
شارك مئات آلاف المواطنين اليمنيين في تظاهرة حاشدة بلغت مستوى طوفانٍ مُليوني، اليوم الجمعة في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، تحت شعار «مع غزة.. يمن الإيمان في جهاد وثبات واستنفار»، وذلك بعد 24 ساعة من غارات استهدفت أعياناً مدنية في العاصمة.
ونقلت الفعالية أجواءً شعبيةً مليئةً بالتحدي والعنفوان، حيث توافد المحتشدون بكثافة إلى الميدان حتى فاضت الساحات وامتلأت المربعات المستحدثة، مردِّدين شعارات وهتافات تؤكد التضامن مع أهل غزة ورفد مسيرة المقاومة. واعتبر المشاركون أن الغارات والعدوان تدفع الشعب اليمني نحو مزيدٍ من الإصرار والصمود.
وجدد الحشود عهود الوفاء لفلسطين ولشهداء محور المقاومة، وعلى رأسهم الشهيدين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، في ذكرى استشهادهما السنوية الأولى، مؤكّدين التمسك بالنهج الذي استشهدا من أجله والوقوف إلى جانب المقاومة «سياسياً وعسكرياً ».
وشدد المتحدثون والمشاركون في الفعالية على أن الاعتداءات لن تثني الشعب اليمني عن موقفه الداعم لفلسطين، بل ستزيده عزيمةً وتصعيداً في التضامن، مع التأكيد على أن المواقف الرسمية لبعض الدول العربية والإسلامية تُعدّ مخيبة للآمال في نظر المحتشدين.
وردد الحضور هتافاتٍ تعبّر عن التحدي والدعاء بالنصر، من بينها: «مهما تقصفون لن تثنينا… سنصعّد حجم تحدينا»، و«مع غزة والقادم أعظم»، و«لن نُهزم بثقة بالله»، و«كل الساحات اليمنية غزاوية فلسطينية». كما احتفت الهتافات برمزَي المقاومة وخلّدت تضحيات الشهداء بعبارات تواترت على ألسنة المحتشدين.
ووجّه المشاركون في الفعالية انتقادات حادةً للسياسات الأميركية والداعمة للكيان، معتبرين أن المشروع “الإسرائيلي” يحظى بدعم «الشيطان الأكبر» وفق تعبيرهم، ومجدّدين دعوات العودة إلى التعاليم الدينية كأساس للعمل والالتزام الوطني.
واختتمت التظاهرة بتجديد العهد لغزة وفلسطين، وتأكيد وحدة الموقف الشعبي اليمني مع الشعب الفلسطيني، مع تكرار شعاراتٍ داعمةٍ للمقاومة وواصفةً العمليات اليمنية بأنها «كسرت كبرياء الصهيونية» بحسب الهتافات التي صدحت في الميدان.
وصدر عن المسيرة بيانٌ قال فيه الحشد المليوني: “استجابةً لله سبحانه وتعالى، وجهاداً في سبيله، وابتغاءً لمرضاته، نستمرُّ في خروجنا الأسبوعي بمسيراتنا المليونية نصرةً للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم ووفاءً لمجاهديه الأعزَّاء”.
وأضاف البيان: “نؤكّد مجدَّداً استمرار التزامنا لله سبحانه وتعالى ولرسولِه صلى الله عليه وآله وسلم بخطِّ الجهاد في سبيل الله، والصبر والتضحية بالأرواح والأموال، وكذا الالتزام بخطِّ ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المباركة؛ خطِّ الحرية والاستقلال”.
وأكّد البيان أن الانتماءات العظيمة لشعبنا “تُحِتِّم علينا مواجهة الطغاة والمستكبرين والظالمين من الأمريكيين والاحتلال “الإسرائيلي” وأعوانهم من المنافقين، وتُحتم علينا الاستمرار في مناصرة المستضعفين من أبناء أمتنا والدفاع عن أنفسنا، وعدم التراجع عن ذلك مهما كانت التضحيات، التي حتماً ستكون أقل بكثير من كلفة الاستسلام والخنوع”.
وتساءل الحشد المليوني في بيانه مخاطباً زعماء العالم بعد سيلٍ من خطابات قادة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن بينها كلمات دول عربية وإسلامية أدانت جرائم الاحتلال وقرّت بالمظلومية الرهيبة التي يتعرَّض لها الشعب الفلسطيني في غزة: “لماذا لا نرى على أرض الواقع أي أعمالٍ ومواقفَ عمليةٍ لإيقاف ذلك؟”
وأضاف البيان: “والغريب أن أغلب تلك الدول — بما فيها التي تدّعي دعمها وتبنّيها حلَّ الدولتين — ما تزال ترسل السلاح للاحتلال “الإسرائيلي”، في تناقض واضح بين الأقوال والأفعال”. وخاطب البيان زعماء الدول العربية والإسلامية قائلاً: “ما هو سقف الإجرام والمجازر المطلوبة لكي تتحرَّكوا وتغادروا مربع الكذب والخداع وتنطلقوا في خطوات عملية لإيقاف تلك الجرائم التي أصبحتم تقرّون بها؟”
وأشاد البيان “باستمرار المقاومة الفلسطينية في غزة وبالضربات الفعّالة التي تقوم بها قواتُنا المسلحة ضدَّ الاحتلال “الإسرائيلي””، معتبراً أن هذه الضربات “خطواتٌ حقيقية فعلية لوقف العدوان على غزة”، ومؤكّداً أن “المواقفَ الكلامية لا تُطعِم الجياعَ ولا توفّر دواءً للمرضى والجرحى، ولا تدرأ عن الأطفال القنابل الفتّاكة”.
واختتم أحرار الشعب اليمني بيان المسيرة بالإشارة إلى “ذكرى شهيد الإسلام والإنسانية ورمز الجهاد والصدق والثبات السيد حسن نصر الله، ورفيق دربه الشهيد السيد هاشم صفي الدين — رضوان الله عليهما — نستذكر كيف كان السيد حسن نصر الله سورًا منيعًا وحصنًا لهذه الأمة، وما هي النتائج السلبية التي كابدتها الأمة بعد رحيله مع رفاقه العظام الذين اتضح لكل حرٍّ عظيمٍ تضحياتهم وخدمتهم لأمتهم”، مجدّدين العهدَ “بأننا على الدرب حتى الفتح الموعود والنصر المبين وزوال الكيان المؤقَّت قريبًا بإذن الله”.
#مرايا_الدولية