
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون
ان الحكومة تعمل حاليا على وضع الاتفاقيات الثنائية بين لبنان والدول الخليجية، وعندما تصبح جاهزة سيتم تحديد مواعيد للقيام بزيارات دولة لهذه الدول لتوقيعها.
وشدد على أن الاستثمارات في حاجة الى ثقة تعود عبر مجموعة خطوات، وان الحكومة تتخذ الاجراءات اللازمة من مشاريع قوانين او قوانين، وخلال فترة حوالي المئة يوم من عمر الحكومة تم انجاز ما عجز عنه الكثير من الحكومات في فترات معينة.
واعتبر رئيس الجمهورية “اننا سباقون في لبنان بالإستثمار بالإنسان. فالادمغة اللبنانية موجودة أينما كان، ولسنا بحاجة الى العمل من أجل إيجادها”. واكد ان “الهدف من اهداف الإصلاحات دراسة الفجوة المالية، وهذا ما ستقوم به الحكومة. وبالنسبة الى الموضوع الأمني، فاوضح ان نسبة الجريمة في لبنان أقل بكثير من الدول الأخرى، والوضع الأمني ممسوك. اما في ما خص موضوع حصر السلاح، فشدد على ان القرار إتخذ لكن مقاربة الموضوع وكيفية التنفيذ تتطلبان خطوات دقيقة، “ذلك انه بالنسبة اليّ فإن السلم الأهلي خط عريض وخط أحمر غير مسموح لأحد ان يمس به.”
كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفداً من مجلس الاعمال اللبناني- السعودي برئاسة السيد رؤوف أبو زكي، الذي القى في مستهل اللقاء كلمة جاء فيها:
وبعد أسبوعين أمضيتهما بين جدة والرياض، التقيتُ بعض كبار المسؤولين وقادة الغرف، وكبار رجال الأعمال وسفراء دول الخليج في المملكة، وكانت فرحتنا كبيرة عندما لمسنا مدى التقدير لفخامتكم لما تقومون به من خطوات على الصعيدين الأمني والسيادي، وإلى السعي الحثيث لإجراء الإصلاحات المطلوبة. وجميع الذين التقيناهم كان سؤالهم واحداً: متى نعود إلى لبنان؟ والكل متفائل بقرب العودة.
تم تشكيل مجلس الاعمال اللبناني – السعودي العام ٢٠١٢ على هامش ملتقى سعودي – لبناني عقد في بيروت، إلا أن المجلس لم يتمكن من لعب دوره الكامل بسبب الكورونا وحروب لبنان وما نتج عنها من مقاطعة الخليج. ومجلس الأعمال المشترك يمثل رجال الأعمال من البلدين ومن المعنيين بالأعمال المشتركة. ونحن هنا نمثل المجلس اللبناني المنبثق من اتحاد الغرف اللبنانية. وثمة مجلس مقابل من الجانب السعودي هو قيد إعادة التشكيل.
والجميع يثمن عالياً مبادرة فخامتكم بزيارة المملكة، كأول زيارة خارجية والتي بدأت تؤتي ثمارها أولاً بالإعلان عن الاستعداد لرفع حظر سفر السعوديين إلى لبنان، ورفع الحظر عن تصدير المنتجات اللبنانية إلى السعودية.
ومن الإنصاف القول أن السعودية حافظت على اللبنانيين المتواجدين لديها، وهم بالآلاف وممن يوفرون مداخيل عالية، ويحولون معظمها إلى لبنان رغم تبخر ودائعهم في المصارف، والسعودية مستمرة باستقطاب الكفاءات والمهارات اللبنانية إليها.
والمرحلة الجديدة في العلاقات سوف توفر فرصاً أكبر للعمالة وللصادرات والتحويلات والاستثمارات، نتيجة للنهضة الاقتصادية في المملكة. ونتوقع فورة سياحية خليجية كبيرة في الصيف المقبل، وهذا ما لمسناه من الإخوة السعوديين ممن نلتقيهم باستمرار، وما نلمسه من دول الخليج الأخرى وفي طليعتها الإمارات وقطر والكويت.
وفي المقابل، فإن ورشة الإعمار المنتظرة في لبنان ستوفر فرصاً كبيرة للمنتجات السعودية .
إن مجلس الأعمال المشترك والممثل للقطاع الخاص في البلدين، سيكون له دور بارز في مجال تنشيط التواصل والتبادل، وهو يُكمل في هذا المجال دور الهيئات الحكومية.
ونشير هنا إلى أن الإخوة في اتحاد الغرف السعودية أبلغونا برغبتهم في استئناف عقد الملتقى الاقتصادي السعودي – اللبناني في بيروت، والذي كانت بَدَأته مجموعة الاقتصاد والأعمال العام ١٩٩٥، وتُوج بدورة انعقدت في الرياض العام ٢٠٠٣ بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يوم كان أميراً لمنطقة الرياض.
نحن في بداية مرحلة جديدة ملؤها الأمل، وتحتاج إلى العمل ومن جانب لبنان أولاً. وما زياراتكم إلى السعودية ودول الخليج الأخرى سوى البداية. وما عزم السعودية على توقيع الاتفاقات المعلقة منذ سنوات سوى الدليل القاطع على هذه الإيجابيات.
ثم دار حوار بين الرئيس عون واعضاء الوفد، حيث اكد الرئيس عون “إن الزيارات التي قمت بها اخيراً الى الدول العربية هي زيارات رسمية، نعمل عبرها على إعادة بناء جسور الثقة مع هذه الدول، ويتم خلالها مناقشة قضايا كثيرة، وهي بمثابة دعوة لهذه الدول وشعبها للعودة الى لبنان بلدهم الثاني. وسنقوم لاحقاً بزيارات موسعة، والحكومة تعمل الآن على وضع الاتفاقيات الثنائية وعندما تصبح جاهزة سنحدد مواعيدها”.
وشدد رئيس الجمهورية على أن الاستثمارات في حاجة الى ثقة، وهذه الثقة لا تُبنى الا عبر الخطوات التي نقوم بها. و”بشكل عام، وخلال زياراتي للدول العربية والخليجية، لمسنا عشقا من هذه الدول للبنانيين وتقديرا للجالية اللبنانية فيها .
وأوضح الرئيس عون ردا على سؤال، إن الحكومة تتخذ الاجراءات اللازمة من خلال اعداد مشاريع قوانين، وخلال فترة حوالي المئة يوم من عمرها تم انجاز ما عجز عنه الكثير من الحكومات في فترات معينة فالثقة تعود عبر هذه الخطوات. وشدد على مسؤولية وسائل الاعلام في بناء علاقات جيدة بين لبنان ومختلف الدول. ولفت الى ان هناك من يرغب بالمجيء الى لبنان للاستثمار فيه “والمطلوب منا ان نلاقيه بالمحبة وليس بالاساءة اليه بل بان نبادل الخير بالخير”.
وقال رئيس الجمهورية:” نحن سباقون في لبنان بالإستثمار بالإنسان. فالعلم والأدمغة اللبنانية موجودة أينما كان، ولسنا بحاجة الى العمل من أجل إيجادها. نحن بحاجة الى ان نؤمن لها مساحات العمل والإنتاج، ونتطلع الى ذلك” . واعتبر ان الهدف من الإصلاحات دراسة الفجوة المالية، والحكومة ستدرس هذا الموضوع الذي لا بد ان تتم معالجته. اما بالنسبة الى الموضوع الأمني، فان نسبة الجريمة في لبنان أخف بكثير من الدول الأخرى والوضع الأمني ممسوك على الرغم من وجود نحو مليوني نازح سوري، ولاجئين فلسطينيين، والازمة الاقتصادية . وبالنسبة لموضوع حصر السلاح، فالقرار إتخذ لكن مقاربة الموضوع وكيفية التنفيذ تتطلبان خطوات دقيقة، “ذلك انه بالنسبة الي فإن السلم الأهلي خط عريض وخط أحمر غير مسموح لأحد ان يمس به”.
ثم التقى الرئيس عون وفدا من الاتحاد اللبناني – البرازيلي برئاسة السيد بسام حداد، الذي القى في مستهل اللقاء كلمة هنأ فيها رئيس الجمهورية بانتخابه رئيسا وقال:” إن لبنان بحاجة اليوم، الى الاستثمار في خطة عمل حديثة لاسترجاع ثقة المغتربين والاستمرار في تشجيعهم على الزيارة او السياحة والاستثمار في وطنهم الام، فالمتحدرون والمنتشرون تجاوزوا ثلاثة اضعاف المقيمين وقد يكونوا قوة اضافية لاعادة النهضة لوطننا.
لذلك ومع علمنا بمسؤوليتكم الكبيرة، نتمنى على فخامتكم ان تعطوا حيزاً هاماً للانتشار اللبناني، كذلك نتمنى عليكم العمل من جديد على اتفاقية ميركسور لتسهيل وصول المنتوجات اللبنانية الى اسواق اميركا الجنوبية.
و ختم بالقول: نرجو ان تكون زيارة البرازيل من ضمن برنامجكم . ففي ولاية ساو باولو وحدها اكثر من 4 ملايين متحدر. ونحن حاضرون دائماً لأن نكون متطوعين تحت تصرفكم لخدمة لبنان وكينونته، ونعدكم بالعمل دائماً على اعطاء الصورة الايجابية عن لبناننا الحبيب ومستقبله لايماننا بقدرتكم وبنجاحكم في ارساء الامن والاستقرار ونرحب بدعمكم لنا في مشروعنا.
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد الاغترابي، ومشيراً الى حجم التحديات الكبيرة التي يواجهها لبنان والى ان الحلول لها ليست مستحيلة. وقال:” نحن بدأنا بوضع لبنان على السكة الصحيحة، وباصلاحات ضرورية لاستعادة الثقة بلبنان، وجذب الاستثمارات. وكل التحديات تتطلب وحدة اللبنانيين لمواجهتها بشكل صحيح.
ونوه بدور اللبنانيين المغتربين في مواكبة هذه المرحلة، معتبرا انهم رافعة أساسية للبنان. “فلولا مساعدتهم ، خصوصا منذ العام 2019 وحتى اليوم، لما بقي لبنان”، مشدداً على تطلعه الى اقدامهم على الاستثمار في بلدهم، وليس فقط ارسال المساعدات الى ذويهم.
وفي هذا الاطار، استقبل الرئيس عون وزير المهجرين ووزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الدكتور كمال شحادة الذي اطلعه على خطة وزارة الدولة لشؤون التكنولوجيا والمشاريع التي تعمل عليها بمفردها وغيرها بالتعاون مع وزارات أخرى. وشدد الرئيس عون خلال الاجتماع على ضرورة انشاء الوزارة بأسرع وقت ممكن لتقوم بالمهام وتنفيذ المشاريع المنتظرة منها وفقا لافضل المعايير الدولية، محددا الأولويات التي يجب التركيز عليها. بدوره اكد الوزير شحادة العمل على مشاريع رقمية ومشاريع قوانين ومراسيم تهدف الى تفعيل الاقتصاد الرقمي والمعاملات الالكترونية.
#مرايا_الدولية