دولي

مجاعة غزة.. تصاعد مأساوي: 900 ألف طفل يعانون الجوع

المدير العام لمنظمة الصحة: الوضع الإنساني في غزة ينذر بحدوث مجاعة جماعية

حذّرت منظمة الصحة العالمية،

اليوم الأربعاء 23 تموز/يوليو 2025، من تصاعد مأساوي في أزمة المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة، مشيرة إلى ارتقاء 21 طفلاً دون سن الخامسة خلال عام 2025 نتيجة نقص التغذية الحاد.

وأكّدت المنظمة أن مراكز معالجة سوء التغذية باتت مكتظة ولا تمتلك إمدادات كافية، وسط انهيار شبه كامل لقنوات إيصال المساعدات الإنسانية، وتعطيل وصول الإمدادات الغذائية إلى المدنيين بفعل القيود المفروضة على الدخول إلى القطاع المحاصر.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن الوضع الإنساني في غزة ينذر بحدوث مجاعة جماعية، حيث تدخل شحنات الغذاء إلى القطاع بكميات أقل بكثير مما هو مطلوب لبقاء السكان على قيد الحياة.

وأضاف في مؤتمر صحفي: جزء كبير من سكان غزة يتضوّرون جوعاً.. لا أعرف ما يمكن وصفه بهذا سوى أنه مجاعة جماعية… وهي من صنع الإنسان، مشيراً إلى أن المنظمة لم تنجح في إيصال أي مواد غذائية إلى غزة منذ أكثر من 80 يوماً، بينما تبقى الإمدادات الحالية بعيدة جدًا عن الحد الأدنى المطلوب.

وحذّر غيبريسوس من أن الجوع يضيف قاتلاً جديداً إلى قائمة التهديدات المميتة التي يتعرض لها سكان القطاع، قائلاً إن 2.1 مليون شخص يواجهون الآن خطر الأمراض المرتبطة بسوء التغذية، إلى جانب القنابل والرصاص.

وأكد أن 90% من أبناء سكان غزة يواجهون صعوبة في الحصول على المياه. مشيراً إلى أن نقاط توزيع المساعدات الجديدة في غزة، تحولت إلى مراكز عنف. وأن “أكثر من ألف شخص قتلوا خلال محاولتهم الحصول على غذاء في غزة”.

أونروا

ومع تفاقم الكارثة الإنسانية بشكل غير مسبوق في قطاع غزة، حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” من أن “الناس في غزة، بمن فيهم موظفوها، يغمى عليهم بسبب الجوع الشديد” في وقت لا تزال آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات الأممية عالقة عند المعابر المغلقة منذ آذار/مارس الماضي.

ويستمر تدهور الوضع الإنساني بالقطاع، وسط إغلاق كامل للمعابر منذ أكثر من 140 يوماً، رغم وجود اتفاق سابق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى لم تنفذه سلطات الاحتلال الصهيوني.

العفو الدولية: التجويع أداة إباة جماعية

من جهتها اتهمت منظمة العفو الدولية، الكيان الصهيوني باستخدام التجويع كسلاح حرب وأداة لارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

وقالت المنظمة في بيان: “إن معاناة السكان الجائعين في غزة تتفاقم بسبب نظام توزيع المساعدات الذي تستخدمه “إسرائيل” كسلاح حرب مدمر، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية المستمرة منذ أشهر”.

ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى الخروج عن صمته، واتخاذ إجراءات عاجلة للضغط على “إسرائيل” وضمان امتثالها للقانون الدولي، ووقف استخدام التجويع كأسلوب ممنهج في الحرب.

طبيبة أميركية: الجوع بلغ مستوى مروعاً

بدورها حذرت الطبيبة الأميركية في قطاع غزة نور شرف، من أن الجوع في القطاع بلغ مستوىً مروعاً، مؤكدةً أنه لا مكان في قسم الطوارئ لاستقبال الجرحى، حيث يتم معالجتهم على الأرض.

وقالت شرف في تصريحات صحفية من مجمَّع الشفاء الطبي: “إن الوضع الحالي في قطاع غزة لا يشبه أي وضع شاهدته من قبل”.

وأكدت أن الأطباء يعملون ساعات طويلة تتجاوز الساعات المفروضة، ودون أن يحصلوا على الطعام، مضيفةً: “نرى أناساً لم يتناولوا أي طعام لأيام عدة ويتساقطون من الجوع”.

الصحة الفلسطينية: 900 ألف طفل يعانون الجوع

كشفت وزارة الصحة في غزّة عن أرقام صادمة تشير إلى بلوغ الكارثة الإنسانية مراحل غير مسبوقة، حيث يعاني نحو 900 ألف طفل من الجوع، فيما دخل 70 ألفاً رسمياً مرحلة سوء التغذية الحاد.

وأكدت الوزارة أنّ استمرار الحصار ومنع الإمدادات الغذائية والطبية فاقم الأوضاع بشكل خطير، محذّرة من أنّ السكان يواجهون الجوع والعطش والأوبئة، في ظلّ صمت دولي مخزٍ وتقصير حاد في الاستجابة الإنسانية.

ومنذ مطلع آذار/مارس الماضي، تفرض سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” حصاراً وإغلاقاً مشددًا معابر قطاع غزة، وتمنع دخول آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية والإنسانية والطبية، ما فاقم من الوضع الإنساني في القطاع، في ظل حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها سلطات الاحتلال منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.

#مرايا_الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى