى بذكراهم وذكر لنهجهم ووصاياهم التي باتت دستور المقاومة وقانونها، ثم خوض في غمار الدهاليز اللبنانية وزواريبها ممن هو أدرى بساسة لبنان بخيرهم وشرهم، ومن حديث عن تهجم مقصود على المقاومين واتهامهم زوراً بكل مصائب ألمّت وتلمّ بلبنان وصبر قد لا يطول وضبط للنفس لايُعرف متى تنتهي مفاعيله، إلى حديث بتأخير مقصود أو غير مقصود في تأخير تحقيقات انفجار المرفأ رغم انتهاء التحقيق التقني، وبعدها توصيف صادق لمتحملي المسؤوليات في تأخير تشكيل الحكومة رغم الإجماع بضرورة تشكيلها، ثم استذكار واستعراض للتفاهم الذي حصل بين التيار الوطني الحر وحزب الله وبعض عتاب على بعض التصريحات التي تصدر أحياناً من بعض سياسي التيار البرتقالي وغمزٌ وإن لم يكن واضحاً كثيراً بإقتراب الطلاق الحبي بين الطرفين وغمزٌ آخر إلى عمق العلاقة بين الثنائي الشيعي وما فيها من رسائل طمأنة وإقلاق للجميع ولكلٍ أن يفهم فيما يعنيه .
ثم انتقال تدريجي في ملفات المنطقة قريبها وبعيدها، من سوريا واليمن والعراق إلى الوجهة والبوصلة الفلسطينية الحاضرة دائماً في قلبه قبل اللسان، ومن بعدها النظرة العالمية من شخص عالمي وفوق الحدود وتوصيف دقيق، ممنهج وواضح لكل ما يدور في فلك كوننا بمجمله، وبعد فشل السياسات الترامبية واستبدالها بإدارة بايدن وتغير الأولويات الأميركية والاستعاضة عن صفقة القرن بحرب باردة وسباق صيني أميركي وتخوف من نفوذ الدب الروسي وعودته الى الواجهة العالمية بقوة، كان الحديث في الملفات الدولية .
وكما في كل مناسبة وكل توقيت تذكير بالثابت المؤكد الذي لا تغير ولا تبديل فيه بأن العدو دائماً وأبداً هو إسرائيل، ورسائل وتهديد ضمني وعلني ووعيد، كانت صواريخ الكلام تصيب أهدافها في العمق الصهيوني وتخرق عنجهيات ومسرحيات لبعض قادة وجنرالات لم يفقهوا أو يتعلموا ممن سلف .
نعتذر سماحة الأمين العام بأن نسعى لتقييم كلام وخوض في حديث لا جرأة لمن هم أهل فصاحة وبلاغة أن يملكوا قدرة الزيادة في الفصاحة أو البلاغة أو من قادة وحكام أن يزيدوا من قدرة إيلام العدو بكلام أقسى من كثير من صواريخ ومدافع .
رحل الراغب وبعده العباس ثم العماد وبينهم الكثير من قادة شهداء، ورغم كل الآثار التي تركها غيابهم، تبقى حاضرة في وجداننا وفي قلوبنا وعقولنا، دعاء رجل عجوز في تشييع السيد عباس الموسوي(رض) .. “يا الله تعوّضنا بسيد متل هالسيد” .
وكانت استجابة الله لدعاء صادق سريعة وعوضنا الله بك، لتكون سيداً مبدعاً، مقاوماً وقائداً عربياً، أممياً ..لا بل أكثر، وكل أيامنا تقول وتشهد بذلك .
دمت القائد العربي، الإسلامي، المقاوم .
#مرايا_الدولية