دولي

في روسيا.. مَنْ يعلم!!

لماذا يحق لأميركا ولا يحق لغيرها؟

فادي بودية رئيس تحرير شبكة مرايا الدولية

منذ عودة روسيا الاتحادية إلى الساحة الدولية بملفاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والحضارية أصبح من الصعب أن نعثر على طرف سياسي في مناطق الصراع ليس له اتصال أو خطوط تواصل مع روسيا وهذا يدل على ثقة الأطراف بالقيادة الروسية ” أنها لا تبيع ولا تشتري بحلفائها وأصدقائها”.

في روسيا.. من يعلم!!
روسيا الاتحادية

منذ اندلاع الحرب المفروضة على روسيا مع الغرب في الساحة الأوكرانية عاينت روسيا بدقة الصديق والعدو لأن في هذه الحرب ضرورة الاختيار بين روسيا وما تقدمه من نموذج، والولايات المتحدة الأميركية وما تقدمه من نموذج وخاصة في الشرق الأوسط.

الكيان الإسرائيلي سارع لدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا لاعتبارات كثيرة أهمها عدم الخروج من الحضن الأميركي والغربي وربما اعتقادهم أن روسيا ستنهار أمام بحر العقوبات الغربية.

مع اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة كان لروسيا موقف متقدم لم نشهد له مثيلاً منذ ٧٥ عاماً مرتكزاً على :

١. فشل السياسة الأميركية في الشرق الأوسط وانحيازها التام إلى إسرائيل هو سبب هضم حقوق الفلسطينين.

٢. ليس لإسرائيل الحق بالدفاع عن نفسها لأنها ” دولة” محتلة للأرض الفلسطينية.

ولعلّ تشبيه الرئيس بوتين بما ترتكبه إسرائيل من مجازر بحق شعب غزة بالنازيين الفاشيين الذين ارتكبوا أبشع المجازر بحق شعب لينيغراد…. ولم تتحرر إلا بالمقاومة!!

عندما يفقد مجلس الأمن والهيئات والمنظمات الدولية أي قدرة على التأثير أو اتخاذ المواقف الحاسمة إلا بما يتناسب مع رؤية الولايات المتحدة ، فنحن بلا شك أمام تراجيديا دولية لا يمكن تغيير واقعها إلا بالانتصار من خلال المقاومة فقط.

في روسيا من يعلم أن للحوثيين الحق في مساندة غزة تماماً كالحق لأميركا في مساندة إسرائيل..

في روسيا من يعلم أن للحوثيين الحق في مساندة غزة
روسيا فلسطين اليمن الحوثيين

وفي روسيا من يعلم أن للمقاومة العراقية الحق في تحرير أرضها من الوجود الأميركي غير الشرعي بعد إقرار قانون في مجلس النواب العراقي لخروج أميركا.

في روسيا من يعلم أن للمقاومة العراقية الحق في تحرير أرضها
روسيا المقاومة العراقية

وفي روسيا من يعلم لإيران الحق في دعم قضية إسلامية تاريخية إنسانية طالما أن لأميركا والغرب الحق في دعم التطرف الصهيوني وفرض عقوبات أحادية الجانب على من “يعكّر مزاجها”

وفي روسيا من يعلم أن لحزب الله الحق في الدفاع عن أرضه وامتلاك القوة لمواجهة من يعتدي على سيادة وطنه، حتى أن في روسيا من يعتبر أن حزب الله لاعب إقليمي محترف يتقن فن الانتصار، فروسيا خبرت الحزب في سورية ميدانياً عسكرياً وتخطيطاً.

في روسيا من يعلم أن لحزب الله الحق في الدفاع عن أرضه
روسيا حزب الله

وفي روسيا من يعلم أن لحماس والجهاد الحق في تحرير أرضهم وانتزاع حقوقهم… فقد انتهى زمن تخويف هذه الشعوب بالمدمرات والأساطيل والطائرات الحربية، من الأفضل أن تقلق أميركا وقادة أوروبا من يقظة الشعوب الغربية تجاه قضية فلسطين وحقيقة إسرائيل، فالجميع بات يعلم أن انتهاء إسرائيل يعني نهاية النفوذ الأميركي والغربي في المنطقة حتى لو بقيت كل القواعد الأميركية والأوروبية.

إلا أنه أهم ما تعلمه روسيا أن أميركا تعيش مخاض عصر جديد وتبحث عن مصالحها دون أي اهتمام بأوروبا العجوز أو بالقيادة الأوكرانية وكما عبّر أحد سفراء أميركا السابقين في اجتماع عقد مع خبراء استراتيجيين في سويسرا مؤخراً :” دعونا نتفق… والباقي تفاصيل!!”

#مرايا_الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى