مع لفظ التنظيمات الإرهابية أنفاسها الأخيرة في سورية وفشل رهانات الدول التي دعمتها على مدى سنوات طويلة.. تبادل راعيا الإرهاب في سورية النظامان القطري والسعودي الاتهامات حول مسؤولية دعم تلك التنظيمات وسط محاولتهما المستميتة للتملص من جرائم تصدير الإرهاب التي ستلاحقهما عبر التاريخ.
تقاذف المسؤوليات بدعم الإرهاب بين النظامين القطري والسعودي جاء مع استمرار الأزمة الناشئة بينهما منذ نحو عامين على خلفية الصراع على النفوذ في المنطقة لتتأجج على لسان رئيس وزراء مشيخة قطر السابق حمد بن جاسم آل ثاني الذي أكد لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن معظم إرهابيي تنظيم “داعش” هم سعوديون.
تصريحات بن جاسم التي ملأت وسائل التواصل الاجتماعي في حرب تقاذف التهم بين نظامي دعم الإرهاب في سورية والمنطقة تناولت أيضا التذكير بأن 15سعوديا شاركوا في هجمات الحادي عشر من أيلول عام 2001 بالولايات المتحدة لافتا إلى أن سفارة النظام السعودي في واشنطن قامت بتحويلات بنكية لحسابات هؤلاء الإرهابيين.
رعاة الإرهاب بدؤوا يسقطون أوراق التوت عن خفايا دعمهم للإرهاب في سورية لتأتي تصريحات بن جاسم ضد النظام السعودي عقب شن الأخير هجوما واسعا ضد مشيخة قطر حيث قال إنها الممول والداعم الأول للإرهاب.
تقاذف المسؤوليات بدعم الإرهاب بين النظامين السعودي والقطري جاء في محاولة منهما لتبييض صفحتهما الزاخرة بالجرائم الإرهابية ويأتي بعد سنوات من الصراع الحاد بينهما على النفوذ في المنطقة وبعد فشل مخططاتهما التآمرية ضد سورية بفضل انتصارات الجيش العربي السوري في الحرب على الإرهاب.
فالنظام السعودي كما هو معروف لكثير من المراقبين والمتابعين قام بدور رئيسي في تشكيل الجماعات الإرهابية وأول ظهور لذلك كان في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي حيث أنفقت السعودية مليارات الدولارات لنشر أفكار تمهد لتشكيل التنظيمات الإرهابية.
أما دور النظام القطري في دعم الإرهاب فقد جاء على لسان ابن جاسم نفسه الذي اعترف في مقابلة تلفزيونية في تشرين الأول عام 2017 بأن قطر قدمت الدعم للجماعات الإرهابية فى سورية عبر تركيا بالتنسيق مع القوات الأمريكية وأطراف أخرى كما اقر بوصول مساعدات إلى “جبهة النصرة” الإرهابية جناح تنظيم القاعدة.
الجرائم الإرهابية التي ارتكبها النظامان السعودي والقطري على مر السنوات عبر دعمهما التنظيمات الإرهابية المختلفة في سورية ومنطقة الشرق الأوسط وتقديم كل أشكال الدعم والتمويل لها بدأت تتكشف على يد مسؤولي هذين النظامين نفسهما بعد فشل رهانهما على دعم الإرهاب في سورية وسقوط مخططاتهما فيها أمام صمود سورية والشعب السوري وشعوب المنطقة الأخرى التي ترفض كل أشكال الإرهاب وتسعى للعيش بأمن وسلام واستقرار.