العراقايراندولي

العلاقات السعودية الإيرانية.. إعادة ترتيب الأوراق .. وتوقعات مفتوحة

بن سلمان: نريد إيران دولة مزدهرة .. زادة: نُرحب بتغيير نبرة المملكة

#غنوة_السمرة|#مرايا_الدولية

لفتت التصريحات الأخيرة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان الأنظار مجدداً إلى هز جدار العلاقات الإيرانية السعودية بعد قطيعة دامت قرابة أربع سنوات.

“إيران دولة جارة، و نطمح في أن تكون لدينا علاقات مميزة معها.. نريد إيران دولة مزدهرة”
ليرد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده: “إيران ترحب بتغيير نبرة المملكة”

اعتبر البعض أن تلك التصريحات دليل يؤكد ما نقلته صحيفة الفاينانشال تايمز قبل أيام عندما ذكرت أن “مسؤولين سعوديين وإيرانيين كبار أجروا محادثات مباشرة في محاولة لإصلاح العلاقات”، وأن الجولة الأولى من المحادثات جرت في بغداد يوم التاسع من أبريل/نيسان”
أي أن الدبلوماسية العراقية نجحت بدعوة البلدين إلى طاولة مستديرة بعيداً عن الأضواء ومن هنا برزت التساؤلات حول المرحلة الجديدة للعلاقة بين الغريمين الإقليمين.

بجردة حسابات بسيطة لتاريخ هذه العلاقات نلحظ كمية التوترات التي مُني بها منذ نجاح ثورة القائد الخميني عام ١٩٧٩

انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية

و التي تصدرت الواجهة من جديد مع مطلع عام ٢٠١٦ عند اقتحام متظاهرون إيرانيون للقنصلية السعودية في مدينة مشهد كرد فعل طبيعي على تنفيذ السعودية لحكم الإعدام بحق 47 شخصاً من ضمنهم رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر بالإضافة إلى حادثة تدافع الحجاج في مكة المكرمة التي خلفت عدد كبير من الضحايا معظمهم يحملون الجنسية الإيرانية.

وفي تلخيص لأبرز إرهاصات هذه العلاقة نذكر اندلاع الحرب الإيرانية العراقية عام ١٩٨٠ _أطول حرب في القرن العشرين_ التي شاركت فيها السعودية بتمويل المجهود الحربي العراقي بشكل علني ضد إيران مما أدى لقطيعة بين البلدين استمر إلى 1991 وقد شابها هدوء عقب غزو العراق للكويت في 2 أغسطس/آب 1990

حمل عام ١٩٩٧ تحسن العلاقات الإيرانية الخليجية بشكل عام إثر فوز محمد خاتمي برئاسة البلاد، وهو صاحب سياسة “نزع التوترات”.
عاد التوتر من جديد عند اندلاع مظاهرات في البحرين عام ٢٠١١ أدخلت بحجتها السعودية قوة عسكرية أنشأتها دول مجلس التعاون الخليجي كحصان طروادة تحت مسمى “قوات درع الجزيرة” بذريعة للدفاع عن أمنها إلى المنامة ما وصفته إيران بالتورط في شؤون البحرين.


في العام نفسه اندلعت الحرب في سورية والتي شاركت السعودية فيها بتمويل الجماعات الإرهابية ضد الدولة السورية أيضاً بذريعة الدفاع عن المدنيين هو ما عارضته الجمهورية الإسلامية الإيرانية.


وفي عام 2014 اتهامات خليجية بالجملة لإيران بتوفير دعم شامل للحوثيين وفي عام 2015 وبعد نجاح مفاوضات النووي مع دول 5+1 في يوليو/تموز تغيرت لغة الخطاب بين البلدين إلى الأفضل، وفي نفس العام بدء عشر دول بقيادة المملكة العربية السعودية بحربها على اليمن والذي تسببت بمجازر لا تعد.

ليتصدر عام ٢٠١٦ مشهد الفصل حيث قطعت العلاقات الثنائية على خلفية إعدام السعودية ل ٤٧ شخصية من بينهم رجل الدين نمر النمر واحتجاجات إيرانية طالت القنصلية السعودية والتي وصفها  مستشار رئيس البرلمان للشؤون الدولية السابق، حسين أمير عبد اللهيان _حوار له مع صحيفة شرق الإيرانية_ “إن اقتحام السفارة السعودية بمشهد حدث بسبب الأحداث التي سبقته، في رأيي أن ما حدث كان يمكن توقعه بشكل ما، لكن لم أكن أتوقع أن يحدث بمثل هذا الحجم”.

القنصلية السعودية في مدينة مشهد

وأضاف عبد اللهيان الذي شغل سابقا منصب نائب وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية، أن هناك أحداث تتعلق بمواضيع حساسة تخص العلاقات السعودية الإيرانية رفعت من الحساسية عند الشعب الإيراني، مثل ما حدث لضحايا الحج في منا في موسم حج 2015، وإعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر.

بعدها بعام واحد وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف يقول إن إيران والسعودية يجب أن تعملا معاد للمساعدة على إنهاء الصراعات في سورية واليمن بعد نجاحهما في التعاون بشأن لبنان العام الماضي.
أما الشأن اليمني جعل التوتر سيد الموقف حيث قال القائد الإيراني علي خامنئي ينتقد السعودية، ويقول إنها لن تنتصر في اليمن حتى إذا واصلت سياستها الحالية في هذا البلد لعشر سنوات أو عشرين سنة أخرى.

وفي العام نفسه اتهم الحرس الثوري الإيراني السعودية بالمسؤولية عن هجومين استهدفا البرلمان وضريح الإمام الخميني في طهران، راح ضحيته بحسب إدارة الطوارئ الإيرانية 12 شخصا وأصيب 39 آخرون وتوعد بالانتقام من منفذي وداعمي الهجومين، هو ما نفته السعودية.

١٣ يونيو/حزيران/٢٠١٧: وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يتهم السعودية بدعم المجموعات الإرهابية التي تعمل في الحدود الشرقية لبلاده ببلوشستان، ويؤكد أن طهران لديها معلومات استخباراتية تدل على أن الرياض ضالعة في الهجوم الذي استهدف الأسبوع الماضي البرلمان الإيراني وضريح الخميني.
العام ذاته كشف فيه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن السعودية وافقت على استضافة هيئة قنصلية مؤقتة لخدمة الحجاج الإيرانيين.
وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول وافقت الحكومة السويسرية على اتفاق بين السعودية وإيران يقضي بأن تمثل السفارة السويسرية في الرياض المصالح الإيرانية في السعودية وأن تتكفل السفارة السويسرية في طهران برعاية المصالح السعودية في إيران.

في السياق آخر البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة بعثت رسالة إلى مجلس الأمن الدولي حول ما تصفه بالاستفزازات السعودية، وذلك في إطار الرد الإيراني على اتهامات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لطهران بتزويد الحوثيين بالصواريخ.

كل ما سبق هو فقط مرور سريع على أبرز مراحل العلاقة الإيرانية السعودية بما شابها من حذر و ترقُب وهدوء وتوتر.
اليوم وبعد المصالحة الخليجية والتصريحات السعودية حول إيران والتي وصفت بالدافئة هل نحن على موعد مع موسم مصالحات بين هذين البلدين؟

يجيب الإعلامي و المحلل السياسي الإيراني محمد غروي على هذا السؤال لمرايا الدولية:

النقطة الجوهرية في المصالحة السعودية الإيرانية هي هذا الموضوع الحساس جداً هي أن الإيراني يطلب ايقاف الحرب على اليمن من ثم الحوار و الجلوس على الطاولة مع الإيراني

أما السعودي يريد الجلوس على الطاولة دون ايقاف الحرب على اليمن هذه النقطة  العالقة لذلك إذا ما بادر السعودي بوقف الحرب والحصار على اليمن و عودة الأمور إلى سابق عهدها بطبيعة الحال ستعود العلاقات مع إيران لكن بتقديري من المستحيل أن موسم مصالحات إيرانية سعودية في ظل الحرب الدائرة على اليمن  بكل أشكالها الإعلامية والاقتصادية وما الى هنالك سيكون الطريق مفتوحاً للعلاقات مع إيران وإلا فلا.

وعن صحة ما تتناقله صحيفة الفاينانشال تايمز حول محادثات مباشرة بين الطرفين في محاولة لإصلاح العلاقات أجاب غروي الموضوع صحيح لكن الجانب الإيراني لم ينف ولم يؤكد.

#مرايا_الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى