دولي

فعل “السترات الصفراء” التفاصيل وردود الأفعال

مرايا الدوليّة|غنوة السمرة

تفجر تمرداً شعبياً في فرنسا منتصف شهر نوفمبر  2018 وانتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، احتجاجاً على رفع أسعار الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة، إذ أغلق المحتجون الطرقات في أنحاء مختلفة من البلاد وأعاقوا الدخول إلى مراكز تجارية ومصانع وبعض مستودعات الوقود.

في التفاصيل خرج آلاف الفرنسيين إلى الشوارع في إطار حركة شعبية تعرف بـ”السترات الصفراء”، احتجاجا على قرار الرئيس إيمانويل ماكرون، بفرض مزيد من الضرائب على الوقود، وسُميت الحركة الشعبية المناهضة لغلاء المعيشة في فرنسا بـ“السترات الصفراء” لأن المتظاهرين يرتدون سُترات صفراء عاكِسة للضوء.

حيث ارتدى المتظاهرون “السترات الصفراء” التي يفترض أن تتواجد لدى جميع السائقين في فرنسا، وذلك طبقا لـقانون فرنسي دخل حيز التنفيذ في 2008، يوصي جميع قائدي السيارات بحمل سترات تميزهم يرتدونها عند الخروج عن الطريق في حالات الطوارئ.

يذكر أن الشرطة الفرنسية استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد متظاهري “السترات الصفراء” بغرض تفريقهم بعد محاولتهم اختراق طوق الشرطة في جادة الشانزليزيه وسط العاصمة باريس للتوجه إلى قصر الرئاسة.

ونتج عن الاحتجاجات التي تستمر للأسبوع الثالث إصابة واعتقال  مئات المتظاهرين في اضطرابات هي الأسوأ في العاصمة منذ عام 1968، والجدير بالذكر أن مواطن فرنسى لقى مصرعه، قرب حاجز أقامته مجموعة من “السترات الصفراء” فى باريس، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء روسية.

حيث قالت الشرطة الفرنسية إنها ألقت القبض على أكثر من 412 شخص فيما أصيب 133 شخصا، علماً أن الشرطة أطلقت نحو عشرة آلاف قذيفة صوتية وغاز مسيل للدموع فضلا عن مدافع المياه على المحتجين لدى محاولة بسط السيطرة على الاحتجاجات.

تعليق الرئيس الفرنسي

من جانبه علق الرئيس الفرنسي،” إيمانويل ماكرون” إن الاحتجاجات التي تشهدها بلاده ضد السياسات الضريبية، والتي وصلت أشدها اليوم بالعاصمة باريس، ليست سلمية، مؤكدا أن المحتجين، الذين لامهم على القيام بأعمال تخريبية، لا يريدون الاستماع لأحد.

حيث قال ماكرون في مؤتمر بنهاية مشاركته بقمة مجموعة العشرين بالأرجنتين، “ما حدث اليوم في باريس لا صلة له بالمطالب المشروعة والسلمية”، مضيفا أن “الذين قاموا بالتخريب والتدمير وتدنيس قوس النصر لا يريدون الاستماع لأحد”.

وكان ماكرون قد قام فور عودته من قمة مجموعة العشرين في بيونس آيرس، بتفقد قوس النصر الذي تعرض لأعمال تخريب خلال المظاهرات.

توصيان حكوميةلمواجهة الاحتجاجات 

كما أمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الأحد 2/12/2018، رئيس وزرائه بإجراء محادثات مع زعماء سياسيين ومتظاهرين بهدف إيجاد سبيل لإنهاء الاحتجاجات التي عمت البلاد، وبعد اجتماعه مع عدد من الوزراء، قالت الرئاسة الفرنسية في بيان، إن ماكرون طلب من وزير الداخلية تهيئة قوات الأمن لمواجهة الاحتجاجات في المستقبل كما طلب من رئيس الوزراء إجراء محادثات مع زعماء الأحزاب السياسية وممثلين عن المحتجين.

من جانبها دعت زعيمة حزب “التجمع الوطني” الفرنسي المعارض، مارين لوبان، إلى حل الجمعية الوطنية وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة على خلفية موجة الاحتجاجات والاضطرابات التي تمر بها فرنسا.

وقالت لوبان، “في سلسلة تغريدات نشرتها على حسابها الرسمي في “تويتر” اليوم الأحد: “من الضروري تطبيق نظام الانتخابات البرلمانية القائمة على التمثيل النسبي، وحل الجمعية الوطنية لإجراء انتخابات برلمانية

رد فعل تركي

وصف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين 26 نوفمبر/تشرين الثاني، ما يحدث في العاصمة الفرنسية باريس، من تظاهرات وتعاملات الأمن معها بـ”الأعمال الإرهابية”.

وقال أردوغان في خطاب نقلته وكالة أنباء الأناضول التركية: “وسائل الإعلام الدولية لا تريد أن تلطخ سمعة فرنسا”، مضيفا: “لكن رغم ذلك العالم يتابع ما يجري في باريس.

وتابع: “وسائل الإعلام الدولية سلطت الأضواء على أحداث تقسيم في مايو/أيار 2013، في الوقت الذي تلتزم فيه الصمت حاليا، إزاء الأعمال الإرهابية التي تجري في باريس”

يذكر أن هذا الاضطراب يمثل التحدي الأصعب الذي يواجهه الرئيس الفرنسي منذ توليه سدة الحكم في البلاد، فيما تصاعد العنف والغضب العام من الإصلاحات الاقتصادية التي يقوم بها الرئيس الشاب البالغ من العمر 40 عاما، والجدير بالذكر أن احتجاجات ما يعرف باسم “السترات الصفر” التي بدأت في فرنسا وصلت إلى العاصمة البلجيكية بروكسل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى