غنوة السمرة _مرايا الدولية
حوار خاص مع الإعلامي والمحلل السياسي محمد غروي
⏪أزمة الناقلات ستنتهي إذا ما أرادت الدول الكبرى النزول عن الشجرة
⏪البريطاني أشاع في الأوساط الإعلامية
أنه اقترح على إيران (تبادل الناقلات) لكن هذه الفكرة غير موجودة بالأصل
⏪احتجاز بريطانيا للناقلة الإيرانية خطأ استراتيجي وفعل مناف للقوانين الدولية
⏪الحشود العسكرية في مياه الخليج روتينية لا تهم إيران
⏪الأميركي يريد أن يُدول أمن الخليج لكن إيران و روسيا متفقين أن الإقليم ودول الخليج الأحق بحفظ أمن المنطقة
⏪وزير الخارجية البريطاني وقع في فخ بولتون لذلك سيُفضل الخروج بطريقة سلمية
⏪العقوبات على الوزير ظريف يغلق آخر باب للتفاوض الأميركي مع الإيرانيين
⏪الضربات الإسرائيلية لسوريا في الفترة الماضي جرت بعلم ومراقبة روسية
……………………..
كشف الإعلامي و المحلل السياسي الإيراني محمد غروي أن الضربات الإسرائيلية على سوريا في الآونة الأخيرة تمت بمراقبة وعلم روسيا في السياق ذاته أشار غروي في حوار خاص مع مجلة مرايا الدولية أن الطرف الروسي في سوريا لديه علاقات مع الإسرائيليين لذلك يمتلك قدرة أكبر على التأثير بالإسرائيلي و التعويل عليه
وفي حديثه عن أزمة الناقلات أكد أن احتجاز الناقلة الإيرانية خطأ استراتيجي وعمل بربري غير قانوني لعدة أسباب منها تواجدها في مياه دوليه متنازع عليها بين إسبانيا وبريطانيا .. بينما احتجاز إيران للناقلة البريطانية قانوني كونه جاء رد على الفعل البريطاني
كما فند غروي الإشاعات التي تقول أن بريطانيا لوحت لإيران بفكرة تبادل الناقلات أي الناقلة البريطانية مقابل الإيرانية.
أما العقوبات على الوزير ظريف أشار غروي أنها أغلقت آخر باب للتفاوض الأميركي الإيراني
إذا أردنا أن نبدأ من أبرز الأحداث نذهب لاحتجاز بريطانيا لناقلة النفط الإيرانية هل بُني على العقوبات الأوروبية على سوريا أم العقوبات الأميركية على إيران أي من المستهدف من هذا الإجراء؟
ولو اتجهت الناقلة إلى دولة أخرى غير سوريا هل كانت ستمر بسلام؟
ناقلة النفط إيران استأجرتها من روسيا كانت تمر من جبل طارق و تم احتجازها من قبل ٣٠ جندي من البحرية البريطانية جيء بهم إلى تلك المنطقة و هي ضمن المياه الدولية متنازع عليها بين إسبانيا وبريطانيا لذلك رأينا ردة الفعل السلبية الإسبانية تجاه الفعل البريطاني
أتصور أن البريطانيين و من خلفهم الأميركيين أرادوا توجيه ضربة سياسية لإيران من خلال احتجاز الناقلة بذربعة أنها تتوجه إلى سوريا لكن حتى لو أن الناقلة لم يكن مقصدها لسوريا كان هناك قرار بإلقاء القبض على العاملين فيها
احتجاز الناقلة خطأ استراتيجي و سياسي وعمل بربري غير قانوني.
?قانونياً هل يُعتبر احتجاز الناقلة إجراء قانوني؟
لهذا العمل بحد ذاته غير قانوني لأن السفينة كانت في المياه الدولية ثانياً العقوبات الموجودة سواء على النفط الإيراني أو الاقتصاد السوري هي عقوبات أميركية و من قام بالاحتجاز بريطانيا هذا يدل أن الأخيرة بشكل أو بآخر داخل هذه العقوبات
?من المنظور الإيراني هل روسيا وسيط سلام جديد… أقصد دعوات حوار سورية و ليبيا و إس 400 لتركيا والهند.. أو هذا شيء مرحلي و يمكن أن نرى روسيا تتبع النمط الأميركي؟
بالنسبةِ للدعوة الروسية أتصور أن الروس بجددون الدعوات السابقة التي لطالما نادت بها إيران دائماً
منها أن دول المنطقة ودول الإقليم هي التي يجب أن تحفظ أمن الخليج بمعنى أن الأَميركي يريد أن يُدول موضوع أمن الخليج لكن الإيراني و الروسي متفقين على أن هذا المضيق يجب أن يكون أمنه بالدرجة الأولى بيد إيران و بالدرجة الثانية تحالف إقليمي
أي أن الخلاف هل سيكون التحالف إقليمي أو تحالف دولي … إيران و روسيا يؤيدان فكرة التحالف الإقليمي لأن دول الإقليم و دول الخليج هم الأولى بحفظ أمن المنطقة وليس الأميركي.
?أعلنت الخارجية الأميركية أن الحزمة الثانية من العقوبات على روسيا سيدخل حيز التنفيذ ١٩ أغسطس
ما قراءتك لهذا القرار أسبابة و كيف ستكون ردة الفعل الروسية؟
فيما يخص العقوبات على روسيا الضغوط الأميركية الاستراتيجية الكبرى هي على روسيا
لأن أميركا تفترض أن روسيا هي عدوتها الأولى و الصين لذلك الحرب الكبرى الاقتصادية يبدو أنها تتوسع و يكبر مداها في الآونة الأخيرة خاصة مع روسيا و الصين و الأميركي ليس بيده إلا سلاح العقوبات و أتصور أنه كلما زاد هذا النوع من العقوبات يحصل تكاتف بين الدول “إيران و روسيا و الصين” لأنها تشترك بالعدو و الأداة والحرب و هذا ليس من مصلحة الإدارة الأميركية لأنه مضر على المدى الطويل.
?بخصوص أزمة الناقلات لندن ترفض فكرة التبادل التي لوحت به إيران والمتمثلة بالإفراج عم ناقلة النفط الإيرانية مقابل إفراج إيران عن الناقلة البريطانية ما مصلحة بريطانيا وراء هذا الرفض ؟
بخصوص أزمة الناقلات إيران لم تطرح أي فكرة و ما جرى تداوله في الإعلام بأن إيران طرحت فكرة التبادل غير صحيح و غير
عودة الأميركي للاتفاق النووي في غير هذين الحلين لا يمكن للإيراني أن يجلس على الطاولة مع الأميركيين و كل ما يقال عن كلام من هنا أو هناك هو غير صحيح وغير وارد و الإيراني منذ خروج الأميركي الاتفاق النووي قال يجب أن يعود الأميركي إلى الاتفاق أن يرفع العقوبات الظالمة و غير القانونية عن إيران في غير ذلك لا حوار ولا هم يحزنون.
?ما قراءتك للعدوان الإسرائيلي المستمر على سوريا وهل سيبقى بلا رد؟
الإسرائيلي يسير على حافة الهاوية باستهدافه المتكرر للأراضي السورية لكن لن تبق الحكومة السورية على موقفها الحالي بتلقي الضربات من هنا و هناك
المرحلة جداً حساسة الآلية الدفاعية لسوريا ومحور المقاومة في المرحلة القادمة لاشك أنها ستتغير
الإسرائيلي سيكون مغلول الأيدي في المرحلة القادمة
وعلى الأطراف الروسية أن تتعاون مع محور المقاومة في هذا الإطار
لأن الطرف الروسي في سوريا له علاقات مع الإسرائيليين لذلك يمكن أن يؤثر عليهم أكثر والتعويل عليهم
ولابد من الإشارة أن ضربات إسرائيل في الفترة السابقة جرت بعلم و مراقبة روسية للأسف الشديد لكن نتوقع ونتمنى من الروسي مزيداً من التعاون لتحل هذه الأزمة في القريب العاجل.
سوي لأن فكرة التبادل أصلاً غير موجودة لأن طريقة احتجاز الناقلتين تم بفارق كبير بالطريقة بين الدولتين البريطاني احتجز الناقلة على غير وجه حق أي أن ما فعله عملية قرصنة غير قانونية والبريطاني يعرف نفسه أن ما فعله بضغوط أميركية ” وزير الخارجية الأميركي جون بولتون تحديداً” وفيما بعد هو عرف أن هذا خطأ استراتيجي
لكن ما فعله الإيراني كان قانونياً وكما قال وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف “هكذا أخطاء بريطانية حصلت فيما سبق وإيران كانت تغض الطرف عنها لكن اليوم هناك مرحلة جديدة ومرحلة غض الطرف عن الأعمال غير القانونية سواء البريطانية أو غيرها انتهت والإيراني بدء مرحلة جديدة في الخليج الفارسي ”
لذلك فكرة التبادل فكرة خاطئة والبريطاني خلق الفكرة في الأوساط الإعلامية لكي يقال أن إيران احتجزت الناقلة مقابل احتجاز بريطانيا للناقلة لكن الموضوع مختلف تماماً وحتى إن تم الإفراج عن الناقلة الإيرانية أتصور أن هناك عدة أمور يجب أن نحصل لكي تُفرج إيران عن الناقلة البريطانية مثل دفع تعويضات إلى إيران و إلخ…
وبالتالي المحكمة في إيران يجب أن تُصدر عفواً لكي تطلق إيران الباخرة
أما مصلحة بريطانيا من الرفض
الرفض جاء من إيران ليس بريطانيا والبريطاني يعرف أنه أخطأ في هذا الإطار و ليس من مصلحته.
?شهدنا في الآونة الأخيرة انقسامات في الداخل البريطاني بشأن إيران تصريحات (زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربينوقع) هل هذا يلوح بالتهدئة؟
أم أن تلويح بريطانيا بتفعيل العقوبات (الملغية بموجب الاتفاق النووي) ضد إيران تلوح بالتوتر؟
نعم هناك انقسام شديد فيما بين البريطانيين أنفسهم وخاصه رئيس الوزراء الجديد على الرغم من تطرفه
كشاكلة ترامب لكن أتصور أنه سيحل أزمة الناقلات مع الإيرانيين و هو يدرك دخوله في فخ بولتون الأميركي لذلك سيفضل الخروج من الأزمة بطرق سلمية
تلويح بريطانيا بتفعيل العقوبات أساساً العقوبات موجودة و الأميركي و البريطاني يبدو أنهم متفقين على موضوع العقوبات على إيران لكن هذه كلها لن يجدي نفعاً مع الإيرانيين خاصة وأن الترويكا الأوروبية غير موافقة على هذا النوع من التصرفات مع إيران خاصة الاتفاق النووي.
?بخصوص مضيق هرمز ماذا وراء الحشود العسكرية في مياه الخليج … ما الهدف منه .. ؟
وهل إيران بالفعل تهدد الملاحة البحرية ؟
وإلى ماذا ستنتهي أزمة الناقلات ؟
بالنسبة للحشود العسكرية هي لا تهم بالنسبة للإيرانيين هي حشود روتينية تأتي وتذهب و الإيراني يعرف كل شاردة و واردة تدخل لمنطقة الخليج الفارسي والهدف منها كان سابقاً حفظ أمن الدول الخليجية لكن اليوم نرى أن الأميركي والبريطاني يجب عليهم أن بحفظوا أمنهم بالدرجة الأولى والأولويات بالنسبة لهم هي أمنهم الشخصي و من ثم أمن دول الخليج
لذلك لاحظنا التغيرات في سياسة الخليج هم ذهبوا إلى إيران لأنهم عرفوا و لمسوا بأن الأميركان غير موجودين بهذه المنطقة لأمن الخليج إنما لأمنهم الشخصي لذلك لمسنا التحولات الإماراتية و سنشهد
تحولاً سعودياً في الفترة القليلة القادمة.
إيران منذ آلاف السنين تحفظ أمن الخليج الفارسي و الملاحة البحرية فيه و هي ماضية في هذا الإطار لم تكن إيران يوماً تهدد أمن الملاحة البحرية في هذه المنطقة و ستظل حافظة لأن أمن الخليج من أمن إيران ولن تقبل إيران بزعزعته
و أزمة الناقلات ستنتهي إذا ما أرادت الدول الكبرى النزول عن الشجرة لأن هذه الأزمة ستفتح آفاقاً و آفاق وربما تتدحرج إلى حرب لا يدرك مستواها أحد.
?ما رأيك بالحظر الأميركي على وزير الخارجية الإيراني؟ و كيف ستتعامل إيران معه؟
بالنسبة للحظر الأميركي على وزير الخارجية الإيرانية هو سلاح غير فعال و لاحظنا التضامن الإيراني بكافة أطيافه مع الوزير ظريف و هذا يعد فشلاً ذريعاً في السياسة الأميركية أي أن الإدارة الأمريكية لم تستطع أن تسمع الناطق باسم الخارجية الإيرانية الذي بات معروفاً لدى العالم كله لأنه محق و عقلاني و منطقي وكلامه في الصميم لذلك أتصور أن الإدارة الأميركية خافت هذه العقلانية و الحنكة السياسية و ذهبت من خطأ إلى خطأ أكبر
٨و هذا دليل جديد أن الإدارة الأميركي غير صادقة بأنها تريد الحوار مع الإيرانيين لأن آخر بارقة أمل بالنسبة لأميركا الوزير ظريف الذي تحاور الأميركي معه لمدة ١٢ سنة ساعات و ساعات لذلك اليوم بفرض الأميركي عقوبات على الوزير ظريف يغلق آخر باب للتفاوض مع الإيرانيين وهذا يدلل على ما يقوله الإيراني دائماً (الأميركي لا يريد الحوار إنما يريد الإذلال للشعب الإيراني)
وهذه العقوبات نتجت عن دعوة البيت الأبيض للوزير ظريف لزيارتها و عند رفضه لعبت أميركا ورقتها الوحيدة و الخاسرة وفرضت العقوبات عليه
?بعد التصريحات والأحداث الأخيرة هل ترى أن إيران ستقبل التفاوض مع واشنطن؟
أتصور أن باب التفاوض مع أميركا لن يُفتح في القريب العاجل وسبيل التفاوض مع الإيراني تنحصر في مجالين فقط الأول رفع العقوبات الكاملة عن إيران و الثاني
#مرايا_الدولية