دوليلبنان

الشيخ القطان: رهان اللبنانيين هو ” وحدتهم الوطنية”

الشيخ القطان: " مناقشة سلاح المقاومة" تكون بين اللبنانيين أنفسهم.

قال رئيس جمعية “قولنا والعمل”؛ الشيخ الدكتور أحمد القطان:

“لن نسلّم قوتنا لمن يعتدي علينا”، مشدّداً على أنّ “خروج هذا العدو من أرضنا هو الشرط الأول والأساس، وبعدها يمكن مناقشة موضوع سلاح المقاومة داخليًّاً بين اللبنانيين أنفسهم”.

كلام الشيخ القطان جاء خلال استقباله سفير الجزائر في لبنان، كمال بو شامة، في مركز الجمعية في منطقة بر الياس، مشيراً إلى أنّ “البلاد تتعرَّض بدورها لهجمة كبيرة”، مطمئناً السفير الجزائري بأنّ “رهان اللبنانيين هو على وحدتهم الوطنية وحكمة سياسييهم في الحفاظ على استقرار البلد ومنع انزلاقه إلى أيّ فتنة”.

وأضاف: “لبنان بفضل تَعدُّد طوائفه ومذاهبه يمتلك ميِّزة فريدة تشكِّل مصدر قوة له، ونحن متمسِّكون بهذه الوحدة الوطنية، وسنبقى جميعًا، سنة وشيعة ودروزاً ومسيحيين، إلى جانب قوة لبنان في مواجهة أيّ تهديد”.

وإذ ذكّر الشيخ القطان بأنّ “العدو الصهيوني يواصل اعتداءاته اليومية على لبنان ويغتصب جزءاً من أرضه”، طالب الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم بـ”التحرّك العاجل لوقف المجازر ورفع الحصار عن غزة”، مؤكّدًا أنّ “واجب كل الدول وأحرار العالم أنْ يوقفوا هذه الإبادة الجماعية، وأنْ يكونوا سنداً للشعب الفلسطيني، ولو بأبسط الإمكانات ومن باب الواجب الإنساني”.

كما شدّد على متانة العلاقات اللبنانية – الجزائرية، مشياًا بـ”تاريخ الجزائر التي قدّمت أكثر من مليون شهيد من أجل استقلالها”.

وخاطب السفير الجزائري قائلاً:  “كما تفتخرون ببلد المليون شهيد، نحن نفتخر بلبنان بلد المقاومة الذي استطاع بتلاحم شعبه وجيشه ومقاومته أنْ يحرر أرضه عام 2000، وينتصر في حرب 2006، ويصمد في وجه العدو عام 2024”.

واعتبر الشيخ القطان أنّ “هذه المواقف المشتركة بين لبنان والجزائر ستبقى ضمانة لحفظ كرامة الأمة ومواجهة التحدّيات التي تتعرّض لها”.
وتابع قوله: “وقفنا إلى جانب غزة؛ لأنّنا أردنا أنْ نساند إخوة لنا يتعرَّضون للظلم وللإبادة الجماعية. ما يجري في غزة اليوم من مجازر ومجاعة وصمت عالمي مطبق، إلا مَن رحم ربي، يفرض علينا أنْ نقف إلى جانب المستضعفين والمظلومين في كل مكان، لا سيّما في فلسطين وغزة هاشم”.

من جهته، توقَّف السفير الجزائري مطوّلًا عند “العلاقة التاريخية التي تربط الشعبين اللبناني والجزائري”، مبيّناً أنّ “ما يجمعهما ليس مجرَّد مواقف سياسية، بل تاريخ مشترك من التضحيات والنضال ضد الاستعمار والاحتلال”. وقال: “أنتم في لبنان شعب مقاوم، ونحن في الجزائر شعب قاوم الاستعمار وقدَّم مليون شهيد من أجل الحرية. هذه الروح النضالية هي ما يجعلنا نفهم بعضنا بعضاً ونتقاسم الشعور نفسه تجاه قضايا الأمة، وعلى رأسها فلسطين”.

وانتقد بو شامة بشدّة “المواقف الرسمية العربية حيال القضايا المصيرية، وخصوصاً فلسطين ولبنان”، واصفًا إياها بـ”المخزية والعاجزة عن مواجهة التحدّيات”، مضيفاً : “مع الأسف، ما نسمعه من بعض المسؤولين العرب لا يتعدّى ثلاث كلمات سحرية: الشجب والإدانة والاستنكار”، منبّهاً إلى أنّ “هذه الكلمات يكتبها التاريخ بنوع من المهانة والاحتقار؛ لأنّ شعوبنا تُذبح وتُهجّر وتُحاصر، فيما مؤسّساتنا الرسمية صامتة أو عاجزة”.

وأردف قوله: “اليوم، ونحن نشاهد ما يجري في غزة وفلسطين من مجازر، وما يتعرّض له لبنان من اعتداءات وضغوط، نجد شعوباً أجنبية تخرج إلى الشوارع دفاعاً عن حقوق المظلومين، فيما لا نزال نحن في اجتماعات عقيمة لا تسمن ولا تغني من جوع”. وأضاف: “نحن في الجزائر نرفع صوتنا عاليًا في الأمم المتحدة ونقول كلمتنا بوضوح، ولكنْ هل يكفي ذلك في ظلّ هذا الصمت العربي؟”.
كما أكّد السفير الجزائري أنّ بلاده “ستبقى إلى جانب لبنان وشعبه”، قائلًا: “نحن لا نلعب على الحبلَيْن. نقف مع لبنان ومع قيادته ومع أيّ خيار تتخذه الدولة اللبنانية لحماية أرضها وسيادتها. موقفنا ثابت وواضح: سلامة لبنان ومصلحته فوق كل اعتبار”.

وفي حين أعرب عن “الثقة بقدرة الشعبين اللبناني والجزائري على الاستمرار في نهج المقاومة والصمود”، ختم السفير الجزائري حديثه بالقول: “ما دمنا نلتقي على هذه المبادئ ونحمل هذا التاريخ المشترك، فإنّنا سنبقى واقفين بين الأمم، ندافع عن كرامتنا وكرامة أمتنا حتى يتحقّق النصر”.

ثم تبادل الشيخ القطان والسفير الجزائري هدايا عبارة عن كُتب من تأليفهما.

#مرايا_الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى