اختتم وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان زيارته الى لبنان، بعد لقاءات خلت من أي مسعى لتحريك المسار الحكومي واقتصرت على إبلاغ المسؤولين اللبنانيين تجميد أي مسعى حتى تتشكل حكومة جديدة، محملاً المسؤولين بلا استثناء تبعات الفشل، مؤكداً ما سبق وأعلنه عن عزم حكومته على اتخاذ إجراءات عقابية بحق المسؤولين عن التعطيل من دون أن تتضح طبيعة العقوبات وهوية المستهدفين، وفيما كشفت لقاءات لودريان في السفارة الفرنسية بعدد من أحزاب وشخصيات معارضة، وكلامه عن رهان على تغيير يأتي عبر هذه القوى، عبر الانتخابات المقبلة، تراجعاً في الدور الفرنسي كرّسه نعي المبادرة التي أطلقها الرئيس أمانويل ماكرون قبل شهور، حيث وضع نعي المبادرة الفرنسية المسار الحكومي بين خيارات صعبة في ظل أوضاع تزداد صعوبة. فالمصادر المواكبة للملف الحكومي تقول إن المساعي الراهنة التي تشكل بكركي محورها لحل قضية تسمية الوزيرين المسيحيين في حكومة الـ 24 وزيراً، اللذين يفيضان عن العدد الذي تسمّيه المرجعيات النيابية الممثلة في الحكومة أو الذين يسمّيهم رئيس الجمهورية، هي مساعٍ جدية لحل وسط يقوم على تسمية مشتركة للوزيرين بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، لكن الأمر بعد نعي المبادرة الفرنسية، وما لمسه الرئيس الحريري من سلبيّة تجاهه وفي التعامل معه، وما بات ثابتاً عن موقف سعودي سلبي تجاه تولي الرئيس الحريري رئاسة الحكومة المقبلة، هو في ترقب قرار الحريريّ نفسه بين خياري المضي بتحمل مسؤولية رئاسة الحكومة الجديدة أو السير بالاعتذار الذي سبق ولوّح به قبل وصول لودريان الى بيروت.
#مرايا الدولية