سوريةفن

هناك أزمة نص في الدراما السورية ولا يخيفني تقديم شخصيات أكبر من عمري

 

هناك أزمة نص في الدراما السورية!
لا يخيفني تقديم شخصيات أكبر من عمري
تجربتي مع الموت علمتني أن أنظر إلى الحياة بطريقة مختلفة!
أقدم ما تتطلبه الشخصية ولا يعنيني المظهر الخارجي

 

عرفناها في شخصية “رندة” في “الولادة من الخاصرة”، وفي “صدر الباز” شاركت إلى جانب ممثلين كبار وتمكنت من ترك بصمة مختلفة.. شابة ذات حضور قوي، تميزت بأعمالها الدرامية المتنوعة، ورغم الظروف الصعبة التي مرت بها، الا انها لم تقبل التكريس ضمن نمط معين يسلبها إثبات امكانياتها… امتحنها الموت فكانت بإرادة الله أقوى وأفضل، تجدها بعيدة قليلاً عن الأضواء والمقابلات الإعلامية لكن عندما تقرر ان يسطع نجمها فسرعان ما تعود… الفنانة الشابة رشا إبراهيم في حوار لمجلة مرايا الدولية..

إعداد وحوار: يارا سلامة
تصوير: نبيل نجم

1_مررتِ بعدة أزمات وحوادث كادت أن تخطفك، والحمدلله اليوم أنتِ معنا وبصحة جيدة، ونحن نعرف أن الحياة تجارب، وكل مرحلة تعلمنا الكثير.. لنتحدث عن تجربتك مع الخطر والموت وماذا علمكِ؟

الموت لم يأخذ مني بل علمني ان أنظر إلى الحياة بطريقة مختلفة، أن أحب الحياة بجوانبها الكثيرة بالشكل الصحيح، بالإضافة إلى نقطة مهمة وهي التعالي عن صغائر الأمور ..اخذت قوتي وصبري وإرادتي من رب العالمين الذي نشلني من الموت وأنقذني من أي مكروه.

2_ رشا إبراهيم حريصة على التنوع وعدم التكرار لشخصيات سبق أن قدمتها.. ما الذي أضافه لكِ هذا التنوع؟

بعد تقديمي لشخصية “رندة” في “الولادة من الخاصرة”، قدمت إلي عدة أعمال ورفضتها على الرغم من ظروفي الصعبة، فمعظم المنتجين والمخرجين أرادوا أن أكرر هذه الشخصية بطريقة أو بأخرى، أي بناء نجاح جديد على نجاح شخصية سبق أن قدمتها ولاقت قبول المتابعين، دائماً أشعر بأني بحاجة إلى التنوع وعدم التأطير أو التكريس ضمن نمط معين، بل أرغب بتقديم نفسي في كل عمل بطريقة مختلفة عن الأخرى، في ذلك الوقت رفضت ما قدم لي واتجهت لتأدية شخصية في عمل (صدر الباز) ولم يخفني أن أجسد مرحلة عمرية أكبر من عمري.. هناك نجوم كبار كالست نبيلة النابلسي رحمها الله قدمت دور الأم في مرحلة عمرية مبكرة ونجحت في هذا الدور.. من هنا يجب أن نحتذي بهؤلاء الفنانين، وبالتالي ليس من الضروري أن نظهر بكامل جمالنا الشكلي في الدور، أنا أقدم ما تتطلبه الشخصية وأكرس نفسي لها ولا يعنيني موضوع المظهر الخارجي كثيراً .

3_هل تعتمدين في أدائك لأية شخصية على ما يكتب على الورق فقط؟

على الإطلاق، منذ فترة قدمت شخصية (متسولة)، فذهبت إلى الشارع وجلست معهم وشاهدت تصرفاتهم، الممثل بحاجة إلى أن يشاهد ويرى حالات واقعية ليختزن ما يراه إلى أن يحين الوقت المناسب لتأديته.

4_كيف هي علاقتك مع السوشيل ميديا؟

حريصة في تقديم نفسي عبرها ولا يمكن أن ننكر أنها لغة العصر ولكنني أعشق الخصوصية بشكل عام فماذا يعني أن يذهب الفنان إلى مطعم أو كوافير او أن يمارس تفاصيل حياته ويقوم بنشرها على مواقع التواصل…أعتقد هذا معيب وليس هو المفهوم الصحي لتلك التقنيات.

5_قدمتِ أعمالاً مختلفة (شيفون، زلزال، دليلة والزئبق، رفة عين) وغيرها الكثير.. وجميعها كان لها وقع مختلف، لكن “الولادة من الخاصرة” كان نال حيزاً خاصاً عند المتابعين، فهل تعتقدين بأنه كان السبب في انطلاقتك الفنية؟

بالفعل قدمت عدة أعمال، وأتى “الولادة من الخاصرة” كتسلسل منطقي لعملي الفني، فبعد تراكم عدة خبرات تكتشفين أن معطيات العمل سواء على صعيد النص او الإخراج بالإضافة إلى وجود كوادر تمثيلية، سيكون له الدور الأهم في نجاحه، فالنص في هذا المسلسل، كُتب بطريقة مذهلة وكان مادة مفعمة بالدسامة لهذه الأسباب كان بالفعل انطلاقتي الفنية.. اليوم نحن نعاني من أزمة نص في الدراما السورية وأيضاً حالة تراجع وهذا طبيعي فنحن في مرحلة حرب لكن الدراما السورية ستعود أقوى من الأول ونحن سندعمها ونبقى نعمل رغم الظروف الصعبة.. هذا البلد ربانا على الخير والعطاء وسوف يعمر بنا كلنا .

6_تمتلكين صوتاً حنوناً ودافئاً.. لماذا لم تفكري في خوض تجربة حقيقية في هذا الجانب؟

لدي إيمان بأنني استطيع أن اكون ممثلة وليس مغنية… وبصراحة لا أحب أن اصنف ضمن إطار الغناء ذلك مع احترامي لجميع المطربين والمطربات، الصوت نعمة وأتعامل معه على أنه أداة من ادواتي التمثيلية التي تخدم عملي والأدوار التي تُعرض علي.

7_جديدك لهذا العام؟

لدي عدة أعمال وأعتقد بأنها ستكون سنة النجاحات.. أنهيت تصوير مشاهدي في (عطر الشام) وأجسد فيه دور بدوية “الشيخة مناهل” وقد تأثرت كثيراً بها وبكيت خصوصاً عند مقتل أخيها، لا يوجد أصعب من الجرح الذي يتركه غياب الأخ فأنا أخت لشهيد وآخر مصاب… هناك ايضاً عمل اسمه (شوارع الشام العتيقة) قدمت فيه أغاني طربية وشخصية (بنت خان) لكن بطريقة راقية جداً.
هناك أيضاً لوحات من مشروع “خبز الحياة”، فتاة تقسو عليها الحياة وتعاني من عدة صعوبات.. الآن أصور شخصية مختلفة في باب الحارة وهي امرأة تأتي من تركيا وتدور الأحداث بشكل مختلف عما يعلمه الجمهور، ولدي ايضاً عمل أجسد به شخصية “مراحب” في عمل (ضيوف عن الحب) الذي يتحدث عن اختلاف الثقافات من شخص إلى آخر .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى