أكد قائد حركة أنصار الله اليمنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
استمرار اليمن في موقفه المساند لغزّة والشعب الفلسطيني، محذراً العدو الصهيوني من أنه في حال نكث باتفاق وقف النار وعاد إلى التصعيد في غزة فإن اليمن سيعود إلى التصعيد.
وقال السيد الحوثي في كلمة ألقاها مساء اليوم الأحد 26 كانون الثاني/يناير 2025 في ذكرى استشهاد شهيد القرآن السيد حسين بدر الدين: “نحن مستمرون في التحرك الشامل عسكرياً وفي كلّ المجالات نصرة لفلسطين كما تحركنا على مدى 15 شهرًا تحركاً فعالاً ضدّ العدوّ “الإسرائيلي””.
ولفت إلى أن الشعب اليمني في إسناده لغزة استمر 15 شهراً في مختلف الظروف والأحوال من حرّ وبرد ومطر وفي الصوم ومع القصف ولم يتأثر بالحملات الدعائية المعادية.
أضاف: “كان للجبهة التثقيفية والتوعوية تحرك قوي استمرت ويستمر أبطالها من العلماء والخطباء والثقافيين المجاهدين بشكل مكثف وقوي”.
لافتاً إلى أن “هناك تحركاً قوياً في الجبهة الإعلامية وفرسان الإعلام الذين بذلوا جهداً عظيماً جهادياً في الميدان الإعلامي وتحركوا بشكل عظيم وفعال إلى درجة أن الأميركي يصيح من قوة أدائهم وتأثيرهم”.
وتابع السيد الحوثي: “مسيرتنا القرآنية من يومها الأول كانت محاربة بإشراف أميركي مستمر، وعبرنا بفضل الله مراحل صعبة جداً وتحققت الانتصارات الكبرى وأصبحنا الآن في مستوى متقدم من القيام بدورنا في التصدي للشرّ والإجرام الأميركي و”الإسرائيلي””.
وأردف: “نحن في هذه المرحلة نراقب ونتابع مجريات تنفيذ الاتفاق في غزّة وتطورات الوضع في جنين والضفّة ونحن ثابتون على موقفنا المعلن الواضح في جهوزيتنا المستمرة واستعدادنا الدائم لنصرة إخوتنا في فلسطين.. إذا تورط العدوّ “الإسرائيلي” في النكث بالاتفاق والعودة إلى التصعيد والإبادة الجماعية سنعود إلى التصعيد”.
وأعلن أن القيادة اليمنية ستبقى على “تنسيق مستمر مع إخوتنا المجاهدين في فلسطين ومحور الجهاد والقدس تجاه أي تطوّرات للوضع”، مؤكداً في الوقت نفسه أننا “نحن في جهوزية دائمة ومستمرة للتصدي لأي عدوان أميركي على بلدنا”.
ورأى السيد الحوثي أن “الأمة بحاجة إلى إعادة الضبط في مواقفها لتبقى مواقفها جزءاً من دينها وأخلاقها ومبادئها وقيمها ترتكز على هوية هذه الأمة وتعليمات الله لها”، وقال: “وصل الحال إلى درجة أن الأميركي و”الإسرائيلي” يحدد لك أنت كمسلم من تعادي، فتتّجه لمعاداته بكلّ وسائل العداء إعلامياً وعسكريّاً وأمنياً، ويحدد لك من توالي ومن تسالم ومن تحارب”.
وأضاف: “من أسوأ الضلال أن تصل الأمة إلى درجة أن تُوَجَّه في ولاءاتها وعداواتها ومن توالي ومن تعادي ومن تحارب ومن تسالم وتصل إلى درجة ألا تعرف من هو العدوّ الحقيقي لها.. الحيوانات تعرف أعداءها من الحيوانات ولا ترتمي في أحضان أعدائها، وهي حيوانات بغريزتها التي أودعها الله فيها، وقد وصل واقع الكثير من أبناء الأمة دون مستوى الحيوانات إلى الاختلاط والاشتباه في مسألة من هو العدوّ ومن هو الصديق ومن يحاربون ومن يسالمون”.
وأكد أن كلّ التحرك الأميركي و”الإسرائيلي” هو في إطار عناوين الولاء والعداء، ولذلك عندما تتحرك الأمة منفلتة في مواقفها لصالحهم فهي تشترك في كلّ ذلك، مشيراً إلى أن الموقف من الأعداء ليس مجرد وجهة نظر سياسية وعلاقات سياسية ومصالح مادية ومكاسب هنا وهناك زائفة بل له ارتباط مبدئي وأخلاقي وإنساني وديني.
وتوجه السيد الحوثي بالنصيحة للموالين لأميركا والمسترضيين لها قائلاً: “أيها الأغبياء كونوا أذكياء ولو لمرة واحدة وفي موقف واحد وقرار واحد، دعوا أميركا و”إسرائيل” وحرضوهما كما تشتهون.. اتركوا أميركا لتفعل ما تشاء في مواجهتنا، فلتصنّف ولتحارب ولتفعل ما تريد أن تفعل.. سنواجه أميركا بعون الله تعالى ونتصدّى لأي عدوان منها مهما كان مستواه”.
أضاف: “نصيحتنا لكم، تفرجوا وتربصوا كما هي عادتكم في التربص، تربصتم على مدى 15 شهرًا وخابت آمالكم وكانت حالة الحسرة واضحة عليكم”.
وأكد السيد الحوثي أن الولايات المتحدة الأميركية كانت ضالعة في الحروب الظالمة على المشروع القرآني وقال: “في العام 2004 دفع الأميركي بالسلطة في اليمن عسكريًّا بهدف القضاء على المشروع القرآني، فاندفعت السلطة بكلّ عدوانية وحقد”.
وأضاف: “الحرب الأولى استهدفت بها السلطة (اليمنية) بشكل أساسي شهيد القرآن ومن معه في منطقة مران الريفية في مديرية حيدان بصعدة والمناطق المجاورة… الحملة العسكرية استهدفت الحواضن الشعبية للمشروع القرآني من آل الصيفي وهمدان ومناطق أخرى لملاحقة المكبرين، وقد حشدت السلطة كلّ إمكاناتها العسكرية في الحرب الأولى وجيشت الكثير من المرتزقة واستهدفت مران بالتدمير الشامل والحصار والتجويع”. مشيرًا إلى أن شهيد القرآن لم يكن لديه جيشًا ولا أي تشكيل عسكري منظم أو مدرب والأهالي تحركوا معه للدفاع عن أنفسهم في مواجهة ذلك العدوان غير المبرر.
وقال: “استمرت المعركة قرابة 3 أشهر في مران التي تقدر مساحتها بـ 5 كم حتّى أعلنت السلطة قتل شهيد القرآن ومن تصدّى لعدوانها من الأهالي واعتقال وجرح آخرين، وتصورت السلطة آنذاك ومعها الأميركي أنها قضت على المشروع القرآني بممارساتها الإجرامية لتفاجئ بثبات السجناء والمعتقلين وثبت السجناء والتف بقية المنطلقين في خارج السجون حول العلامة الكبير السيد بدر الدين الحوثي في منطقة نشور همدان بصعدة”.
وأضاف: “بعد أشهر من الحرب الأولى اتجهت السلطة لاستهداف العلامة الكبير فقيه القرآن السيد بدر الدين الحوثي وفشلت في الحرب الثانية”.
لافتاً إلى أن مسلسل الفشل والخيبة للسلطة استمر مع الإصرار على تكرار العدوان وفي كلّ مرة بوحشية وهمجية وبارتكاب جرائم كبيرة من القتل والسحل. مؤكدًا أن سلسلة الحروب التي شنتها السلطة تحت إشراف أميركي وصلت إلى 6 حروب شاملة وأكثر من 20 حربًا جزئية.
وتابع السيد الحوثي: “في الحرب السادسة تورط النظام السعودي في العدوان مع السلطة بدفع أميركي لكنّه فشل معها”. موضحًا أن السعودي لم يأخذ العبرة من الحرب السادسة لينتبه في المستقبل لتأتي المتغيرات في البلد ببركة ذلك الصمود وتلك التضحيات”.
وخلص إلى أن دائرة الوعي الشعبي اتسعت في اليمن “فكانت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر (أيلول) وما تلاها من هروب الأميركي من صنعاء”.
#مرايا_الدولية