دولي

السيد الحوثي: الرد الإيراني أربك الاحتلال الإسرائيلي

السيد الحوثي: المعركة من قطاع غزة إلى إيران واحدة

أكد قائد أنصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي،

في كلمته حول مستجدات العدوان “الإسرائيلي” على غزة وإيران واليمن، أنّ العدو “الإسرائيلي” بات يمثل تهديدًا خطيرًا على البشرية جمعاء، بانفلاته التام من كل القيم والأخلاق والقوانين والمواثيق.

وأشار إلى أنّ الخطر الحقيقي يكمن في امتلاك العدو للسلاح النووي، وكذلك حليفه الأميركي الذي سبق أنّ استخدمه لإبادة المدنيين في مدن اليابان، دون أن يستهدف المعسكرات أو الجبهات العسكرية.

وأوضح السيد الحوثي أنّ “قلق الأعداء من الجمهورية الإسلامية في إيران لا يتوقف عند مسألة السلاح النووي”، بل يتعداه إلى رفضهم لأي قدرة علمية أو عسكرية تمتلكها دولة مستقلة متحررة، مشددًا على أنّ العداء الغربي لإيران نابع من مواقفها الإسلامية الأصيلة في تبني قضايا الأمة، ومن نهضتها العلمية المتنامية التي تشكل مصدر قلق وحسد في آن معًا.

واتهم السيد الحوثي الولايات المتحدة بتقديم الغطاء الكامل للعدوان “الإسرائيلي” على إيران، وممارسة “الخداع الاستراتيجي” عبر الدخول في مفاوضات شكلية بوساطة عمانية تمهيدًا للعدوان، واصفًا هذا السلوك بأنه فضيحة سياسية تُحتسب على واشنطن كحجة دامغة ضد مصداقيتها.

وأشار إلى أنّ “العدوان الصهيوني على إيران تزامن مع حملة إعلامية شرسة وحرب نفسية شعواء، سعت لتحقيق إنجاز كبير للعدو، لكنها انتهت بفشل ذريع”، مؤكدًا أنّ “الخسائر الناتجة عن العدوان لن تُفضي إلى تحقيق أي من الأهداف الأمريكية أو “الإسرائيلية””.

وأضاف أنّ “إيران ردّت على العدوان برد فعّال ومدمّر، جعل العدو “الإسرائيلي” في وضعية غير مسبوقة”، مشيرًا إلى أنّ “حجم الرد وقوته وفعاليته أصاب كيان الاحتلال بحالة من الانهيار الميداني والنفسي، لم يشهدها حتى في كل جولاته السابقة مع الأنظمة العربية”.

وأكد السيد الحوثي أنّ “الرد الإيراني الكبير ألحق بالعدو دمارًا واسعًا، وأدخل الصهاينة في كافة أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة في حالة من الذعر والرعب، دفعت ببعضهم إلى الفرار عبر البحر نحو قبرص”.

وفي سياق الحرب النفسية، أشار إلى أنّ “العدو “الإسرائيلي” يسعى بكل جهده إلى فرض تعتيم إعلامي شامل، ويمنع تصوير آثار الضربات، في محاولة بائسة للتستر على حالة الانهيار الداخلي التي يعانيها”.

في المقابل، لفت السيد الحوثي إلى أنّ “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعيش حالة داخلية مطمئنة، تشهد تفاعلًا شعبيًا واسعًا وموقفًا وطنيًا موحدًا في وجه العدوان”، مشيرًا إلى أنّ “الشعب الإيراني لم يتجه إلى الاستسلام، بل إلى الغضب والمقاومة، رافضًا الخنوع ومتمسكًا بحق الرد المشروع والطبيعي”.

ورأى أن كل عناصر القوة والثبات المعنوي والمادي متوفرة لدى إيران، وهو ما يمنع العدو الإسرائيلي من تحقيق أهدافه أو فرض الهزيمة عليها، مستهجنًا في الوقت ذاته تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي دعا فيها إلى “الاستسلام غير المشروط”، واصفًا إياها بالهراء والتهريج اللاعقلاني.

وأكد السيد الحوثي أنّ “الشعب الإيراني اليوم غاضب ومتوحد أكثر من أي وقت مضى، ويمتلك كل مقومات الصمود والبقاء والرد الفاعل والمؤثر، وكل عناصر النصر الحقيقي”، مشددًا على أنّ “إيران ليست كيانًا هشًا عابرًا، بل دولة مسلمة كبيرة وأصيلة وناهضة وقوية، بخلاف الكيان الصهيوني الذي لا يمتلك أصلًا ثابتًا ولا انتماء حقيقيًا، بل يتكوّن من شتات بشري مستعد للفرار متى ما اشتدت عليه المعركة”.

وأضاف أنّ “الصهاينة يدركون أن أي هجوم جدي عليهم يشكّل تهديدًا وجوديًا لأنهم بلا أساس متجذر، وهم على الدوام في حالة جهوزية للهروب والمغادرة”.

وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أنّ “الحقد الغربي المتصاعد تجاه الجمهورية الإسلامية في إيران يعود إلى نجاحها اللافت في تحقيق مراتب علمية متقدمة في مجالات الطب والهندسة والتقنيات، وعلى مستوى التعليم الجامعي”، مشيرًا إلى أنّ “إيران تمتلك ترسانة صاروخية ضخمة ومتطورة، وزخمًا عسكريًا تصاعديًا، هو ثمرة تراكمات طويلة من الإعداد والبناء الدفاعي طوال العقود الماضية”.

وأوضح أنّ الغرب تبنّى بشكل واضح ومفضوح الموقف “الإسرائيلي” في عدوانه على إيران، وأن هذا الموقف يكشف حقيقته للرأي العام الإيراني والعربي والإسلامي، لا سيما لدى بعض التيارات التي كانت ترى في الأوروبيين شركاء معتدلين.

في سياق كلمته حول مستجدات العدوان “الإسرائيلي” على إيران وغزة واليمن، حذّر قائد أنصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي من “حجم التواطؤ الغربي السافر مع العدو “الإسرائيلي””، مؤكدًا أن “عندما يستهدف العدو مقدرات وإمكانات الشعب الإيراني، يأتي البريطاني والفرنسي والألماني ومن معهم ليزعموا أن ذلك من حق “إسرائيل””، في انكشاف فاضح لحقيقة الموقف الغربي المتورّط في العدوان على شعوب الأمة.

وأضاف أن “العدو “الإسرائيلي” في حالة عدوان متواصل على شعوب أمتنا، بدءًا من الشعب الفلسطيني، في ظلّ تبنٍّ غربيّ كامل لهذا العدوان، وادعاءاتٍ زائفة بوصفه دفاعًا عن النفس”، معتبرًا أن هذه الرواية “مجرّد دجل وتزييف وإنكار سافر للحقائق الواضحة، وتعبير عن موقف عدواني وسلوك استكباري موغل في الجريمة”.

وأكد السيد الحوثي أن “الغرب أراد للكيان الصهيوني أن يكون رأس حربة في مشروعه الاستعماري والتسلّطي ضد أمتنا”، مشيرًا إلى أن “الدول الغربية، من خلال دعمها المباشر والمفضوح للعدوان، تكشف عن حقيقتها العدوانية، وهو ما ينبغي أن تعيه شعوبنا وكل أحرار العالم”.

وأشار إلى أن “استهداف إيران في هذا التوقيت يهدف إلى إزالة العائق الأكبر أمام إحكام السيطرة “الإسرائيلية” على المنطقة، ولتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي”.

وأكّد قائد أنصار الله أنّ المعركة من قطاع غزة إلى إيران واحدة، والقضية واحدة، والأمة واحدة، مشدّدًا على أن العدو “الإسرائيلي”، بدعم غربي مباشر، يعمل على استهداف الأمة الإسلامية بأسرها، بهدف إخضاعها والسيطرة عليها.

وفي تطرّقه إلى العدوان المستمر على قطاع غزة، وصف السيد الحوثي الأسبوع الجاري بأنه من أشد الأسابيع في سجل الإجرام اليهودي الصهيوني بحقّ الشعب الفلسطيني، حيث تجاوزت حصيلة الشهداء والجرحى ثلاثة آلاف، مشيرًا إلى أنّ العدو يركّز على الإبادة الجماعية في القطاع ويستهدف الجميع عمدًا، بمن فيهم الأطفال والنساء.

وأكد قائد أنصار الله، أن العمليات العسكرية ضد العدو “الإسرائيلي” لا تزال متواصلة، مشيرًا إلى أن “حظر الملاحة على العدو مستمر ويتمّ التحكّم فيه بالكامل ضمن مسرح العمليات”، في تأكيد على فاعلية الموقف اليمني في دعم معركة الأمة.

وفي ختام كلمته، دعا السيد الحوثي جماهير الشعب اليمني إلى المشاركة الواسعة في “الخروج المليوني العظيم يوم غدٍ، إن شاء الله تعالى، في العاصمة صنعاء بميدان السبعين، وفي بقية المحافظات والمديريات”، مشيرًا إلى أن هذه المشاركة تأتي “نصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم، ورفضًا للطغيان الأمريكي و”الإسرائيلي” على أمتنا الإسلامية”.

كما دعا إلى أن يكون هذا التحرك “تأييدًا لموقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ردّها المشروع على العدوان “الإسرائيلي”، ودفاعها عن نفسها وعن الأمة، وتضامنًا مع شعبها الذي يواجه العدوان بكل عزّة وثبات”.

#مرايا_الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى