
غفران المقداد .. #مرايا_الدولية
تتذبذب الانتخابات الإيرانية المقررة في 18 يونيو (حزيران) بين الواقع الاقتصادي والمعيشي من جانب، و بين التفاوض وإنهاء العقوبات الاقتصادية الأميركية، وإعادة الحياة والدماء إلى شرايين الاتفاق النووي من جانب آخر .
انتخابات الرئاسة الإيرانية لعام 2021..
هي الانتخابات الرئاسية الإيرانية الثالثة عشرة منذ قيام نظام الجمهورية الإسلامية تحت قيادة ولاية الفقيه، حيث حدّد مجلس صيانة الدستور الإيراني تاريخ 18 يونيو 2021
ستُجرى هذه الانتخابات لانتخاب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خلفاً للرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني، الذي ينص الدستور الإيراني على عدم أهليتهِ للترشح لإعادة انتخابه للمرة الثالثة، لأنه سينهي عند إجراء هذه الانتخابات فترتين رئاسيتين قضاهما في المنصب مدة كل منهما أربع سنوات.
فُتِح باب الترشّح في بداية شهر ابريل 2021، وسيُعلن عن القائمة النهائية للمرشحين أوائل يونيو قبل إجراء الانتخابات بنحو أسبوعين.
في مثل هذا الموعد كل أربعة أعوام يجري الحديث التحليلي في مجتمع خبراء الشؤون الإيرانية حول أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية هذه المرة تمثل نقطة تحول مغايرة، وتنطوي تداعيات نتائجها على أهمية خاصة، إذ دأبت الأوضاع في إيران على إجلاس المراقبين لتطورات مشهدها على أطراف مقاعدهم لانتظار معرفة من يكون الرئيس؛ بالرغم من معرفة كل الخبراء؛ وغير الخبراء .
مع ذلك تكتسب الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقرر أن تجري يوم الجمعة 18 يونيو 2021 أهمية حقيقية في كل الأوساط التحليلية الداخلية والخارجية، خاصة أن تلك الانتخابات هي التي قد تحدد اسم الرئيس الذي ستعيد إدارته التفاوض أو التفاهم مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد أربع سنوات من الصدام الأمريكي ـ الإيراني على عهد الرئيس دونالد ترامب (2017 ـ 2021)، كما أنه جرى الحديث على نحو متواتر حول أنها قد تشهد أول رئيس عسكري في تاريخ البلاد منذ نجاح الثورة عام 1979.
أعلنت العديد من الشخصيات الهامة على الساحة الإيرانية عزمها للترشح، فيما يتم التداول بأسماء آخرين لم يٌظهروا حتى الساعة رغبتهم الواضحة بالترشح، وأبرزهم:
تيار المحافظين (الأصوليين)
– سعيد محمد: مواليد 1969، حائز على شهادة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية، عمِل طيّاراً في القيادة الجوية ليستلم بعدها مسؤولية منصب قائد مقر “خاتم الأنبياء” للحرس الثوري عام 2018، تقدّم باستقالته في اذار 2021 ليترشح للانتخابات الرئاسية.
عُرف بدوره في الإعمار والبناء، وساهم في الإلتفاف على العقوبات الأميركية.
حسين دهقان: مواليد 1957، حائز على دكتوراه في الإدارة العامة، شغل منصب وزير الدفاع الإيراني عام 2013 وهو المستشار العسكري لقائد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي.
وصرّح دهقان بحديث اعلامي عن نيته خوض المنافسة الرئاسية قائلاً: “سأقوم بتنفيذ مسار النمو والتنمية بأقل تكلفة، أسعى إلى إيجاد جو من التفاهم والإجماع، والتفاهم الوطني وأجواء للحوار مع العالم من منطلق القوة والعزة”.
السيد إبراهيم رئيسي: مواليد 1960، شغل منصب رئيس السلطة القضائية الإيرانية عام 2019، لديه قاعدة جماهيرية واسعة ومقبولية في الأوساط الأصولية وبين صفوف الحرس الثوري، صرّح مراراً بأنه يمتلك رؤية وبرنامجاً خَمسياً لمكافحة الفساد.
تجدر الإشارة أنه كان قد ترشّح في الدورة الرئاسية الماضية وحاز على 16 مليون صوت تقريباً.
محمد باقر قاليباف: مواليد 1961، حائز على شهادة الدكتوراه في الجغرافيا السياسية، كان قائداً للقوات الجوية لحرس الثورة عام 1996، شغل منصب رئيس بلدية طهران سابقًا وانتُخب بعدها رئيساً لمجلس الشورى العام الماضي. خاض المنافسة الرئاسية عدة مرات ونال عام 2013 حوالي 6 مليون صوت.
سعيد جليلي: مواليد 1965. أحد أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام، وهو الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي في عهد الرئيس نجاد، وكان كبير المفاوضين النوويين حتى عام 2013، خاض المنافسة الرئاسية في العالم نفسه إلا أنه خسر.
علي لاريجاني: مواليد 1958، حائز على درجتي الماجستير والدكتوراه في الفلسفة الغربية، شغل منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، واستقال عام 2007، وعضو بمجمع تشخيص مصلحة النظام، فيما كان رئيساً لمجلس الشورى (البرلمان) لمدة 12 عاماً، ولا يُعتبر لاريجاني من المحافظين الأصوليين بل هو شخصية وسطية معتدلة.
محمود أحمدي نجاد: مواليد 1956، حائز على الماجستير في العلوم التطبيقية وهو أستاذ جامعي ومهندس. شغل منصب رئيس الجمهورية الإيرانية عام 2005 ثم أُعيد انتخابه لولاية ثانية عام 2009.
علي مطهري: مواليد 1957. شغل منصب نائب رئيس البرلمان الإيراني، وفي كلمة انتخابية له قال: “بإمكاننا أن نتمتع بلوبي قوي داخل الكونغرس الأمريكي لو أصبحت علاقاتنا اعتيادية”. مضيفاً: ” الأصل عند البعض في الداخل هو الوقوف بوجه أمريكا حتى تدميرها… نحن ارتكبنا الكثير من الأخطاء في العلاقة مع واشنطن.. لو أصبحت رئيسا للجمهورية سأحسن العلاقات مع أمريكا”.
تيار الإصلاحيين:
– إسحاق جهانغيري: مواليد 1957، كان يشغل منصب وزير الصناعة، والنائب الأول لرئيس الجمهورية حسن روحاني.
– محمد جواد ظريف: مواليد 1960، حاز على ماجستير في العلاقات الدولية ودكتوراه في القانون الدولي والسياسة عام 1988.
شغل مناصب محلية ودولية عدة منها كبير مستشاري وزير الخارجية. عام 2015 اختاره الرئيس روحاني وزيراً للخارجية الإيرانية، برز اسمه كمفاوض متميز خلال المفاوضات التي انتهت بتوقيع الاتفاق النووي بين إيران ودول 5+1 بعد مفاوضات معقّدة دامت سنوات.
صرّح سابقاً بعدم نيته الدخول إلى السباق الرئاسي إلا أن التيار الإصلاحي يدعم ترشيحه، حيث انه يتمتع بشعبية لافتة.
وقال محسن رفسنجاني، نجل الرئيس الإيراني الأسبق الشيخ هاشمي رفسنجاني، وهو من حزب “كوادر البناء” الإصلاحي، إن الإصلاحيين «لم يتفقوا بعد على اسم المرشح» للانتخابات الرئاسية، ونفى أن يكون لديه أي نوايا لترشحه في الانتخابات الرئاسية.
وقال جواد لاريجاني، الأمين العام السابق للجنة حقوق الإنسان التابعة للقضاء في إيران، إن “المثلث الرئيسي للمنافسة الانتخابية على الرئاسة سيكون بين لاريجاني، ورئيسي، قاليباف”.
ودعا السيد علي الخامنئي الإيرانيين الى المشاركة الواسعة في هذه الانتخابات، وقال إنّ: “الانتخابات في إيران فرصة كبيرة يجب أن لا نضيّعها لأنها تهيئ لتقدم البلاد وتمنع أطماع الأعداء”
مؤكداً: ” أنّ المشاركة الواسعة في الانتخابات تضمن مستقبل إيران من خلال اختيار الشخصية الأصلح، كما أن المشاركة الواسعة ستبعث على قوة البلاد واستقرارها”.
على المرشح أن ينال غالبية الأصوات، وإن تعذّر حصول أي من المرشحين على 50+1 من إجمالي عدد المشاركين، تجري انتخابات بدورتها الثانية للمرشحين الذين نالوا أعلى نسبة من الأصوات في الدورة الأولى في أول يوم جمعة يلي إعلان النتائج.
وقد أُجريت الانتخابات الرئاسية الإيرانية للمرة الأولى عام 1980 بعد عام واحد من انتصار الثورة الإسلامية.