
قال رئيس الهيئة التنفيذيه في حركة “امل” ، مصطفي فوعاني:
لا شك أن عنوان “الشرق الاوسط الجديد” الذي أعلنه رئيس حكومة العدو إبان الحرب الأخيرة على لبنان هو جوهر الحراك الاميركي الاسرائيلي في المنطقة، وبطبيعة الحال أن تكون القضية الفلسطينية في أولوية هذا المشروع، ومن هنا كان طرح الرئيس ترامب لخطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وفي ندوة فكرية ، أوضح الاستاذ فوعاني: إن الهدف المعلن من الرئيس ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين هو إعادة إعمار غزة وتأمين حياة أفضل للغزاويين، إلا ان مشروع الشرق الأوسط الجديد هو الهدف المبطن لهذه الخطة الذي ينوي عبرها الرئيس الاميركي انهاء القضية الفلسطينية عبر تهجير الفلسطينيين من غزة الى دول اخرى وابرزها دول الجوار مترافقًا مع إنهاء حق العودة لفلسطينيي الشتات وإعمار غزة بأسلوب الاعمار السياحي والتجاري لتكون أرض خاضعة لسلطة الولايات المتحدة الاميركية كما طرح ترامب.
وأوضح لعل تصريح نتنياهو عن اقامة دولة فلسطينية على اراضي المملكة العربية السعودية مع تحضير الرأي العام لطرح فكرة ضم الضفة الغربية للكيان الاسرائيلي خير دليل على النوايا المبيتة والصريحة للاهداف الاميركية والاسرائيلية للقضاء نهائيًا على القضية الفلسطينية.
وعن إمكانية تطبيق هذا المشروع فقد أكد دولة الرئيس نبيه بري على أن فلسطين لم تكن يومًا قضية عقارية أو قضية شعب بعينه، بل قضية الوطن العربي والمنطقة جميعها، وقد أثبت التاريخ أن الشعب الفلسطيني شعب جبار قادر على الصمود في أصعب الأوقات وهو الذي أفشل سابقًا كل المشاريع الهادفة لانهاء القضية الفلسطينية وسيعمل على إفشالها اليوم أيضًا، إضافة الى حاجته لدعم الدول العربية كافة التي ستكون المستهدف الاول من هذا المشروع.
وحول الموقف المتوقع من الدول العربية تجاه هذا المخطط اوضح الاستاذ فوعاني: بناء على كلام دولة الرئيس نبيه بري بأن فلسطين لم تكن في يوم من الايام قضية عقارية كما يحلو للرئيس ترامب مقاربتها، وأن الدفاع عنها وعن حقوق الشعب الفلسطيني ليس دفاعًا عن جغرافيا أو عن شعب بعينه، انما هو أولاً وأخيرًا دفاع عن الأمن القومي العربي بدءًا من فلسطين مرورًا إلى حدودها مع لبنان إنطلاقًا من جنوبه وصولاً إلى الأردن وسوريا ومصر وليس انتهاءًا في بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية وكل الوطن العربي من محيطه إلى خليجه، يُصبح المطلوب ما هو أكثر من الادانة والشجب لهذا المخطط، بل المطلوب هو موقف عربي جامع وموحد يرفض هذا المخطط ويمنعه بكل الاساليب الممكنة لأن نهاية القضية الفلسطينية لا سمح الله هو نهاية العرب ومساس بالامن القومي العربي بل هو ضرب لمشروع الإنسان وتمزيق لكل المواثيق والقوانين والاعراف الدولية التي ترعى حقوق الانسان وتضع إنسان العالم أمام الانهيار.