منوعات

لماذا نرتكب نفس الأخطاء؟

تعرف كيف يمكننا التوقف عن تكرار هذه الأخطاء ؟

«عليك أن تتعلم من أخطائك»

هذا ما يخبرنا به دائما الآباء والمعلمون

لكن للعلم رأي آخر بعد أن كشف باحثون أننا غالباً ما نفشل في التعلم من أخطاء الماضي، وفي الغالب نستمر في تكرار نفس الأخطاء.

تبدأ عالمة سلوك براجيا أجاروال، الأستاذة في مجال عدم المساواة الاجتماعية والظلم بجامعة لوبورو، بحثها بسؤال «ماذا نعني بالأخطاء هنا؟ أعتقد أننا نتفق جميعاً على أننا نتعلم بسرعة أنه إذا وضعنا أيدينا على موقد ساخن، على سبيل المثال، لأننا نحترق، وبالتالي من غير المرجح أن نكرر هذا الخطأ مرة أخرى. هذا لأن أدمغتنا تخلق استجابة للتهديد للمنبهات المؤلمة جسدياً بناءً على التجارب السابقة».

وتتابع «أغاروال» حديثها: «لكن عندما يتعلق الأمر بالتفكير والأنماط السلوكية واتخاذ القرار، فإننا غالباً ما نكرر الأخطاء – مثل التأخر عن المواعيد أو ترك المهام حتى اللحظة الأخيرة أو الحكم على الأشخاص بناءً على الانطباعات الأولى»، بحسب موقع sciencealert.

بحسب بحثها المنشور في دراسة بعنوان «Sway: Unravelling Unconscious Bias»، يحدث ذلك بسبب الطريقة التي اعتاد بها الدماغ أن يعالج المعلومات بخلق القوالب، مثلما قلنا في المثال السابق عن الموقد الساخن. هذه القوالب هي في الأساس اختصارات تساعدنا على اتخاذ بعض القرارات. لكن هذه الاختصارات، المعروفة باسم الاستدلال، يمكن أن تجعلنا نكرر أخطائنا في مواقف حياتية أخرى.

وتضيف عالمة السلوك: «في النهاية، أدمغتنا كسولة ويستغرق الأمر الكثير من الجهد المعرفي لتغيير النص وهذه الاختصارات التي أنشأناها بالفعل. ولذا فمن الأرجح أن نعود إلى نفس أنماط السلوكيات والأفعال، حتى عندما نكون واعين بتكرار أخطائنا»، مشيرة إلى إن «هذا ما يسمى التحيز التأكيدي – ميلنا لتأكيد ما نؤمن به بالفعل، بدلاً من تغيير طريقة تفكيرنا لدمج المعلومات والأفكار الجديدة».

كذلك تشير الباحثة إلى أننا أحياناً نتمسك بأنماط سلوك معينة، ونكرر أخطائنا بسبب «تأثير الأنا» الذي يجبرنا على التمسك بمعتقداتنا الحالية. ولذلك، من المحتمل أن نختار بشكل ما هياكل المعلومات والتعليقات التي تساعدنا على حماية غرورنا.

وفي سياق متصل بالبحث، وجدت إحدى التجارب إن أدمغتنا لديها تحيز تجاه المعلومات والقوالب التي استخدمناها في الماضي، بغض النظر عما إذا كانت قد أدت إلى أخطاء. هذا يسمى «تحيز الألفة والاعتياد».

بحسب التجربة، إذا ارتكبنا أخطاء أثناء أداء مهمة معينة، فإن «التحيز» يجعلنا على الأرجح نكررها كلما قمنا بمهمة شبيهة أخرى، لأن أدمغتنا تبدأ بافتراض أن الأخطاء التي ارتكبناها سابقاً ربما تكون الطريقة الصحيحة لأداء المهمة في سياقها الجديد.

يمكن التوقف عن تكرار الخطأ من خلال عدة أمور، وهي:

– الاعتراف مراراً وتكراراً بأن ما يحدث عبارة عن عادات خاطئة يجب تغييرها حتى يستجيب المخ مع الوقت.

– إيجاد محفزات قوية على الهدف الذي يرغب الإنسان في تحقيقه ويجب أن تكون قوية.

– معرفة الدوافع التي أدت إلى الرغبة في الابتعاد عن بعض السلوكيات وما هي المشاعر المرتبطة بها، على سبيل المثال العصبية أو الخوف.

– الاحتفال بالقدرة على الابتعاد عن العادات السيئة لأن هذا يعتبر نوع من أنواع المكافأة التي تحفز العقل على الاحتفاظ بالسلوك الجديد.

– الابتعاد عن الخوف من الفشل عند تغيير أي سلوك خاطئ.

#مرايا_الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى