#عفراء_المقداد
أيامٌ مرت لم نقوى على استيعابها أمام هذه المأساة التي هرع عليها سكانها
ففي الساعة 04:17 مع تساقط الأمطار وفي ساعات الفجر الأولى.. من يوم 6/2/2023 هزاتٌ لثواني عصرت القلوب ودمرت جدران وأعمدة..
تناثر الركام واختلطت الدماء تحت الأنقاض والتجأت الأرواح إلى السماء ترتجي الرحمة..صراخٌ رهابٌ فزعٌ عويلٌ جراحٌ إلى مدى الأرض والسماء التركية والسورية
زلزال مدمر بقوة 7.8 درجة ضرب وسط تركيا وشمال غرب سورية وعمق 7 كيلومترات تحت سطح الأرض اقتحم هذه الأراضي ودمر ماعليها..
والسؤال هنا لماذا كان هذا الزلزال مدمراً إلى هذا الحد ؟
قوة الزلزال واحدة ضمن مجموعة من العناصر والعوامل التي تفسر لمَ بلغت الكارثة هذا الحد من التدمير، وتحدث خبراء دوليون عن عوامل أخرى مثل توقيت الزلزال وبنية المساكن في المناطق المتضررة، ما يسمح بفهم حجم الخسائر البشرية
وبعض الخبراء الدوليين يتحدثون عن تداخل وتشابك مجموعة من العوامل تتمثل في توقيت الزلزال وموقعه وخط صدع هادئ نسبياً منذ قرنين، فضلاً عن مبان مشيدة بصورة سيئة
وحسب الباحث في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية روجيه موسون:
يعود ارتفاع حصيلة ضحايا هذه الكارثة إلى شدة الزلزال في المقام والذي يلحظ أنه وقع عند الساعة 4:17 بالتوقيت المحلي (01:17 ت غ) فوجد “النائمون أنفسهم “عالقين عندما انهارت منازلهم”.
وفيما شدد العالم على أن مدى الدمار يتعلق أيضاً بطول الصدع الأرضي على امتداد خط الصدع الزلزالي (مئة كيلومتر بالنسبة لزلزال الإثنين) أوردت كارمن سولانا، وهي عالمة البراكين في جامعة بورتسموث البريطانية، أن تشييد المباني يشكل عاملاً رئيسياً عند حدوث الزلازل.
وأوضحت أن “مقاومة البنية التحتية متفاوتة في جنوب تركيا (رغم أن زلزال عام 1999 أدى إلى إصدار تشريع في عام 2004 يلزم جميع المباني الجديدة بالامتثال لمعايير مقاومة الزلازل) وخصوصاً في سورية. لذلك، فإن إنقاذ الأرواح يعتمد الآن على سرعة الإغاثة”.
فسارعت عدة دول ومنظمات دولية بالإعلان عن تقديم مساعدات مالية عاجلة، من أجل دعم جهود الإغاثة ،كما أعلنت حكومات عدة دول عن تقديم مساعدات إنسانية شملت أدوية ومواد غذائية وفرق إنقاذ، وقامت بعض الدول بفتح جسر جوي لتوصيل المساعدات سريعاً إلى تركيا وسورية
وتتواصل عمليات الإنقاذ إلى الآن في سورية وتركيا من تحت أنقاض المباني التي دمرها الزلزل، فيما تسابق فرق الإغاثة الزمن لإسعاف الضحايا.
وأعلنت إدارة الكوارث التركية اليوم ارتفاع عدد قتلى الزلزال في تركيا إلى 19.875 والجرحى إلى79.717 وتسجيل 1509 هزة ارتدادية منذ الزلزال الذي ضرب
بينما في سورية أعلنت وزارة الصحة : ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 1387 وفاة و 2326 إصابة وذلك في حصيلة غير نهائية مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ
وأعلنت رئاسة مجلس الوزراء السورية اليوم المناطق المتضررة في محافظات حلب واللاذقية وحماه وإدلب نتيجة الزلزال الذي أصابها بتاريخ 6/2/2023 مناطق منكوبة وبما يترتب على ذلك من آثار
كما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية “السماح لجهود ومواد الإغاثة الإنسانية بالوصول إلى سورية كاستثناء محدود لقانون قيصر”.
وذكرت الوزارة في بيان اليوم ، إنّ القرار بشأن مواد الإغاثة لسورية يسري لمدة 180 يوماً تنتهي في الثامن من آب/أغسطس المقبل.
وأوضحت الوزارة أنّ “القرار يسمح بمعالجة أو تحويل الأموال نيابة عن أشخاص من دول أخرى إلى سوريا أو منها لدعم المعاملات المصرح بها”.
وبحسب بيان الوزارة، لا يُسمح “بأي معاملات بشأن استيراد النفط أو المنتجات البترولية ذات المنشأ السوري إلى الولايات المتحدة، ولا على معاملات تنطوي على أي أشخاص مشمولين بنظام العقوبات ضد سورية”، حسب تعبيرها.
وسلطت الأقمار الصناعية الجديدة من تركيا وسورية الضوء على حجم الدمار الذي واجهته المنطقة بعد زلزال هائل وهزات ارتدادية ضربت يوم الإثنين، مما حول الأحياء إلى أنقاض وتسبب بتشريد الآلاف من الناس في عز الشتاء.
صورة بالأقمار الصناعية للدمار في تركيا بسبب الزلزال
وتظهر الصور التي نشرها برنامج الأمم المتحدة للأقمار الصناعية حجم الدمار الهائل في المناطق التي ضربها الزلزال.
إحدى تلك المناطق كان قهرمان مرعش التركية التي تضررت فيها أحياء كاملة.
صورة مأخوذة من الأقمار الصناعية لمدينة كهرمان مرعش
ونشرت شركتا “Planet” و”Maxar Technologies” المتخصصتان بالتقاط صور الأقمار الصناعية مشاهد عن الزلزال، وأكدتا أنهما تعملان بالتعاون مع المنظمات الإنسانية لإخطارها عما يحصل على أرض الواقع، بتوثيق حجم الضرر وتوزيع الملاجئ وعمليات الإنقاذ.
وبالإضافة إلى السوريين الذين قتلوا نتيجة الزلزال في بلادهم، كانت غازي عنتاب التركية والمناطق المحيطة بها موطناً لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين نزحوا بسبب ما يقرب من 12 عاماً من الحرب.
صورة توثق قسماً من أنطاكيا التركية قبل الزلزال وبعده
صورة جوية لمدينة اللاذقية السورية قبل وبعد الزلزال
سورية التي لم تكد تخرج من ركام الحرب المثقل على أكتافها حتى جاءها الزلزال المدمر ليزيد مأساة سكانها..
كارثة طبيعية جددت حزن الشعوب على ماآلت إليه سورية الصامدة بقوتها وجبروتها وتركيا الشقيقة..
هل سيكون هذا الزلزال مؤشر لإعادة التضامن العربي ؟؟
هل استيقظت الدول بجراح مقاومتنا.. هل سننجو من ألم حروبنا..؟
#مرايا_الدولية