قال عضو المجلس العسكري العام لكتائب القسام وقائد لواء غزّة عز الدين الحداد
إنه “لن يكون أمام قيادة الاحتلال المستقوية بأميركا والغرب إلا أن تنصاع لمطالبنا العادلة بوقف العدوان، والانسحاب من كامل قطاع غزّة، والإفراج عن أسرانا في سجون الاحتلال، وخاصة أسرى المؤبدات، ورفع الحصار وإعادة الإعمار”.
وأشار إلى أنه “من أبرز معالم الفشل لدى العدوّ والآثار المهمّة لطوفان الأقصى ما شهدته المؤسسة العسكرية للعدو من استقالات متوالية واعترافات بالإخفاق الكبير وتبادل الاتهامات وحالة التخبط في المنظومة الاستخبارية، ومحاولة التهرب من المسؤولية، خاصة من المستوى السياسي وعلى رأسه نتنياهو”، وأكد أن “هذه الاستقالات وهذا الجدل سيستمر ويتصاعد عندما تتعمق التحقيقات وتتكشّف معالم الفشل والهزيمة أكثر وأكثر في قادم الأيام والشهور”.
وأوضح الحداد في حديث تلفزيوني مجريات الأحداث ما قبل عملية طوفان الأقصى، وقال: “لم تجدِ كلّ محاولاتنا في دفع الإرادة الدولية لجم عدوان الاحتلال بحق القدس والمسجد الأقصى، فاعتدى وضرب ونكّل دون أي رادع، وتعالت الاستغاثات من القدس والأقصى وأهلنا في الضفّة”، وأضاف “حذرنا أن هذا الواقع لا يمكن قبوله أو التعايش معه، ولكن الاحتلال قابل ذلك بمحاولة خداعنا وتحييد مقاومتنا في غزّة عبر تحسين محدود في الظروف المعيشية في قطاع غزّة وتقديم تسهيلات جزئية مقابل عدم ربط الوضع في الضفّة والقدس والأسرى بالوضع في غزّة”، وأوضح أن هذا الأمر “عزز لدينا التوجّه لتفعيل الخيار العسكري، خاصة مع فشل كلّ الخيارات، حيث أصدرت قيادة الجهاز العسكري قرارًا لركن الاستخبارات وركن العمليات بالبدء بجمع المعلومات وتجهيز الخطط اللازمة”.
وأضاف الحداد: “عرضوا علينا تسهيلات مادية مقابل الانفصال عن الأقصى والضفّة الغربية وهنا قررنا الذهاب للخيار العسكري”، وكشف أن “ركن الاستخبارات في القسام اخترق أحد خوادم الوحدة الاستخبارية 8200 “الإسرائيلية” واستولى على وثائق خطيرة، وأوضح “استولينا على معلومات كشفت لنا خطط العدوّ وتوقيته لحرب مدمرة على قطاع غزّة قبل 7 (تشرين الأول)/أكتوبر 2023 بأيام”.
الحداد أكد أن “خطة العدوّ كانت تقضي بهجوم جوي مباغت يشمل استهداف كلّ فصائل المقاومة يتبعه هجوم بري واسع ومدمر”، وقال “رصدنا إشارات واستولينا على معلومات تؤكد خطط العدوّ للمبادرة بحرب مدمرة على قطاع غزّة، وذلك لقناعته أننا لن نتساوق مع طروحاته”، وأضاف “أشارت المعلومات التي حصلنا عليها إلى بعض التوقيتات لتنفيذ هذه الهجمة الغادرة والتي كانت بعد الأعياد اليهودية مباشرة، بحيث تبدأ بهجوم جوي مباغت يشمل استهداف كلّ فصائل المقاومة، يتبعه هجوم بري واسع ومدمر على شعبنا وأرضنا ومقدراته”.
وتابع: “أخذنا هذه المعلومات على محمل الجد، وفي المقابل أبقينا الاتّصال مع كلّ الوسطاء وأصدرنا التعليمات بتكثيف الجهد الاستخباري وإتمام الاستعداد للخيار العسكري”.
وشرح الحداد بشكل مفصّل التحضيرات لعملية طوفان الأقصى، وقال “منذ الأول من (تشرين الأول)/أكتوبر 2023 كانت قيادة الجهاز العسكري في حالة انعقاد دائم على مدار الساعة للمصادقة على الخطط ووضع اللمسات النهائية وضبط توقيتات التنفيذ”، وأضاف “الساعات الـ24 التي سبقت ساعة الصفر تم فيها ربط غرف القيادة والسيطرة بغرفة العمليات المركزية التي أشرفت على التنفيذ، وبدأت عملية حشد واستدعاء قوات تنفيذ واجب الهجوم. وكانت أسلحة الدعم القتالي على أهبة الاستعداد حتّى تمام الساعة السادسة والنصف من صباح السابع من (تشرين الأول)/أكتوبر”.
ولفت الحداد إلى أن الهجوم حاكته بدقة “المناورات التي تدرّب عليها مجاهدونا، فتزامنت عند ساعة الصفر قذائفنا الصاروخية وسرب طائراتنا المسيّرة والشراعية ووحداتنا البحرية مع الآلاف من نخبة مشاة القسام الذين عبروا الجدار الفاصل بفضل الله”، وأضاف: “سقطت فرقة غزّة بحمد الله وتوفيقه في ساعات معدودة، فنجحت عملية طوفان الأقصى نجاحاً مذهلاً، حيث لم يصل العدوّ إلى أي معلومات بخصوصها رغم حجم العملية الكبير، كما لم تعمل دفاعاته بفعالية أمام مقاتلينا. وقد قاتل مجاهدونا بكلّ براعة وإقدام وكانوا الأكثر أخلاقية ومسؤولية في الميدان”.
وكشف أنه “أثناء التخطيط، حصل ركن الاستخبارات على وثيقة تخص عمل الوحدة الاستخبارية الأبرز لدى الاحتلال التي اسمها 8200 عبر اختراق أمني لأحد خوادمها. وقد دُرست وحُلّلت هذه الوثيقة وأُدخل محتواها ضمن مسار التخطيط”، وأضاف: “كان القرار اعتماد خطة خداع وتضليل إستراتيجي للعدو، حيث أوهمناه أننا “ابتلعنا طُعم التسهيلات”، في حين كان الإعداد للقتال يجري على قدم وساق”، وتابع: “حددنا منطقة عمليات طوفان الأقصى، وكان الهدف مهاجمة فرقة غزّة وتدمير مواقعها وقواعدها وكذلك فصائل الحماية الأمنية التي تتواجد في النسق الأول من كيبوتسات فرقة غزّة وأسر أكبر عدد ممكن من جنود العدوّ لتحرير أسرى الشعب الفلسطيني”.
ولفت إلى أنه “نظرًا لحجم المعركة الكبير وتوابعها المتوقعة، تم وضع الإخوة في محور المقاومة في صورة التوجّه، واحتفظنا بتوقيت ساعة الصفر لدينا في أضيق دائرة لضمان نجاح الهجوم”.
وتوجه بالتحية إلى “الشعب اللبناني الصامد وإلى الإخوة في المقاومة الإسلامية في لبنان الذين قدّموا خيرة قادتهم وجنودهم في معركة الدعم والإسناد لغزّة والدفاع عن لبنان، وعلى رأسهم الشهيد السيد حسن نصر الله”، وأضاف “كما نحيي ونقدّر دور الإخوة في قيادة المقاومة اليمنية وأداءهم البطولي المشرف، وكذلك المقاومة العراقية والإخوة في الجمهورية الإسلامية في إيران وجميع الدول والحركات التي وقفت معنا في معركتنا ومسارنا المصيري”، ورأى أن “مواقفهم ستُسجل في سجل المجد وتُكتب تضحياتهم بحروف من نور في صفحات التاريخ في ظل تخاذل المتخاذلين وتآمر المجرمين على قضيتنا وشعبنا ومصالح أمتنا”.
#مرايا_الدولية