دولي

الشيخ الكعبي.. ميزان العراق المقاوم

الكعبي نموذج استطاع أن يشخّص الهدف ويحدد البوصلة

رئيس تحرير شبكة مرايا الدولية / فادي بودية

أن تتعرّف على شخصية حملت أثقال مقاومة الاضطهاد في زمن صدام حسين، ثم مقاومة الاحتلال الأميركي وصولاً إلى مقاومة المشروع التكفيري في العراق وسورية مع الحفاظ على رؤية بناء العراق مستمداً من انتصارات الأمة وتعافيها من شوائب وعاهات الانهزام والاستسلام واليأس والفساد…

هذه شخصية عالم دين مقاوم وفق مبدأ: “سياستنا عين ديننا”.

الشيخ الكعبي.. ميزان العراق المقاوم

الشيخ الكعبي لم يتصدّر الشاشات والمنصات الإعلامية بل شكّل محوراً وملجأ لحل الخلافات وتقريب وجهات النظر بين الفريق السياسي الواحد أو داخل البيت الشيعي العراقي فهو لم يدخل في بازار الترشيحات النيابية والوزارية مستأنساً بنصيحة السيد نصرالله والشهيد سليماني إضافة إلى تنبّه الشيخ الكعبي إلى ضرورة المحافظة على بندقية المقاومة وعدم الانجرار وراء مغريات السلطة التي سعت أمريكا وبريطانيا سعياً حثيثاً تقديم عروض سلطوية سخية للشيخ الكعبي بهدف إدخاله في دهاليز السلطة وإفقاده دوره المقاوم.

مع تزايد الاشتباك السياسي داخل البيت الشيعي العراقي لعب الشيخ أكرم الكعبي الدور الأبرز في جمع المكونات للخروج باتفاق موحّد يضمن المحافظة على انتصارات المقاومة ويترجمها عملياً في الاستراتيجية السياسية.

قد يتساءل القارئ عن سبب كتابة هذا المقال في هذا التوقيت: أقول للعراقيين المحبين الغيارى على وطنهم ومستقبلهم إنّ العالم يمرّ بتحولات كبيرة ستنعكس بشكل عميق وجوهري على المنطقة التي يشكّل العراق ركيزة أساسية فيها، وفي ظل التحوّل الجديد ستنتصر مجدداً رؤية الشيخ أكرم الكعبي ومن يشاطره هذه الرؤية وسيغرق الكثيرون في أوحال خياراتهم الخاطئة ورهاناتهم الفارغة.

من يجالس أصحاب القرار أو المطلعين على الطبخة الدولية ويذكر أسماء مثل الشيخ أكرم الكعبي يعرف تماماً حجم القلق الذي يشكله لهم من جهة وإعجابهم بشخصيته من جهة أخرى.

لقد استطاع هذا النموذج من القادة أن يشخّص الهدف ويحدد البوصلة، فحركة النجباء تكاد الوحيدة ربما التي أسست وجربت لواء خاصاً عسكرياً مهمته فلسطين، وافتتحت لها مكتباً إعلامياً باللغة العبرية لتخاطب الكيان الصهيوني بلغته، مما يعني أن دكتاتورية صدام حسين والاحتلال الأميركي والمجازر الإرهابية والأزمات السياسية والفساد المالي لم يمنع هذا القائد من الثبات والمحافظة على بوصلة فلسطين والقدس.

علينا أن نقرأ الأزمة الروسية مع الناتو بعمق ونراقب المتغيرات الدولية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، ونسأل : من انتصر في اليمن؟ ومن انتصر في سورية؟ ومن انتصر في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا؟ أين هي العقوبات الأميركية؟

أين الصين والهند وإيران؟ أين دول الخليج اليوم في علاقتها مع أمريكا؟

#مرايا_الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى