أكَّد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله
أنَّه في الحرب على الوعي يجب أن نهاجم كالمقاومة المسلحة واظهار جرائم أميركا و”اسرائيل” بالحقائق والأدلة والبراهين.
وفي كلمة له خلال الليلة السابعة من محرم بالمجلس العاشورائي المركزي في ضاحية بيروت الجنوبية، قال السيد نصر الله: “هناك أنواعٌ من الحروب منها العسكرية والاقتصادية وأخطر الحروب الحرب الفكرية الإعلامية لأنها تستهدف عقل الانسان ووعيه وقناعاته وكل ما يشكل سلوكه وموقفه”.
ورأى أنَّ “أدوات هذه المعركة مختلفة منها الإعلام والانترنت والكتب والجامعات والأطروحات وغيرها، ونحن نخوض المعركة بكل ساحاتها وهذه احدى الساحات”.
وشدَّد على أنَّ “الحرب على الوعي أخطر من أي وقت مضى، فلم يكن هناك الأدوات الموجودة اليوم، ولكن هناك أسس ثابتة يعتمدها الطرف الآخر في معركة الوعي رغم تغير الأدوات”.
واعتبر سماحته أنَّ “عقول شباننا وشاباتنا وأهلنا مستهدفة وكلنا لدينا مسؤولية بأن نكون على بينة من أمرنا ولدينا قناعات مبنية على أسس ولدينا منطق ودليل ولذلك طوال 40 عامًا لم يستطيعوا المساس بنا”.
وأضاف: “مرة التزامنا بمقاومتنا وديننا يكون تقليدًا ورثناه عن آبائنا ومرة عن حماس وانفعال ومرة نتيجة ايمان واعتقاد يُثبّت بداخلنا وخصوصًا في محرّم، وعلينا تقوية هذا الايمان”.
وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أنَّ “الناس لم يتخلوا عن المقاومة رغم المصائب الاقتصادية والمعيشية منذ 2019، ولكن بيئة المقاومة بقيت ثابتة وصلبة، وانظروا اليوم إلى عاشوراء في كافة المناطق ووجود المضائف لا يمولها حزب الله بل الناس وذلك نتيجة الإيمان”.
وشدَّد على أنَّه يجب تحصين مجتمعنا من خلال التبيين خصوصًا في بيئة حزب الله التي تنتمي لمدرسة أهل البيت (ع)، لافتاً إلى أنَّه “يجب أن ندقق في كل ما يُعرض، وأن نرد الشبهات ولا نتجاهلها، ولكن في الوقت نفسه يجب أن لا نروّج للكذبة ونصبح شركاء في نشر الشائعات التي تستهدف بيئتنا”.
وأكَّد السيد نصر الله أنَّه “خلال معركة الوعي علينا بالصبر والثبات لانه يمكن أن نخلق وعيًا مختلفاً، ومن جملة الميادين التي انتصر فيها دم الحسين على السيف هي معركة الوعي وهذه مسؤولية على الجميع”.
وفي السياق، أوضح سماحته أنَّه “كان هناك معركة على وعي الشعوب بالمنطقة بأن الجيش “الاسرائيلي” لا يُهزم خصوصاً وأنها هزمت الجيوش العربية، وتترجم الأمر بانه أمر واقع واستعادة الاراضي المحتلة عام 1948 أمر مستحيل ويجب الحديث عن أراضي عام 1967″.
وأشار إلى أنَّه في عام 1982 عندما اجتاح العدو الاسرائيلي لبنان ودخل بيروت كان هناك جيل لبناني كانت قناعاته واعتقاداته بأن هذا الجيش يمكن أن يهزم.
وبيَّن السيد نصر الله أنَّ “قناعتنا تُرجمت بمقاومة ميدانية ألحقت الهزيمة بالعدو عام 1985 واستمرت إلى الهزيمة الكبرى في العام 2000، وتحول هذا الجيش في العالم العربي الى جيش يقهر”.
ولفت إلى أنَّه “تبدل الوعي بعد العام 2000 في عالمنا العربي وفي كيان الاحتلال، فبدأ المستوطنون يعيشون أزمات متتالية وصولًا الى ما يشهدونه اليوم على طريق الانهيار”.
وذكر الأمين العام لحزب الله أنَّه: “لطالما عمل أهل الباطل على عدم السماح لأهل الحق بايصال صوتهم ومنطقهم إلى الآخرين، وكمثال هناك آلاف الفضائيات الموجودة، ولكن هناك قنوات معيّنة محجوبة كقناة المنار، وتُشطب مواقع الكترونية، حتى على وسائل التواصل هناك كلمات محظور استخدامها”.
ولفت إلى أنَّ “أهل الباطل يعملون على اخفاء الحقائق عن الناس وحجبها وتغييرها، فيصبح المقاوم ارهابيًا، ويصبح كيان العدو كيانًا ديموقراطيًا يرعى حقوق الانسان في فلسطين”.
وكشف سماحته أنَّ “أكثر دولة في العالم خلال الـ200 عام شنَّت حروبًا وارتكبت مجازر هي أميركا، أكبر مجرمة في العصر الحالي هي راعية للسلام ومطالبة بحقوق الانسان”.
وأضاف: “يعملون على بث الشائعات والاتهامات، ويصلنا تقارير اخبارية عن الاتهامات لحزب الله بما هو كذب، وآخر مثال انفجار المرفأ بينما كانت الناس تلملم أشلاء الشهداء اتهمنا بان سلاح المقاومة هو من فجّر المرفأ بينما هو من جلب العزة والكرامة للبنان”.
وأشار إلى أنَّ “تقديم الوعود المخادعة الكاذبة، كما فعلت أميركا و”اسرائيل” بالفلسطينيين حين وعدوهم بدولة وفق “أوسلو” ولكن كذبوا، وفي لبنان حاولوا مع الناس بأن مشكلتكم المقاومة وتخلوا عنها تتسحن أحوالكم واقتصادكم يزدهر ولكن لو تخلوا عن المقاومة لخسرنا كل شيء”.
كذلك، لفت السيد نصر الله إلى أنَّ “الجرحى بيننا في هذه الليلة من كل عام هم تأكيد على الوفاء والبصيرة والاستمرار بخط الإمام الحسين (ع) مهما بلغت التضحيات”.
#مرايا_الدولية