دولي

تساؤلات حول القبة الحديدية واختبار صواريخ المقاومة الصعب

ما هي وكيف تعمل وهل كسرت المقاومة أسطورة قبة العدو الحديدية؟

غنوة السمرة| مرايا الدولية

خضعت قبة العدو الإسرائيلي الحديدية في الأيام الماضية لاختبار صعب حرصت وسائل الإعلام على اختلاف سياساتها نقل نتائجه للرأي العام:

? جيش العدو: دمّر النظام أقل من نصف صواريخ وقذائف المقاومة
? خلفت صواريخ المقاومة عشرات القتلى في المدن المحتلة 
?خسائر مادية فادحة تكبدها الاحتلال

إذاً هل ترنحت الأسطورة التي تغنّى العدو لسنوات بعظمتها وقدراتها الخارقة تحت ضربات المقاومة وهل دُحضت ملايين تقارير الغزل والمديح بإمكانيات القبة؟
الإجابة ليست على لسان من يقف في الجانب الآخر من الحدث (المقاومة الفلسطينية) إنما اليوم شهد شاهد من أهله “الحديدية مجرد كلام فارغ” حيث أشار المحلل السياسي الإسرائيلي يوني بن مناحم أن أسطورة “القبة الحديدية” هي كلام فارغ!

حصيلة المشهد
بحسب البيانات الرسمية لجيش العدو، دمّر النظام أقل من نصف صواريخ وقذائف الهاون التي أطلقتها حركتي المقاومة حماس والجهاد الإسلامي.

صورة تُظهر لحظات انطلاق صواريخ المنظومة

وكمثال بسيط على ما سبق ذكره حتى وقت متأخر من يوم الأحد الماضي، تم إطلاق نحو 3100 صاروخ من غزة منذ بداية العدوان، اعترضت القبة ل 1215 منها فقط.

ميلاد القبة
لم تلد القبة الحديدة بهذا الاسم بل كان اسمها مضاد قسّام إلا أن رئيس مشروع تطوير القبة وجد أن الاسم غير مناسب وابتكر في أحد الجلسات اسم (القبة الذهبية) قبل أن يغيره إلى اسمها الحالي، وجدت منذ ولادها انتقادات تتعلق بالتكلفة الباهظة كما أن الانتقادات التي تمس فاعلية هذه القبة ليست وليدة اليوم فقط حيث وصفها محللون عسكريون للعدو بأنها أكبر عملية احتيال ضخمة.

وكانت الإرهاصات الأولى لهذه القبة عام ٢٠٠٧ مع بدء تطويرها من شركة رافائيل لأنظمة الدفاع “الإسرائيلية” بتمويل جزئي أمريكي، وقد اختار وزير دفاع العدو الإسرائيلي حينها عمير بيرتز نظام القبة كحل دفاعي لابعاد خطر الصواريخ قصيرة المدى.

عمير بيرتز

آلية عمل القبة الحديدية
القبة الحديدية.. نظام دفاع جوي بالصواريخ ذات القواعد المتحركة، وقد تم تجهيز كل بطارية برادار كشف وتتبع، ونظام تحكم بالإطلاق و3 قاذفات كل واحدة تحمل عشرين صاروخاً.

تعتمد القبة الحديدية على صاروخ مجهز برأس حربي يحتوي على 11 كيلوغراما من المواد شديدة الانفجار

النظام مخصص لصد الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية من عيار 155 ملم التي يصل مداها 70 كلم.

وتعتمد القبة الحديدية على صاروخ مجهز برأس حربي يحتوي على 11 كيلوغراما من المواد شديدة الانفجار، يتراوح مداه ما بين 4- 70 كلم.

هذا الصاروخ قادر على اعتراض وتفجير أي هدف في الهواء، فبعد تعرف منظومة الرادار على الصاروخ أو القذيفة المدفعية تبدأ بملاحقة مسارها.

بعد ذلك يتم نقل المعلومات إلى وحدة إدارة المعركة لتحليل مسار الهدف وتحديد موعد ومكان سقوطه المفترض.

وفي حال تبين أن الهدف يشكل خطرا يعطى الأمر خلال ثوان للصاروخ باعتراض الهدف في الجو، حيث يتم تفجير الرأس الحربي لتدمير الهدف في الجو دون الارتطام به مباشرة.

ورغم الأموال الطائلة التي صرفت لتطوير القبة الحديدية إلا أنها تحوي نقاط ضعف، أبرزها:

عدّد خبير عسكري مكامن ضعف نظام الدفاع الجوي لجيش الاحتلال الإسرائيلي المعروف باسم “القبة الحديدية”.
وقال فيكتور بارانيتس، وهو خبير عسكري روسي معروف، للصحفيين، بحسب روسيا اليوم، أن للقبة الحديدية إمكانيات محدودة لأنها مصممة لاعتراض عدد محدد من الصواريخ. فمثلا، إذا كان بإمكانها التعامل مع 100 هدف فماذا تفعل حين يتم إطلاق 125 صاروخا باتجاه إسرائيل؟
وأضاف بارانيتس: إعادة تعمير “القبة الحديدية” بالصواريخ تحتاج إلى وقت طويل وهو ما يمكن أن يستغله مطلقو الصواريخ.
وثمة مشكلة أخرى تتعلق بثمن الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية والذي يتراوح بين 40 ألف دولار و100 ألف دولار. ولذلك فإن اعتراض الصواريخ المهاجمة يكلف إسرائيل غاليا جدا، حسب صحيفة “روسيسكايا غازيتا”.
في السياق ذاته ذكرت مجلة ناشونال إنترست (The National Interest) الأميركية في تقرير لها أن هذا النظام، وهو عبارة عن شبكة اعتراضية تستخدم تكنولوجيا تحليل بيانات رادارات متطورة لرصد وتعقب وتدمير الصواريخ، يعد خط الدفاع الأول والأساسي لدى إسرائيل ضد وابل الصواريخ قصيرة المدى القادمة من قطاع غزة.
وترى المجلة أنه إذا أطلقت كل من حركتي حماس أو الجهاد كمية كافية من الصواريخ على موقع محدد خلال فترة زمنية قصيرة، فمن الممكن جدا أن تتمكن من اختراق شبكة القبة الحديدية وإلحاق خسائر كبيرة بالبنيات التحتية الحيوية أو المناطق المأهولة بالسكان.

كم تبلغ تكاليف تشغيل “القبة الحديدية؟

كل صاروخ اعتراض يخرج من بطارية الصواريخ في “القبة الحديدية” يكلف، بحسب تقارير إعلامية، حوالي 66 ألف يورو. ولهذا تقوم المنظومة فقط باعتراض المقذوفات التي يُتوقع أن تسقط على مناطق مأهولة.
يشار إلى أن الولايات المتحدة موّلت تطوير هذه المنظومة، وقامت أيضاً بشراء وحدتين من “إسرائيل” لاستخدامها لديها.

تكتيك المقاومة للضغط على المنظومة

يشير خبراء أن فصائل المقاومة الفسطينية اتبعت تكتيكاً اعتمد على عاملين أساسيين في محاولة الضغط على منظومة القبة الحديدة.


الأول رمي عدد كبير من الصواريخ لإغراق القبة الحديدة بحيث لا تستطيع اعتراض كل الصواريخ في وقت واحد.

الثاني محاولة توسيع قطر دائرة الهجمات الصاروخية ما يجبر العدو على نشر وحداته على مساحات أوسع وبالتالي إضعاف تركيز منظومة القبة الحديدة.

إذاً بعد الانتصارات التي حققتها المقاومة في العدوان الأخير على غزة هل سيفي الرئيس الأميركي جو بايدن، بوعده لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، بتجديد منظومة القبة الحديدية “الإسرائيلية”؟

#مرايا الدولية 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى