تقرير _لمى بدران
لا تنتظروا أبداً أن تفوز الأرجنتين ولا حتى فرنسا لا يهم بعد الآن …
فأغلب التوقعات من تقارير صادرة سابقاً كانت لصالح بقاء هذين المنتخبين للنهائي.
الأكثر أهمية في هذا المونديال هو ما لم يتم توقّعه، حيث كان حقّاً مونديال المفاجآت بجدارة ولو تطرّقنا إلى الصدمة الأكبر، حتماً سنقول جميعنا هو وصول المنتخب المغربي إلى نصف النهائي ليكون أوّل بلد عربي يصل منتخبه هذه المرحلة، والمشرّف في هذه المفاجأة هو مواقف صغيرة حصلت لكن كانت ذات تأثير كبير…
كأن يثير حارس مرمى المغرب بعد فوزهم غضب الصحفيين منه بسبب عدم ردّه على أحد منهم سوى باللغة العربية، رغم إتقانه ثلاث لغات (إنكليزية وفرنسية وإسبانية) قائلاً: ليس ذنبي أنكم لم تجلبوا مترجمين!
وأنا أقول أقل ما يمكن أن أتخيّله لحظة تفوّهه بهذا الكلام أن يتم حمله فوق رايات الأعلام العربية فخراً به وتكريمه “كأفضل لاعب عربي في هذا المونديال…”
ثم من جهة أخرى كان هناك شيء غير متوقع وهو الخروج المبكر للمنتخب الإسباني والألماني بهذه السرعة…. كما لا ننسى أنه من غير المتوقع أيضاً كمية الفرص الكبيرة التي أضاعها منتخب البرازيل حيث ضيّعَ ١٥ فرصة في هذا المونديال…
وأَنتَقل بعدها إلى الشيء الذي أصابنا جميعاً بذهول تامّ في بداية المونديال وهو فوز المنتخب السعودي على الأرجنتين و بصرف النظر عن انتشار شائعات وأقاويل عن بيع هذه المباراة، لكن كان هناك أداء لافت وتطور كبير من لاعبي المتتخب السعودي حينها…
أصل هنا للتعجب الأعظم وما سأقول عنه صدمة كهربائية على صدور “الاحتلال الإسرائيلي” وهو التضامن الشعبي الكبير من دول العالم أجمعين نحو قضية فلسطين المحتلّة
شعارات “الحرية لفلسطين_Free Palestine ” ملأت مدرّجات الملاعب في كل لعبة كانت تقام ، سواء وجد فيها منتخب عربي يلعب أو لا، لقد ظهرت شعبية كبيرة لهذه البلاد المنكوبة المحتلة والتي لم تظهر شعبيتها في مجالس الأمن الدولي و اللقاءات الدولية الدبلوماسية حول العالم بل على أرض ملاعب قطر
وما كان يعزز هذا التضامن ويزيده ثراءً هو امتناع الكثيرين عن التعامل أو الظهور مع أي “وسيلة إعلامية إسرائيلية” خلال المونديال ومنهم من وصل إلى مرحلة طردهم أيضاً…. نعم “إسرائيل” لم يكن مرحّباً بها مِن قِبل تلك الجماهير الغفيرة الحرّة
وفي ظل الأجواء التي كانت احتفالية بكل الأماكن اعتبر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو أن هذه النسخة هي أنجح نسخة من كأس العالم ونوّه إلى أن السعودية أعلى الدول وفوداً وأن هناك زيادة حصلت قدرها مليار دولار عن عوائد كأس العالم بروسيا
وهنا أكرر وأعيد “فلسطين ثم فلسطين ثم فلسطين” هي أمّ القضايا التي لم تفوز في المحافل الدولية السياسية ولم تأخذ حقّها ولم تُذكَر ويُنظر في أمرها إلا على البقعة القطرية وأثناء كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢ ياله من إنجاز وفوز مدهش لم يسبق له نظير
#مرايا _الدولية