تعود بنا الذاكرة الفلسطينية اليوم لرسالة مشؤومة خطها آرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا قبل ١٠٤ أعوام جاء فيها:
وزارة الخارجية
2 نوفمبر 1917م
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي، الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهوماً بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى.
وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علماً بهذا التصريح.
المخلص
آرثر بلفور
منحت لندن في هذه الرسالة أرضاً لا تملكها، لشعب مبعثر في أرجاء الأرض لتخلق حقبة جديدة في الشرق الأوسط، اعتبرت أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين
اليوم وبعد ١٠٤ أعوام ما زالت الجريمة التي كان ضحيتها الشعب الفلسطيني ماثلة أمام العالم، وما زالت دولة الاحتلال تجد من يعدها بالمزيد “صفقة القرن” التي تعد امتداداً لوعد بلفور والهدف شطب القضية الفلسطينية وتصفيتها.
من جانبها تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية نضالها ومطالباتها لبريطانيا بالتراجع عن وعد بلفور.
في ذكرى وعد بلفور المشؤومة نرصد لكم:
أكدت حركة “حماس”، اليوم الثلاثاء، في بيان صحفي، في ذكرى وعد “بلفور”، على أن بريطانيا ارتكبت مجزرة تاريخية بحق شعب له وجود وثقافة وتاريخ؛ وهي ملزمة اليوم بالتكفير عن خطيئتها بإعادة الحقوق لأهلها، والاعتذار العملي للشعب الفلسطيني بعودة اللاجئين الذين هُجروا من أرض فلسطين التاريخية موطنهم الأصلي، وتعويضهم عما لحق بهم، ودعم حقهم في الحرية والاستقلال
وأضافت: “نؤكد على إيماننا وسعينا الدؤوب لتحقيق الوحدة الوطنية كضرورة استراتيجية تستلزم العمل من أجلها من قبل كل مكونات الشعب الفلسطيني، لبناء استراتيجية صمود ومقاومة للاحتلال الذي نتج عن هذا الوعد المشؤوم”.
وتابعت: “حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأوطانهم التي هجروا منها هو حق شرعي وقانوني ثابت، ومكفول بالقوانين الدولية، والقرارات الأممية، ولا تراجع عنه ولا تفريط فيه أو المساومة عليه”.
ووجهت التحية كل التحية لشعبنا المرابط في القدس وغزة والضفة وال 48 والشتات والمنافي على صموده وثباته وتصديه لكل المؤامرات والمخططات التي تهدف إلى تصفية حقوقنا الوطنية، وإثباته أنه عبر تعاقب السنين يزداد ارتباطنا بحقنا وإصرارنا على مقاومة عدونا.
وحيت أهلنا في القدس وهم يقفون سدًا منيعًا في وجه المخططات الصهيونية الشرهة لقضم الهوية والتاريخ في القدس، وهم بذلك إنما يؤكدون أن المستقبل لهذا الشعب الصامد الذي لم يتنازل عن حقه، كما ندعو الأمة العربية والإسلامية إلى نصرة القدس وقضاياها في هذه المرحلة الحساسة.
كما قالت فصائل المقاومة الفلسطينية، إنها ستسقط كافة المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا وقضيتنا بدءً من الوعد المشؤوم.
وأكدت الفصائل، في تصريح صحفي، على حق شعبنا بأرضه ووطنه وحق العودة حق ثابت ومقدس لم يسقط بوعد بلفور ولن يسقط بغيره من اتفاقيات العار التطبيعية
وطالبت حكومة بريطانيا بالاعتذار عن هذه الخطيئة والتراجع عنها وإزالة الضرر الواقع نتيجة لهذا الوعد المشؤوم بتعويض الشعب الفلسطينى عن كل ما اصابه من نكبات ومعاناة ودعمه فى نيل حقوقه وعودته الى ارضه
وشددت على أن مؤامرات ومخططات تصفية القضية ستتحطم على صخرة وعي وصمود شعبنا الفلسطيني كما تحطم وعد بلفور
وأضافت: “المطلوب اليوم ضرورة إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس الشراكة الحقيقية، وترتيب البيت الفلسطيني من خلال بلورة برنامج وطني كفاحي، يشكل القاعدة الأهم في مسيرة التحرر الوطني ضد الاحتلال”.
واختتمت:
“ستبقى فلسطين أرض إسلامية عربية، وستبقى المقاومة هي الحامية لحقوقنا وثوابتنا الوطنية”.
مرايا_الدولية