دولي

“القدس” قلب محور المقاومة النابض

"كورنيت" يقلب المعادلة في فلسطين.. وجيش الاحتلال يغيّر نمط عمله

وفاء دريبي – مرايا الدولية

استطاعت المقاومة الفلسطينية يوم أمس الاثنين، في قطاع غزة مفاجأة العالم أجمع وخاصة “العدو الإسرائيلي” باستخدامها صاروخاً متطوراً من طراز “كورنيت” المضاد للدبابات حيث استطاع اختراق تدريع دبابة ميركافا ما اضطَّر جيش العدو الى طلب مؤازرة من الكتيبة تسعة المزودة بمنظومة مضادة لهذه الصواريخ .

هذا الاستخدام المُفاجِئ وغير المتوقع من قبل المقاومة الفلسطينية دفع جيش الاحتلال الاسرائيلي الى اعادة تقييم واسعة لحركته الميدانية وتغيير نمط عمله مقابل قطاع غزة.

حيث نقلت الصحف الصهيونية عن قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي الجنرال “تال روسو” قوله: إن “الجيش  سيُضطر الى  تغيير نمط عمله، كما سيستقدم الكتيبة تسعة من اللواء اربعمئة وواحد المزودة بمنظومات مضادة للصارويخ المضادة للدبابات لمواجهة التحدي الجديد، واتهمت المصادر الرسمية الصهيونية حزب الله وايران بتزويد الفلسطينيين بهذا النوع من الصواريخ المتطورة” .

كما ركّزت الصحف الصهيونية في عناوينها على مدى خطورة ظهور صاروخ “كورنيت” في قطاع غزة ، وحذرت صحيفة “يديعوت احرونوت” من تآكل قدرة الردع الاسرائيلية مع مرور عامين على حرب غزة، فيما دعت صحيفة “هآرتس” الى الدمج بين ثلاثة مبادئ في اي مواجهة مقبلة وهي: الاجتياح للمناطق التي تطلق منها الصواريخ لاسكاتها، وتعزيز وسائل حماية الجبهة الداخلية من الهجمات الصاروخية، وايلاء وضع المستوطنين اثناء الحرب الاهتمام الكافي.

 

من جانبها، اعترفت صحيفة “معاريف الصهيونية” بعدم علم قيادة المنطقة الجنوبية بامتلاك المقاومة الفلسطينية صاروخ كورنيت، واعترفت بأن إصابة الدبابة في قطاع غزة بواسطة صاروخ مضاد للدروع من طراز “كورنيت”، يستوجب تغيير في خصائص عمليات القوات ، أي النظرية العملية خلف السياج ستتغير هذا ما أوضحه ضباط في أحاديث مغلقة وقالوا أنهم يخاطرون بأخطار محسوبة وختموا: “لم نكن نعلم أن لديهم هذا الصاروخ “.

الجدير بالذكر، أن صواريخ “كورنيت” استخدمت من قبل المقاومة الإسلامية خلال حرب تموز عام 200‪6 في لبنان، وكبّد جيش العدو الإسرائيلي خسائر فادحة، ما أدى الى تدمير عشرات دبابات الميركافا وقتل وجرح طواقمها من الجنود والضباط الصهاينة ، وكانت الموقعة الابرز لاستخدام صاروخ “كورنيت” والصواريخ المشابهة  “مجزرة الدبابات” في وادي الحجير التي توجت هزيمة الجيش الصهيوني في حرب تموز امام مجاهدي المقاومة الإسلامية.

وانطلاقا من هذا الواقع اتهمت المصادر الرسمية الصهيونية حزب الله وايران بتزويد الفلسطينيين بهذا النوع من الصواريخ المتطورة، وقال روني دانيال المحلل العسكري في تلفزيون العدو: “حماس تنظر الى كل مشاهد حرب لبنان الثانية، واستخلصت العبر من الحرب على غزة، لذا ركزت عمليات تهريب السلاح في مجال الصواريخ المضادة للدبابات والصاروخ الذي اطلق قبل اسبوعين هو من نوع كورنيت موجه بالليزر واصابته خطرة جداً. وهذا يشكل قفزة من قبل حماس حيث يجب التعامل مع اطلاق الكورنيت ببالغ الجدية لان اصابته لدبابة تعني اصابة كل طاقمها”.

بدوره، وصف رئيس أركان جيش الاحتلال “غابي اشكنازي” الوضع على الحدود مع قطاع غزة بأنه متدهور للغاية، وحذر من المزيد من التدهور، على اثر تصاعد العمليات العسكرية، واعتبر أن المنظمات الفلسطينية تحاول تغيير قواعد اللعبة على طول الحدود مع غزة وتحدث عن خطورة حصول فصائل المقاومة الفلسطينية على صواريخ متطورة جرى استخدامها ضد الجيش الاسرائيلي خلال حرب تموز في لبنان..

ونستذكر هنا، تصريح لسيد المقاومة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في إحدى لقاءاته التي أجراها مؤخراً عبر قناة الميادين قبل حوالي 5 أشهر، جاء فيه: “نحن أخذنا الكورنيت من السوري واستخدمناه في حرب تموز وليست فقط الكورنيت والسوريون اشتروها من مالهم وكانت نتيجتها عالية”.

وأضاف: “الرئيس السوري بشار الأسد لم يكن لديه مشكلة بوصول الكورنيت إلى قطاع غزة وإلى حماس والجهاد الإسلامي”، مؤكداً ان ” الدعم الإيراني لفصائل المقاومة الفلسطينية لم يتوقف في أي لحظة من اللحظات لأسباب سياسية أو غيرها”.

 

وبالرغم من الصمت العربي والدولي حيال ما يجري في فلسطين، إلا أن القدس ستبقى قلب محور المقاومة النابض “العراق، فلسطين، سورية، إيران، لبنان، اليمن”، وسيبقى هذا المحور الرادع في وجه كل محتل يريد النيل والقضاء من دول المقاومة التي مازالت حتى يومنا هذا تؤمن وتدافع عن قضيّتها الأولى “فلسطين” التي لم ولن تتخلى عنها، بل مستعدة دائماً للقيام بكافة العمليات التي يحتاجها الفلسطينيون والوقوف إلى جانبهم متى ما أرادوا..

? لنعرف أكثر عن صواريخ كورنيت:

هو صاروخ موجه مضاد للدروع روسي الصنع، من صناعة مكتب التصنيع الهندسي الروسي، موجه ومصوّب بأشعة ليزر وبشكل نصف أوتوماتيكي، بحيث يصوّب الرامي الصاروخ نحو الهدف ويوجه علامة تصويب الصاروخ حتى الإصابة. كما يمكنه ضرب الطائرات ذات العلو المنخفض وخاصة الطائرات المروحية، إلا إنه لا يستعمل في هذه الحالة إلا نادراً لارتفاع ثمنه نسبياً.

دخل نظام صواريخ كورنيت الخدمة العسكرية عام 1994، الصاروخ يبلغ طوله 1200 ملم وقطره 152 ملم.

ظهر التطوير الأول لصاروخ الكورنت في أكتوبر 1994 على يد المكتب وقد استعمله الجيش الروسي في نفس السنة ليصدر لكامل أنحاء العالم.

يصل وزنه إلى 29 كيلو جرام ويشمل القاذف والحامل ووحده التوجيه.

تصل قدرته على الاختراق من 1000 إلى 1200 ملم من الدروع، بينما يصل مدى الصاروخ إلى 5500 متر و3500 متر ليلا.

يمتلك الصاروخ قدرة علي المناورة من خلال الالتفاف في حلقات دائرية اثناء تحليقة في اتجاهه ناحية الهدف حتي المرحلة الاخيرة التي يطبق فيها الصاروخ علي الهدف ويتوجة اليه بشكل مباشر، يختلف مدي الصاروخ من نسخة الي اخري حيث يتراوح مداه بين 2:8 كيلو متر وهو ما يمكنه من استهداف المدرعات علي مسافات بعيدة والمروحيات وهي تطير علي ارتفاعات منخفضة.

يعتبر هذا الصاروخ واحد من ابرز المنافسين في فئة الصواريخ المضادة للدبابات التوجيه يعتمد الصاروخ علي زعانف الزيل مع زعنفتين صغيرتين في المقدمة في توجيه نفسة، يتم فرد زعانف الصاروخ تلقائياً بمجرد خروجة من فوهة القاذف تاريخه في الحروب والقتال صورايخ مشابهة .

المستخدمون:

الجزائر: 7000 الاف صاروخ في سنة 2006 ويصنع محليا
بنغلاديش: 1250 صاروخ، وتم اعطاء146 صاروخ كورنيت في سنة 2013.
إريتريا: 80 صاروخ كورنيت حصلت عليه عام 2005.
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في معركة العصف المأكول 2014، وقبلها في حجارة السجيل.
اليونان: 196 صاروخ مع 1,100 صاروخ جديد دخل الخدمة في 2008.
حزب الله: استخدم في حرب لبنان 2006 وفي عملية حزب الله في مزارع شبعا 2015.
الهند: 3,000 صاروخ ثم سلم 250 صاروخ في سنة 2003 و2006.
إيران: يصنع محلياً او يسمى في ايران بأسم دهلاوية.
العراق: في سبتمبر 2014, العراق استخدم صاروخ كورنيت من اجل صد عجلات داعش المدرعة.
الأردن: 200 صاروخ مع 2,000 صاروخ اخر.
المغرب: 80 صاروخ كورنيت تم اعطاءه عام 2000.
سوريا: 100 صاروخ كورنيت مع 1,000 صاروخ اخر في عام 2013, مع 1,500 صاروخ كورنيت قديم أخر في 2002 و2006.
ليبيا: استخدم في الحرب الأهلية الليبية من قبل معمر القذافي

#مرايا_الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى