أكد رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، أن
حركة حماس تمثل جزءاً لا يمكن إنكاره من الواقع السياسي الفلسطيني، داعياً إياها للانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني منذ عام 1964، بهدف توحيد الصف الوطني.
وفي مداخلة هاتفية مع قناة “القاهرة الإخبارية”، أشار رشوان إلى حساسية ملف سلاح الحركة، موضحاً أن إسرائيل تسعى لنزعه بالكامل، بينما تصر حماس على اعتباره حقاً شرعياً وكشف عن مقترح متداول يقضي بتجميد سلاح الحركة لمدة عشر سنوات كحل وسط يتيح تهدئة مؤقتة تمهد لمرحلة تفاوض وبناء سياسي في غزة.
وتحدث رشوان عن الدمار الهائل الذي شهده قطاع غزة خلال العامين الماضيين، مشيرًا إلى تدمير 75% من البنية التحتية وخسائر بشرية ومادية جسيمة، جعلت من عودة الحياة الطبيعية أمراً شبه مستحيل في المدى القصير. وقال: “من يظن أن وقف إطلاق النار كافٍ لإعادة الأمور إلى ما قبل 7 أكتوبر لا يدرك حجم الكارثة”.
وأشاد رشوان بجهود مصر الدبلوماسية منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، والتي أثمرت عن هدنتين في نوفمبر 2023 ويناير 2025، وصولاً إلى توقيع اتفاق شرم الشيخ، الذي وصفه بـ”نقلة نوعية” بمشاركة أكثر من 30 زعيماً عالمياً، وضمانات دولية من مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة.
وأوضح أن الاتفاق، المنبثق عن خطة ترامب للسلام، تضمن بنوداً غير مسبوقة، منها منع تهجير الفلسطينيين، التأكيد على حق العودة، وإسناد إدارة غزة إلى هيئة مدنية، بما يمهد لتقرير المصير وتأسيس دولة فلسطينية.
وحذر رشوان من محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعرقلة المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تشمل الانسحاب الكامل من غزة وتمكين السلطة الفلسطينية من إدارتها.
وفيما يتعلق بقضية الرفات، استبعد رشوان أن تكون سبباً في نسف الاتفاق، مشيراً إلى استعداد الوسطاء (مصر، قطر، تركيا) لتقديم دعم فني لتسهيل تسليم الجثامين، لكنه شدد على ضرورة موافقة إسرائيل للسماح بدخول المعدات اللازمة.
وانتقد رشوان ما وصفه بـ”الازدواجية الإنسانية” في ملف تبادل الرفات، موضحاً أن حماس مطالبة بتسليم 28 رفات جندي إسرائيلي، بينما إسرائيل لن تسلم سوى 125 من أصل 400 جثمان فلسطيني. وتساءل: “هل أصبح الرفات يقاس بالقيمة؟”، مؤكداً أن هذا السلوك يضرب جوهر القيم الإنسانية.
#مرايا_الدولية
