دولي

ترامب وبايدن.. “مصارعة شرسة على حلبة الانتخابات”

90 دقيقة من الوقت قضاها عشرات الملايين من الأمريكيين على أعصابهم وهم يتابعون مناظرة صاخبة بين ترامب ومنافسه بايدن كانت أشبه بمصارعة على حلبة الانتخابات وسط أجواء وعرض فوضوي تبادل فيه الطرفان الاتهامات والإهانات والهجمات الشخصية،حيث وصفها بعض الخبراء بأنها “أسوأ مناظرة في التاريخ”.

اشتبك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع منافسه على الرئاسة جو بايدن بشراسة منذ اللحظات الأولى في واحدة من أكثر المناظرات التليفزيونية فوضوية و هي الأولى من ثلاث مناظرات مقررة بين المتنافسين.

وتبادل المتنافسان الشتائم والاتهامات حول عدد من القضايا أهمها فيروس كورونا وتفوق البيض والاقتصاد خلال المناظرة التي استمرت 90 دقيقة في كليفلاند، أوهايو.

ووصف بايدن الرئيس بأنه “مهرج” كما قال له “إخرس”، أما ترامب فتحدث عن تعاطي نجل منافسه للمخدرات.

واتهم ترامب، وهو جمهوري، منافسه بأنه مدين للاشتراكيين في حزبه، قائلاً: “سوف يسيطرون عليك يا جو، أنت تعرف ذلك”.

ورد بايدن، وهو ديمقراطي: “أنا الحزب الديمقراطي الآن”.

وبينما كان المرشحان يتنازعان بشأن الرعاية الصحية ليلة الثلاثاء، قال بايدن: “إليكم الأمر: كل ما يقوله حتى الآن هو مجرد كذبة”.

وأضاف: “أنا لست هنا حتى أعلن عن أكاذيبه. الجميع يعرف الكاذب”.

ورد ترامب: “جو، أنت الكاذب”.

وتحدى ترامب منافسه أن يقول ما إذا كان سيدفع إلى المحكمة العليا، بالمزيد من القضاة لتغيير توازنها الأيديولوجي، مثلما طالب بعض الديمقراطيين.

كما طالب الرئيس ترامب منافسه بايدن بالإعلان عن قائمة مرشحيه للمحكمة العليا. لكن بايدن لم يستجب لطلبه، إنما قال له: “ألا تغلق فمك يا رجل”..

وعندما حاول مدير الجلسة التدخل، قال المرشح الديموقراطي: “من الصعب الحصول على أي كلمة مع هذا المهرج، معذرة، هذا الشخص”.

وأجاب ترامب: “الناس يفهمون يا جو. سبعة وأربعون عاما لم تفعل شيئا”.

وتساءل الرئيس في وقت لاحق عن سبب تلقي شركة شارك في تأسيسها نجل منافسه، هانتر بايدن، 3.5 مليون دولار من ملياردير من موسكو، وفقا لتقرير صادر عن الجمهوريين في مجلس الشيوخ.

وعمد الرئيس الأميركي المرشح لولاية ثانية في انتخابات 3 تشرين الثاني/نوفمبر إلى وصف منافسه على أنه “دمية في يد اليسار الراديكالي” سواء بشأن قضايا الصحة او الأمن أو المناخ.

وأبدى بايدن قدرة على الصمود عكس ما كان يتوقع، كما ركز نظره أكثر من مرة على الكاميرا ليطلب من الأميركيين أن يتوجهوا الى صناديق الاقتراع لتجنب “أربع سنوات إضافية من الأكاذيب”.

وحسب آرون كال الاستاذ في جامعة ميشيغان والمتخصص في المناظرات الرئاسية، فإن “هذه المناظرة ستبقى إحدى أسوأ المناظرات في التاريخ”، مضيفا لوكالة فرانس برس، أن بايدن تعهد بقبول نتائج الانتخابات، بينما اكتفى ترامب بالتاكيد مرة جديدة وبدون تقديم أدلة على أن التصويت بالمراسلة الذي يبدو أنه سيستخدم بكثرة بسبب وباء كوفيد-19 سيشجع على “التزوير”.

ومع استمرار ترامب بمقاطعته مراراً وتكراراً، بلغ الأمر ببايدن حدّ مخاطبة الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتّحدة بالقول “هلّا تخرس يا رجل!”.

وأضاف “من الصعب أن يحظى المرء بفرصة لقول كلمة واحدة بوجود هذا المهرج، عفواً هذا الشخص”. وتابع “أنت أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة”.

كما سعى بايدن، الذي يتصدّر استطلاعات الرأي، إلى ربط ترامب بشكل مباشر بجائحة كوفيد -19 التي أودت بأرواح أكثر من 205 آلاف شخص في الولايات المتحدة، البلد الأكثر تسجيلاً للوفيات الناجمة عن الجائحة في العالم أجمع.

وقال المرشح الديمقراطي  مخاطباً الناخبين الأميركيين “كم منكم استيقظ هذا الصباح وكان لديه كرسي فارغ على طاولة المطبخ لأنّ أحدهم مات بسبب كوفيد-19؟”. من جهته قال ترامب “لم تكن لتقوم بالعمل الذي انجزناه”. ورد بادين “أن أعلم ما يجب القيام به في حين أن الرئيس ليس لديه أي خطة”.

وجرت المناظرة بحضور جمهور محدود بينهما السيدة الاميركية الاولى ميلانيا ترامب وجيل بايدن زوجة المرشح الديموقراطي.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن بايدن يتقدم بثبات على ترامب بأقل من 10 نقاط، فيما يتبقى 35 يوما حتى موعد الانتخابات في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ومن المرتقب تنظيم مناظرتين أخريين في 15 و22 تشرين الأول/ أكتوبر على التوالي في ميامي بفلوريدا وناشفيل في تينيسي.

وسيتواجه نائب الرئيس الأميركي الجمهوري مايك بنس مع المرشحة لمنصب نائب الرئيس من جانب الديموقراطيين كامالا هاريس في 7 تشرين الأول/اكتوبر في سولت لايك سيتي في ولاية يوتا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى