دعا رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل
إلى “الاستفادة من الحوار والتفاهم السوري – السعودي – الايراني، لتأمين عودة لائقة آمنة وكريمة للنازح السوري من خلال إعادة إعمار سورية ولبنان”، محذراً من “خلق فتنة جديدة بين اللبنانيين والسوريين”.
وفي كلمة خلال اللقاء الشعبي للتيار الوطني الحر في جزين جنوب لبنان، اعتبر باسيل أن المدينة “بموقعها المميّز وحضورها التاريخي تشكّل نقطة تقاطع بين جنوب المقاومة وبقاع الخير وجبل لبنان الصمود”، وأضاف أن “المدينة شابكة ايديها مع جيرانها وغامرة صيدا وجبل الريحان، ودورها الطبيعي تكون صلة وصل ومش همزة قطع”، واعتبر أن “التيار الوطني الحر بيشبه جزين وجزين بتشبهه، ودوره ودورها يجمعوا ومش يقسموا ويكونوا قلب لبنان… بهالمعنى جزين بتبقى قلعة التيار الوطني الحرّ على مدى الايّام وأي مرحلة غير هيك بتكون الاستثناء ومش القاعدة”.
واستعاد رئيس التيار الوطني الحر مرحلة الانتخابات النيابية الماضية، فقال إن “خسرنا وخسرت جزين بالانتخابات الأخيرة لسببين:
1–ما تأمّنت التحالفات اللازمة مع صيدا وجبل الريحان، وفي جزء من المسؤولية على بعضنا بسبب خطابه وطريقة تعاطيه
2-مشكلنا الداخلي وحرصنا الشديد بل الزايد على وحدة التيار وعدم خسارة حدا منا”.
وأعرب باسيل عن تحمله مسؤولية نتائج الانتخابات “لأني اخترت وحدتنا الداخلية على التحالفات الانتخابية، ولكن للأسف طلعنا خسرانين على الجهتين، ويا ريت يلي ضحينا كرمالهم قدّروا وغيرّوا سلوكهم يلّي اذى التيار كتير على مدى سنين”، وأضاف أن “تحمّلنا على حساب نظام تيارنا وانضباطنا وحتى كرامتنا، لنحافظ على وحدتنا ولكن لمّا شفنا انّو المسار الغلط مكمّل ذاته والأذى ذاته بعد الخسارة، لا بل اكثر، ولمّا المطالبة صارت كبيرة وعارمة بوقف النزف، اخذ التيار القرار بوقف نزيفه بجزين”، معتبراً أنها “خسارة صغيرة قدّام التيار الكبير بحجمه بتتعوّض بانطلاقة جديدة للتيار بجزين”.
وأعلن رئيس التيار الوطني الحر أن “من عناوين الانطلاقة الجديدة بجزين: الانفتاح على بعضنا وعلى الآخرين، وعدم تسكير ابواب التواصل على حدا او من حدا، واعادة وصل ما انقطع مع كل مكوّنات صيدا وجزين، والتياريين متساووين، ما في حدا محسوب على حدا أو بيخصّ حدا؛ وما في حدا اكبر من التيار، لا بماله ولا بسلطته ولا بشخصه: بالتيار ما في افضليّات بين متموّلين ومناضلين، اكبر متموّل متل اصغر مناضل بالتيار، هيك لازم يتعاطى معكم وهيك انتو بتتعاطوا معه، ولا جماعات ولا مجموعات بالتيار، لا بجزين ولا خارجها؛ يلّي بدّو يكون او يبقى بالتيار عليه انّو يكون تحت سقف نظامه ومبادئه ويلّي بيعتقد نفسه اكبر من التيار، يفلّ منه لنشوف حجمه، والتيار لا يستبعد احد، ويستوعب الجميع وباله طويل وحكمته كبيرة، ولكن يلّي قرّر انّو يستبعد حاله بإرادته فهيدا قراره ومسؤوليّته”.
واستذكر باسيل أن “من 75 سنة وقعت النكبة بالـ 48، ومنتذكّرها كل يوم، بسبب اللجوء الفلسطيني على ارضنا، والاعتداءات الاسرائيلية المتكرّرة، ومنعيش بالخطر الدائم للمشروع الصهيوني على بلدنا ومشرقنا”، واعتبر أن “المشروع الاسرائيلي، بامتداداته الغربية وبجوهره العنصري، التقسيمي التجزيئي، كان أحد اهدافه من خلال تهجير الفلسطينيين، زرع الانقسامات والتشرذم بالمنطقة ولبنان، وضرب النسيج الوطني والاجتماعي وصولاً للفرز وللتقسيم”
ورأى رئيس التيار الوطني الحر أن مشروع توطين اللاجئين الفلسطينيين هو “المشروع نفسه منشوفه عم يتكرّر مع النزوح السوري بمخاطره على لبنان وعلى سورية”، وقال مبرّرات البعض، من الضالعين بالمؤامرة او المتفرّجين عليها، حول سبب بقاء السوريين النازحين في لبنان سقطت”، وأن “أول مبرر سقط هو ابقاء النازحين كعنصر مقاتل وجاهز للتسليح لمقاومة النظام السوري، هيدي الحجّة سقطت وانتهت الحرب في سورية”، وأن “تاني مبرر سقط هو ابقاء النازحين كعنصر انتخابي ضد الرئيس الأسد تحت إشراف أممي، فقد حصلت الانتخابات الرئاسية مرتين بسورية واجت النتائج معاكسة لرغباتهم وبالتالي سقطت كمان”.
وخلص باسيل إلى أن هناك “يبقى أمران: الأوّل هو التجارة المادية الكبيرة لبعض المنظمات الدولية، والمنظمّات الحكومية وغير الحكومية Ngo’s وشبكة اموال وانتفاع كبيرة مستفيدة من بقاء النزوح، والأمر الآخر والدائم هو مشروع التفتيت والتقسيم وضرب النسيج لخلق دول وكيانات مفكّكة مذهبياً تحيط بالكيان الاسرائيلي، وتتصارع مذهبياً في ما بينها وتبرّر عنصرية الدولة الاسرائيلية ويهوديّتها، يلّي بتعتدي بشهر الصوم بذات الوقت على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة”، وأعرب عن خشيته من “التحريض المذهبي والعنصري والفئوي الحاصل والمبرمج حالياً بلبنان ضد النازحين”.
ودعا رئيس التيار الوطني الحر “للاستفادة من الحوار والتفاهم السوري – السعودي – الايراني، لتأمين عودة لائقة آمنة وكريمة للنازح السوري من خلال اعادة اعمار سوريا ولبنان؛ وليس من خلال خلق فتنة جديدة بين اللبنانيين والسوريين، نتيجتها خدمة المشروع التقسيمي”، وقال إن “يلّي بدّو يتمرجل بموضوع النزوح كان يتمرجل سنة 2011 وقت كانت الأزمة بعزّها، ومش لمّا صار الحل بأوجّه”.
#مرايا_الدولية