
وفاء دريبي – مرايا الدولية
فوجِئ الإيرانيون في الداخل والخارج وشعوب العالم كافة، يوم أمس، بخبر استقالة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بعد أن أعلن عبر حسابه على إنستغرام خبر استقالته من منصبه بعد خدمة حوالي الخمس سنوات في الوزارة..
وقال ظريف في تغريدته على إنستغرام: “أعتذر لكم عن أي تقصير وقصور بدر مني خلال مدة خدمتي، وأشكر الشعب الإيراني والمسؤولين”..
وتابع ظريف: “بعد التهنئة بمناسبة الذكرى المباركة لمیلاد السیدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) ویوم الأم ویوم المرأة، أوجه جزیل شكري للشعب الإيراني الأبي والباسل والمسؤولین المحترمین لفضلهم خلال الأشهر الـ 67 الماضیة”..
وأضاف وزير الخارجية الإيرانية: “أعتذر من صمیم القلب لعجزي عن مواصلة الخدمة ولجمیع النقائص وكل أوجه القصور خلال فترة الخدمة، أتمنى لكم السعادة والشموخ.”..
وبعد هذا الخبر المفاجئ تناقلت وسائل الإعلام خبر الاستقالة بطريقتها لإثارة البلبلة بإطلاق الشائعات، وكان آخر تلك الشائعات بأن الرئيس روحاني قبل الاستقالة، لينفي بعدها مكتب الرئيس روحاني تلك الأخبار التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام عن موافقته على استقالة ظريف..
وحول سبب الاستقالة نقلت مصادر غير رسمية أن ذلك يعود إلى سوء تنظيم بروتوكولي في مكتب رئاسة الجمهورية..
وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أن الرئيس الإيراني حسن روحاني قال اليوم الثلاثاء، إن وزير الخارجية محمد جواد ظريف يقف في طليعة المعركة ضد الولايات المتحدة..
وبعد كل التصريحات العربية والدولية التي صدرت بعد خبر الاستقالة، يوم أمس، صرّح ظريف اليوم رداً على كل ما يقال حول استقالته وأيضاً على خبر إستقالة دبلوماسيين ومدراء وزارة الخارجية دعماً له لمواصلة مهامه في الوزارة.. وقال: “أتمنى أن تكون استقالتي تنبيهاً لعودة وزارة الخارجية إلى موقعها القانوني في العلاقات الخارجية”..
وأضاف: “إنّ تأكيدي لجميع إخوتي وأخواتي الأعزاء في وزارة الخارجية وممثلياتها هو أن يتابعوا مسؤولياتهم في الدفاع عن البلاد بقوة وصلابة وأن يجتنبوا بشدة مثل هذه الإجراءات”..
وتابع ظريف: “إنّ قيامي بالخدمة إلى جانبكم كان موضع اعتزاز وفخر لي، معرباً عن أمله بأن تكون هذه الاستقالة تنبيهاً لعودة وزارة الخارجية الى مكانتها القانونية في العلاقات الخارجية”، وختم كلمته بتوجيه شكره للجميع..
من هو “ظريف” ؟!
محمد جواد ظريف، يُعرف ب “صاحب الوجه المبتسم والوزير الأنيق” والملقب ب “الدبلوماسي المبتسم“، ولِد في السابع من يناير عام ،1960 في طهران، ووفقاً لمجلة ذا نيو ريببلك “ولِد ظريف في عائلة ثرية ومتدينة ومُحافظة سياسياً، لأب تاجر في طهران”، وتلقى تعليمه في المدرسة العلوية الخاصة في طهران.
في سن الـ17، غادر إيران متجهاً للولايات المتحدة؛ حيثُ التحق بمدرسة درو التحضيرية، وهي مدرسة تحضيرية ثانوية خاصة تقع في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا.
ثُم درس في جامعة ولاية سان فرانسيسكو، الذي حصل على درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية في عام 1981 وماجستير في نفس المجال في عام 1982..
وفي أعقاب ذلك، واصل ظريف دراسته في كلية الدراسات العليا للدراسات الدولية (تُسمى الآن كلية جوزيف كوربل للدراسات الدولية) في جامعة دنفر، والذي حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية الثانية في عام 1984، وأعقب ذلك حصوله على درجة الدكتوراه في القانون الدولي والسياسة في عام 1988..
وكان عنوان أطروحته: “الدفاع الذاتي في القانون الدولي والسياسة”..
تولّى ظريف منصب وزير الخارجية في أغسطس/آب عام 2013، بعد أن خدم في موقع المبعوث الإيراني في الأمم المتحدة للفترة بين 2002 و 2007، وشغل أيضاً منصب نائب وزير الخارجية للفترة بين ١٩٩٢ و ٢٠٠٢..
بالإضافة إلى ذلك، شَغِل جواد ظريف مناصب دولية ومحلية أخرى: مستشارًا وكبير مستشاري وزير الخارجية، ونائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية، وعضوًا بارزًا في مبادرة حوار الحضارات، ورئيس لجنة نزع السلاح التابعة للأمم المتحدة في نيو يورك، ومشاركًا بارزًا في الحوكمة العالمية، ونائبًا للشؤون الدولية في جامعة آزاد الإسلامية..