#غفران_المقداد
تحتفل روسيا بتاريخ 4 نوفمبر بيوم “الوحدة الوطنية”،
ويسمى أحياناً “يوم التحرر من الاحتلال البولندي _ الليتواني”؛ العيد الذي تستنهض فيه الأمة الروسية متعددة الأعراق والشعوب والديانات معاني الوحدة والتكاتف والبطولة والصمود؛ حيث تقام المواكب والفعاليات الخيرية والألعاب النارية والحفلات الموسيقية والمسيرات في جميع أنحاء البلاد في هذا التاريخ وبالإضافة إلى ذلك تنظم العديد من المدن موائد مستديرة حول اللغة الروسية وآدابها ، فضلاً عن مؤتمرات حول تاريخ الأرثوذكسية الروسية.
الفترة المظلمة في التاريخ الروسي
يعود تاريخ هذا اليوم إلى القرن السابع عشر، حينما أنهت الانتفاضة الشعبية الروسية بقيادة كل من كوزما مينين والأمير دميتري بوجارسكي الاحتلال البولندي الليتواني عام 1612؛ حينما لعبا هذان الشخصان دوراً مركزياً في تحرير البلاد من الغزاة الأجانب، واستطاع الاثنان معاً أن يجمعوا الشعب تحت راية واحدة وقيادة واحدة وهدف واحد، هو طرد المحتلين الأجانب، حيث انضمت العديد من المدن والقرى المحلية إلى حركة المقاومة الشعبية.
وعُرفت تلك الفترة بالفترة المظلمة في التاريخ الروسي حيث شهدت فواجع وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية.
وفي عام 1613 وضع القيصر ميخائيل رومانوف عيداً باسم يوم تحرير موسكو من الغزاة البولنديين؛ وجرى الاحتفال به في الإمبراطورية الروسية حتى 1917، وأعيد عيد الوحدة الوطنية في الاتحاد الروسي عام 2005 وأصدر الرئيس فلاديمير بوتين مرسوماً يضع هذا اليوم ضمن الأعياد القومية التي تحتفل روسيا بها رسمياً.
وصف النصب التذكاري
برغم مرور السنين وتغير الأحداث والأشخاص ظلت ذكرى هذا اليوم حية عزيزة في أذهان الروس، لدرجة أنه وبعد مرور قرنين من الزمان وبمناسبة الانتصارعلى جيش “نابليون بونابرت عام “1812، أقام الروس نصباً تذكارياً للبطلين “منين وبوجارسكي” في الساحة الحمراء، وكان أول نصب تذكاري في العاصمة، لم يتم بناؤه تكريماً للإمبراطور، ولكن للامتنان لأبطال الشعب، أنشأه النحات الروسي “إيفان مارتوس”، وظل النصب التذكارى للبطلين رمزاً لاتحاد القوى الشعبية والوطنية حتى يومنا هذا.
الشخصية الرئيسية للنصب التذكاري هي شخصية مينين- تشير يده المرفوعة إلى بوجارسكي والشعب الروسي بأكمله إلى موسكو، داعياً إلى حمايتها من المعتدى الأجنبي.
بوتين أمام النصب التذكاري لـ”مينين وبوجارسكي”
شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مراسم وضع الزهور عند النصب التذكاري لكوزما مينين ودميتري بوجارسكي في الساحة الحمراء بوسط موسكو.
وحضر هذه الفعالية الوطنية، ممثلون عن المنظمات الشبابية ومنظمات المتطوعين بجانب مسؤولين رسميين.
ومن المعروف، أنه تم افتتاح التمثال البرونزي لـ مينين وبوجارسكي، في الساحة الحمراء قبل 200 عام بعد صقله ونصبه على حساب التبرعات الشعبية؛ حيث تفقد الرئيس بوتين النصب بعد تجديده وعرض انطباعاته على المشاركين في الحفل.
وفي حوار مع مجموعات من المتطوعين يوم الجمعة بهذه المناسبة؛ طالب الرئيس فلاديمير بوتين بإجلاء جميع سكان منطقة خيرسون بشكل سريع، مشيراً إلى أن بلاده تعمل على تسهيل إجراءات منح الجنسية الروسية للاجئين القادمين من أوكرانيا.
وأضاف: ”بحثنا استعادة منطقة دونباس، بما في ذلك ماريوبول”، منوها بأن ماريوبول مدينة روسية قديمة وهناك عمل يتعين القيام به فيها “.
وأكد الرئيس بوتين بهذا الشأن:”إن تدفق المتطوعين الراغبين في الالتحاق بالقوات المسلحة لروسيا لا يتراجع، حيث وصل عدد الذين تمت تعبئتهم إلى 318 ألف شخص، من بينهم 49 ألف فرد يقومون بمهام قتالية في أوكرانيا حاليا بينما لا يزال الباقون يشاركون في التدريبات”.
وذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء أن بوتين وقع قانوناً يسمح بتجنيد مرتكبي الجرائم الخطيرة؛ وأوضحت الوكالة أن القانون يستثني المدانين بارتكاب جرائم الاعتداء الجنسي على أطفال أو الخيانة أو التجسس أو الإرهاب.
ومن جانبه ، أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف أن بلاده لا تحتاج إلى أراض أجنبية، مشدداً على أن روسيا تحارب من أجل شعبها وتاريخها.
وبمناسبة يوم الوحدة الوطنية تم إقامة معرض يجسد الحرب العالمية الثانية وكل المعدات العسكرية آنذاك مع الزي السوفييتي بشكل واقعي في الساحة الحمراء/موسكو؛ حيث لا يزال قائمًا حتى اليوم، رمزاً ليوم “الوحدة الوطنية للشعب”، والذي يذكرنا عبر القرون بأن أي عدو لا حول له ولا قوة أمام قوة الشعب ووحدته.
#مرايا_الدولية