كتب القائد #سائد_عبد_العال
تقدم المدينة المقدسة (القدس) مسرى الأنبياءَ وعاصمة فلسطين، على مر العصور مشهداً، يعبر ويختصر كل معاني الوطنية الفلسطينية والمقاومة والصمود في مواجهة جيش العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه، بقوة الجماهير الفلسطينية المقدسية، ليست هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، ولكنها تأتي في وقت تهافتت فيه أنظمة الخزي والعار على إقامة علاقات تكاد أن تشمل كل المجالات الممكنة في التعاون بين الدول الشقيقة والصديقة، تتجاوز حتى علاقاتها مع العديد من الدول العربية وتدير ظهرها للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في التحرير والعودة والاستقلال.
بدأ المشهد المقدسي في يوم الخميس المصادف العاشر من رمضان، واستمر حتى اليوم، وقبيل صلاة التراويح ليوم الخميس أخذت قوات الاحتلال بإرسال رسائل نصية للمقدسيين، ولاسيما الشبان منهم بعدم التوجه للمسجد الأقصى، لأن المئات من المستوطنين وبحماية جيش الاحتلال يتوجهون إلى الأقصى في موعد صلاة التراويح،واستجاب المقدسيون لهذه الرسائل بالرد المناسب.. حيث تجاوزت أعداد من وصلوا للصلاة ال٤٠ الفاً، وبدأت مواجهات المستوطنين وجيش الاحتلال الذين حاولوا منع المصلين من الوصول إلى الأقصى، وامتدت المواجهات طيلة ليلة الخميس وحتى اليوم واستخدم فيها جيش الكيان والمستوطنين الأسلحة النارية والمطاطية والمياه العادمة وقنابل الغاز في مواجهة جمهور أعزل يتوجه للصلاة.
لم تكن المعركة متكافئة، والمقاييس التقليدية لموازين القوى متفاوتة، ولكنها لم تكن كذلك على أرض الواقع، فقد تصدى المقدسيون للسلاح الذي لا يقهر، بفضل إرادة الجماهير المؤمنة بحقها في قدسها وفلسطينها وأقصاها، تمكنوا من طرد المستوطنين الذين فروا هاربين، والمواجهات المباشرة بالأيدي والحجارة وما تيسر من تراب القدس.
وفي حين رابط الآلاف داخل وخارج الأقصى حمايةً له و في في كل أحياء القدس، وخاصة في البلدة القديمة وجوار الأقصى، وخاضوا المواجهات ضد جيش الاحتلال ببسالة ،إلى أن تمكنوا من كسر الحصار المفروض على بوابات الأقصى، ودخلوا رغم أنف الاحتلال وقواته ومستوطنيه.
وامتدت المعركة حتى هذا الوقت، لتعود المواجهات من جديد إلى الواجهة،نعم مرة أخرى تمكن المقدسيون دون دعم أو دعوة من السلطة الفلسطينية أو سواها، وانطلاقاً من وطنيتهم الخالصة وايمانهم بحقهم في قدرهم وأقصاهم إلى خوض المعركة بصدورهم العارية وقبضاتهم وتراب وحجارة قدسهم. وجرح وإصابة أكثر من ثلاثمئة شاب ورجل وطفل وامرأة وهو ثمن مقبول ومطلوب مقابل كسر إرادة الاحتلال والمستوطنين.
وبهذا تحافظ القدس والمسجد الأقصى على فلسطينيتهم وعروبتهم بدم أبنائهم وتعطي الدرس تلو الدرس، أن لا بديل عن المقاومة المستندة إلى أوسع قطاع جماهيري، والتي تؤكد اليوم من جديد أهمية العودة إلى الإنسان والمقاومة باعتبارهما السبيل الوحيد لكنس الاحتلال، واسترداد حقوقنا المستلبة..
فهل يا ترى هناك من يسمع ؟؟؟
وااسلاماه