
اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في حركة أمل “مصطفى الفوعاني“
أنّ على الحكومة أن تضع على جدول أعمالها بندًا أوّل وثانياً وثالثًا واحداً لا سواه: إعادة الإعمار، لأنّ هذا البند وحده هو المعيار الذي يُحدّد هوية الحكومة، ويكشف مدى صدقيّتها، ويقيس وطنيّتها، ويبرهن صدق اهتمامها بالناس الذين حَمَوا الوطن بدمهم وصمودهم.
ولفت الفوعاني خلال لقاء سياسي في بيروت إلى أنّ الحكومة اليوم مدعوّة إلى أن تحضر بالفعل لا بالبيان، وأن تترجم وعودها عملاً على الأرض، لا أن تُخدّر النّاس بعبارات المواساة والوعود المؤجلة. وقال: “إنّ الجنوب الذي نزف على كل الحدود، وصمد في وجه العدوان، لا يطلب المستحيل، بل يطلب حقّه البديهيّ في الحياة الكريمة، في الماء والكهرباء، في المسكن والمدرسة، في الطريق والمستشفى، في الحدّ الأدنى من مقوّمات البقاء فوق هذه الأرض التي حمت الوطن بأجساد أبنائها”.
وسأل الفوعاني :
“أين وزارة الطاقة والمياه من قرى الجنوب التي شربت الغبار بدل الماء؟ أين وزارة الشؤون الاجتماعية من الأمهات اللواتي فقدن بيوتهنّ ولم يجدن سقفًا يأوي أطفالهنّ؟ أين الوزارات التي كان عليها أن تُقيم في الجنوب لا أن تزوره في المواسم؟”.
وأضاف: ” إنّ الحكومة التي لا ترى في الجنوب بوصلتها الوطنية، تفقد شرعية وجدانها قبل شرعية دستورها، لأنّ الجنوب ليس طرفًا في الجغرافيا، بل هو معنى الوطن كلّه، وهو الذي كتب الحدود بالدم، ووقّع على بقاء لبنان بالحبر الأحمر، حين كان البعض يحسب على أصابع مصالحه الضيّقة”.
وشدّد الفوعاني على أنّ أبناء الجنوب لم ينتظروا أحدًا يوم دكّت الصواريخ بيوتهم، ولم يطلبوا سوى الوطن ليقف معهم، ولكنّهم هم من وقفوا ليحفظوا الوطن.
“من هنا، – قال – يجب أن نعيد الإعمار، لا لأنّ الجنوب يطلب فضلًا من أحد، بل لأنّ من واجب الدولة أن تردّ الدَّين إلى من أنقذها من الزوال. فجنوب لبنان لم يكن ساحة حرب فقط، بل ساحة ولادةٍ جديدةٍ للبنان كلّه.”
ورأى الفوعاني أنّ حركة أمل، التي وُلدت من وجع الناس ومن مدرسة الإمام موسى الصدر، ستبقى الصوت الذي يطالب بحقوقهم، لأنّ الإمام علّمنا أنّ الإنسان هو أغلى ما نملك، وأنّ الوطن لا يُبنى بالخطابات، بل بالعرق والتضحية.
وقال الفوعاني:
“من الجنوب الذي ما انحنى، نرفع الصوت لنقول: كفى انتظارًا، كفى تردّدًا، كفى وعودًا. آن للحكومة أن تتحمّل مسؤولياتها كاملة. آن لها أن تعرف أنّ أهل الجنوب ليسوا رعايا في وطنهم، بل هم صُنّاع استقلاله ومقاومته وكرامته.”
وختم الفوعاني:
“سنظلّ نرفع راية الأمل، راية الشهداء الذين حرّروا الأرض بدمهم، وسنبقى أوفياء لهم ما بقي فينا نفس، لأنّنا نؤمن أنّ الجنوب لا يُرمّم بالحجارة فقط، بل بالوفاء، وأنّ الوفاء هو الامتحان الأكبر لكل حكومة تدّعي أنها حكومة كلّ لبنان.”
#مرايا_الدولية