
أحيت حركة أمل – إقليم بيروت
ذكرى السادس من شباط 1984، باحتفال جماهيري حاشد أقيم في قاعة الأمل -ثانوية الشهيد حسن قصير بحضور رئيس الهيئة التنفيذية الحاج مصطفى فوعاني ،
رئيس المكتب السياسي الحاج جميل حايك ، مسؤول الشؤون البلدية والإختيارية المركزي الحاج بسام طليس ، مسؤول التنظيمي المركزي الحاج يوسف جابر ، مسؤول الخدمات المركزي الحاج مفيد الخليل ، مسؤول التنظيمي لإقليم بيروت الحاج محمد عباني وأعضاء من إقليم بيروت. كما حضر النواب : محمد خواجة ، غازي زعيتر ، أشرف بيضون ووفود من الحزب التقدمي الإشتراكي ، الحزب القومي ، حزب الإتحاد ، جمعية المشاريع الخيرية وفعاليات بلدية واختيارية و اجتماعية ودينية وامنية.

بعد النشيد الوطني ونشيد حركة أمل ، كلمة حركة امل القاها رئيس الهيئة التنفيذية الحاج مصطفى فوعاني جاء فيها :
وفي عين المنية جفن مطمئن، وصمت يتكلم دمًا، بعشق التراب…من الجنوب إلى البقاع إلى الضاحية الى كل لبنان عاشقون كالروح والشهادة والشهادة والروح.
ومن جفن لبنان: حيث قرانا تحضر عشقًا لتزف الشهداء إلى الوطن حيث الصدق والعزم واليقين فيحضرون عشقَ أمل وميثاقَ مقاومةٍ باب أمل المفتوح تحريرًا وانتصارً وما بدلنا. وما وهنَّا وإنّا حُماةُ أرضٍ وعرضٍ وكرامة.
أضاف الفوعاني :بدايًة نتوقف بإجلالٍ واكبار أمام المشاهد البطولية التي مثلت إحتضانًا جماهيريًا في قرى المواجهة الأمامية، إلى أعراسِ الشهادة تختصر كل المشاهد وصرخات صدحت في وجه العدو الاسرائيلي: “لبيك يا جنوب لبيك يا لبنان”، تعبّرُ عن مستوى الالتزام والوعي لخيار المقاومة الذي أرساه إمام الوطن والمقاومة القائد السيد موسى الصدر، والتمسك به بإعتباره ضمانة حماية الجنوب ومنعة لبنان… وهذا ما يؤكده دائمًا وأبدًا حامل الأمانة دولة الأخ الرئيس نبيه بري.
وأكد الفوعاني أن السادس من شباط ثالثُ خبر في مبتدأ مقاومتنا، بعد عين البنيّة ومواجهات خلدة…السادس من شباط، يمنع كل أشكال التقسيم، ويؤسس لوطن مقاوم يُدخل لبنانَ عصرَ العزة والكرامة. ويسقط اتفاق الذل والخنوع في ١٧ آيار.
السادس من شباط ينتمي الوطن إلى شهداء رفعوا قاماتهم تحريرًا وانتصارًا
ولمن قَصُرَت بهم الذّاكرة، أو صدِئَت أحلامهم، أوتخشّبت نواياهم، لولا السادس من شباط لكانت اللغة الأولى في لبنان عبريةً، ولكنّا – اليومَ- وطنَ الذين لا وطن لهم والسادس من شباط، صانت وطنا، أذلّت تطبيعا، عمَقّـت مقاومةً وصنعت تحريرًا..بوركت سواعدُ ارتفعت بالوطن قاماتٍ شامخةً، بوركت أجيال واكبت، بورك حبرٌ يؤرخ، وصورة ترسم معالم شباط رسالةً لكل الأحرار..السادس من شباط يفتح باب الوطن على انتصار وتحرير وعزة وكرامة والسادس من شباط يعود الوطن الى رسالة وحدةٍ وطنية ودحرٍ للشر المطلق واسقاطٍ للتطبيع…
ولفت الفوعاني ان “الحديث عن السادس من شباط من العام 1984، هو استرجاع لمرحلة دقيقة وحساسة من تاريخ لبنان الحديث، كانت بداية انهيار الحلم الصهيوني وإخراج لبنان من دائرة العصر الإسرائيلي، والدخول من الباب الواسع إلى العصر العربي المقاوم، وهو اليوم الذي أطلق فيه مجاهدو حركة أمل ومعهم كل شرفاء الوطن، رصاصة المقاومة على اتفاقية السابع عشر من أيار، اتفاقية الذل والعار، وسقطت تحت اقدام المجاهدين “انتصرنا خيارًا مقاومًا تجلت بشائره وطلائعه على ساحة لبنان وإذا بالشهداء تترى وما بدلوا وما هنوا. ومواكبهم استمرت دفاعًا عن لبنان كل لبنان.
وتابع الفوعاني:آلينا في حركة أمل على أنفسنا، منذ اليوم الأول، أن نواجه المشروع الصهيوني، فلولا السادس من شباط، ما كان للمقاومة أن تنتصر، وما كان للبنان أن يكون موحدا، وما كان هناك مؤسسات أو جيش نعتز به اليوم”.ومن رحاب ذكرى السادس من شباط المجيدة، وذكرى الخامس من شباط التي تعمدت بالدم، يوم استشهد فتى عامل الشهيد الرمز حسن قصير، نطل على الوقائع السياسية ودقة المرحلة، التي يمر بها لبنان والمنطقة، على وقع صورة المشهد السياسي والعسكري، الذي عصف من فلسطين إلى لبنان، إلى تهديدات ليس آخرها ما يعرف بمهزلة القرن، فكيف يقر لمغتصب أرضًا هي ملك الأحرار في فلسطين، يفتش عن حلول لها بتضييع حقوق شعب، طالما وقف الامام القائد السيد موسى الصدر والرئيس نبيه بري وميثاقنا الحركي، ليرتقي بقضيته إلى قدس أقداسنا، وتصبح مبدأ الحركة وعقلها وقلبها”.
بإكبار وإجلال نتوقف امام عظمة وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة الحرب الاسرائيلي من أن تنال من عزيمته وقدرته على هزيمة العدو في الميدان، على الرغم من الخسائر التي تنتج عن الاستهداف المباشر للمدنيين العزل. فالعدو نجح في المجازر وأخفقَ في تحقيق كل أهدافه المعلنة منها وغير المعلنة.
ونشدد على حماية هذه التضحيات من خلال دعم الموقف الموحد لقوى المقاومة الفلسطينية في الاصرار على مطالبهم المشروعة ولا بديل عن قيام الدولة وعاصمتها القدس الشريف.
وتابع :”إن الشعب الفلسطيني كما لبنان معرضون لمؤامرة كبيرة وهناك مشروع كبير في فلسطين يقوم على إيجاد نكبة فلسطينية جديدة وإنهاء القضية الفلسطينية، يريدون لهم الرضوخ للعدو الاسرائيلي، نحن امام مرحلة حقيقية لتصفية القضية بشكل كامل، والذي حصل أن الرهان على شعار أن الكبار يموتون والصغار ينسون لم يكتب له النجاح فالقضية الفلسطينية تم إحياؤها من جديد وهي حاضرة بكل مقوماتها في كل الكرة الأرضية بالرغم من كل الإجرام الذي يحصل، والمسألة بحاجة الى مزيد من الصبر، “نقول أن اسرائيل لا يمكن ان تصل الى نهاية مرجوة لها إذا كان هناك مقاومة، و نحن نراهن بشكل أساسي على المقاومة وندين السكوت العالمي المريب”.
نتوجه بتحية إجلال واكبار للشعب الفلسطيني عقب البدء بتنفيذ وقف اطلاق النار في غزة.
ونقدر عالياً تضحيات المقاومين ودماء الشهداء، وصمود المدنيين في الملحمة التي اثبتت عجز آلة النار الصهيونية وداعميها على فرض وقائع سياسية، وكرّست حق الشعب الفلسطيني المشروع في النضال من أجل حقوقه في إسترداد ارضه وقيام دولته.
وترى حركة أمل أن تعزيز الوضع في اللحظة التاريخية هذه يتطلب وحدة الموقف الوطني وسد الثغرات في عناوين الاجتماع السياسي الفلسطيني لما فيه خدمة القضية والهدف والانسان، وان هذا الصمود الإسطوري يؤكد فشل الهمجية الصهيونية وإنكسارها..ان اهم نتائج هذه الحرب التي جرت وقائعها على ارض غزة هو إعادة فلسطين إلى كونها القضية المركزية، وإستحالة القفز فوق الحق التاريخي للشعب الفلسطيني الذي لن يسقط بالتقادم.
وإعتبر الفوعاني:”إن بطولات المقاومة في الجنوب وصمود اللبنانيين تستدعي المزيد من الاهتمام بالمواطنين الذين يتعرضون للإعتداءات اليومية التي يرمي العدو من خلالها إلى افراغ المنطقة الحدودية من ساكنيها وتفجير منازلها، مما يستدعي تحمل الحكومة واجهزتها مسؤولياتها الوطنية
“نحن في لبنان نقول أننا قدمنا الكثير، فيما هناك من يعمل على توهين عمل المقاومة ويتحدث عنها باستخفاف، نقول لمن يدّعي السيادة أينكم من اعتداء اسرائيل على أرض لبنان ومجازره التي فاقت الوصف ومن القرى المهجرة بفعل الإعتداءات الإسرائيلية وأين أنتم من دموع الأمهات؟ نقول لكم أن هذا البلد لا يمكن أن يحمى إلا بوحدة وطنية وعيش مشترك ونتطلع الى غدٍ واعد.
“نحن مع إنقاذ هذا البلد والعمل لكي نرفع هذا البلد من أزماته وقد سهلنا انتخاب رئيس للجمهورية ونسّهل تأليف الحكومة، ووجود رئيس يستشعر الخطر الإسرائيلي ويعد العدة للدفاع عن الجنوب ولبنان”. ونعتبر أن المواقف التي عبّر عنها الأخ الرئيس نبيه بري يشكل خارطة طريق للخروج من الازمة وإنعكاسها على الاوضاع المختلفة لا سيما التشديد على الحوار والتشاور من أجل التوافق لإنجاز هذا الاستحقاق.
وشدد الفوعاني:”إن الزحف اللبناني اليوم يؤكد على الحقيقة التاريخية بأن الشعوب مهما كان سلاحها ضعيفا تستطيع ان تواجع غطرسة العدو، وبأن هذه الارض ستعود حكما لبنانية تحت ظل الشرعية اللبنانية.
إن الجنوبيين يقومون بعمل سياسي ووعي وطني، فهم يستشعرون حجم التحديات التي تحيط بواقع الجنوب والمنطقة، حيث هناك مخطط يعمل على توسيع الاستيطان على حساب بلدانهم، رافضين أن تكون مناطقهم لقمة سائغة أمام المشروع الصهيوني في المنطقة، وندعو في الوقت عينه الدولةَ والقوى السياسية والمجتمع الأهلي إلى اطلاق ورشة اعمار سريعة مهما كانت الظروف..إن المعركة الحقيقية اليوم هي عودة الحياة الى الجنوب لتعطيل مفاعيل الحرب
لقد فاجأ الجنوبيون العالم وهم يتحدون الة الحقد الصهيوني يواجهونه بإرادة واقتدار ونستشهد بكلام الأخ الرئيس نبيه بري يوم خاطبهم قائلا : “ونحن لا زلنا نزف الشهيد تلو الشهيد على مساحة الجنوب والبقاع والضاحية وكل الوطن ، ونقتفي آثار العشرات فلا نجد إلا أثراَ طيباً لهم وأطيافاً وأحلاماً بل هم أحياء عند ربهم ولكن لا تشعرون” .
طوبى لهؤلاء… طوبى للأمهات طوبى لكم أيها الجنوبيون يا حراس حدود أرضنا وسيادتنا وإستقلالنا وعناوين عزتنا وكرامتنا وقوتنا، مجدداً تؤكدون أنكم كما أنتم عظماء في مقاومتكم ، كذلك انتم اليوم تثبتون للقاصي والداني أنكم عظماء في إنتمائكم الوطني وأن الارض هي كما العرض ترخص في سبيل الذود عنها أغلى التضحيات وان السيادة هي فعل يُعاش وليست شعارات تلوكه الألسن.
فعلكم اليوم أكد أن مقاييس الوطنية والهوية والانتماء للبنان الوطن والرسالة والحرية والتحرر هو أنتم وهي الأرض التي تقفون عليها وتذودون بالدفاع عنها بأغلى ما تملكون ، مباركة هي الأرض التي تزداد شموخاً اليوم بحضوركم فوق تلالها وحواكيرها وفوق ركام منازلها المدمرة بفعل غطرسة العدو الإسرائيلي وإرهابه ، فعلكم اليوم يؤكد أن وطنا يمتلك عزيمة كعزيمتكم ، وإراده كإرادتكم وحباً للارض كمثل حبكم ، ووفاء لا يقاس كوفائكم وبأساً كالجمر لا يداس كبأسكم، هو وطن لابد أن ينتصر .
إن معمودية الدم التي جسدها اللبنانيون الجنوبيون اليوم نساءاً وأطفالاً وشيوخاَ بصدورهم العارية وبمزيد من الشهداء والجرحى الذين إرتقوا بالرصاص الحي الذي إطلقه جنود الإحتلال الإسرائيلي على المدنيين العزل في ميس الجبل وحولا وكفركلا وبليدا وعيترون ويارون ومارون الراس والخيام يؤكد بالدليل القاطع أن إسرائيل تمعن بإنتهاك سيادة لبنان وخرقها لبنود وقف إطلاق النار وإن دماء اللبنانيين الجنوبيين العزل وجراحاتهم هي دعوة صريحة وعاجلة للمجتمع الدولي والدول الراعية لإتفاق وقف النار للتحرك الفوري والعاجل لإلزام إسرائيل بالإنسحاب الفوري من الاراضي اللبنانية التي لاتزال تحتلها في جنوب لبنان .
وختم الفوعاني بالقول :”عند مفترق الشهادة تلا الصدر صوتًا كربلائيًا: هيهات منا الذلة.
تحتضن أمل الوطن ذات شباط تاريخًا مشرقًا لحمته من عين البنية وسداه الجنوب من البقاع إلى الضاحية.”
#مرايا_الدولية