رئيس تحرير شبكة مرايا الدولية / فادي بودية
منذ خطاب الرئيس بوتين في ميونيخ في 10 فبراير عام 2007 وإعلانه انتهاء الأحادية القطبية أثار رعب الولايات المتحدة الاميركية وأوروبا بفوبيا :” روسيا والبيت السوفياتي”.
حاولت الإدارات الأميركية المتعاقبة العبث مرات عدة داخل البيت السوفياتي الروسي بهدف محاصرة روسيا بقوات الناتو تحت ذرائع استخدمتها في العراق وسورية وأفغانستان وليبيا وفنزويلا… وأرادت عرقلة النمو الاقتصادي المتنامي بشكل كبير في روسيا في عهد الرئيس بوتين لاسيما في خط السيل الذي هدد به بايدن اكثر من مرة دون أن تتجرأ اي دولة في العالم على تقديم البديل بما يعنيه ذلك معرفة القاصي والداني أن بوتين” لا يمزح” بما يخص مصالح روسيا القومية والاقتصادية والسياسية.
فشلت أمريكا في كل حروبها من فيتنام وصولاً إلى أفغانستان لكنها امتلكت أدوات تغطي هذا الفشل من خلال ضخّ الاضاليل والتوقعات بمواكبة إعلامية ضخمة غربية وأوروبية وعربية ( سلاح الدمار الشامل، التطرف، الإرهاب ، الديمقراطية…) كلها عناوين سقطت في مشهد أيام الخزي والعار بين ترامب وبايدن.
الولايات المتحدة الاميركية ومعها فرقة المطبلين واوركسترا الغناء الأميركي( أوروبا وبريطانيا) كلهم يجزمون “بغزو روسي” لأوكرانيا بناء على معلومات موثقة أكيدة لا تقبل الريب والشك… في مشهد يذكرنا بالحروب العالمية ليقف العالم كله صامتاً مذهولاً خائفاً…
الرئيس بوتين وإدارته الدبلوماسية والعسكرية ضحكوا مستهزئين بالفبركات الأميركية لأنهم يدركون تماما أنّ الصراع في أوكرانيا هو صناعة غربية أمريكية بامتياز تتلخص بنقطتين اساسيتين:
١. إجراء انتخابات ديمقراطية يقرر فيها الشعب الأوكراني رئيسه ووجهته الاستراتيجية لاسيما احترام الاتفاقيات الموقعة ( مينسك ونورماندي) بما يخصّ جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في دونباس ما دفع رئيس لوغانسك ايغور بلوتنيتسكي التأكيد على “عدم العودة مطلقا الى أوكرانيا وإنما هناك اصرار للعودة الى قوام روسيا”.
٢. عدم استغلال هذا الصراع لنشر قوات الناتو على الحدود الأوكرانية الروسية بما يحمل ذلك تهديداً واضحاً لأمن روسيا التي ستقع حينها تحت حصار دولي أممي يستوجب حرباً عالمية.
إذن جوهر الصراع ليس أوكراني روسي بل هو صراع داخلي على تحديد هوية أوكرانيا وحقها في تقرير مصيرها يما يتصل ذلك بحق روسيا في حماية أمنها القومي والعسكري والاقتصادي والسياسي.
الرئيس بوتين اختصر المشهد بعبارتين : ” روسيا لا تريد الحرب ولكنها لن تسمح لأحد مهما عظمت قوته أن يهدد روسيا في مصالحها وأمنها” ، ليستكمل تأكيده الذي أوقف الناتو وفرقته الموسيقية على قدم واحدة:” روسيا أقوى دولة نووية في العالم فإذا فكّر أحد في ضرب روسيا فلا أجد معنى للعالم بدون روسيا”.
#مرايا_الدولية