لبنان

شرب النبيذ من تحت الأقدام يضيّع العقل..

هجوم من بودية على نائب أثار السخرية باقتراحه.!

اقتراح النائب عبد المسيح بتحويل أنفاق الجنوب إلى “أقبية نبيذ” ليس مجرد خطأ سياسي

بل يتجاوز حدود الذوق والضمير الوطني في لحظة تتطلب أقصى درجات الحساسية تجاه الذاكرة الوطنية ودماء الضحايا، يقدّم هذا النائب مقترحاً يفضح جهله التاريخي ووقاحته الأخلاقية، أي عقلية هذه التي ترى أنفاق المقاومة كمخازن للنبيذ؟ وأي قلب بارد يحوّل دماء الشهداء إلى منتج سياحي يُسوّق بابتسامة؟

دون مبالغة، لم يلقَ الاقتراح أي ترحيب، بل انهالت التعليقات الساخرة والناقدة على مواقع التواصل الاجتماعي.

أنفاق المجاهدين ليست للخمور، هنا تُعتّق الدماء فقط.”

“اقتراح غير موفق، بدنا نراعي عادات وديانات بعضنا.”

“النبيذ صار رمز وطني؟؟؟”

“أنا مع فكرة تحنيط الخونة والعملاء ووضعهم داخل الأنفاق.”

“انتو وسكرانين ما تغردوا”.

وفي تعليق حاد، قال المحلل السياسي فادي بو دية لـ “ليبانون ديبايت”: “من المعروف أنّ بعض صانعي النبيذ يدهسون العنب بالقدمين قبل العصر، ولتجنّب التعب أو الدوار الناتج عن ذلك، يمكن توجيه النائب عبد المسيح إلى أماكن أقرب تحتوي على ‘كثير من ريحتهم’ مثل تل الزعتر والكرنتينا وصبرا وشاتيلا”.

وأضاف: “أنفاق المقاومة في الجنوب تضيق صدره لأنها مليئة بالشرف والعزّة والكرامة، أما أماكن القتل والدم التي ارتكبها معلّموه فتشبه أحلام هذا النائب أكثر من أي شيء آخر”.

وتابع بو دية: “لماذا يظلّون يذكّرون الناس بجرائمهم وأحلامهم بمشاريع مثل مشروع إسرائيل في لبنان؟ أحياناً يضطر الإنسان أن يستحي ويسعى لمحو ماضيه، خصوصاً إذا كان ماضيه وِسخًا. والظاهر أنّ شرب النبيذ من تحت الأقدام يضيّع عقل الواحد”.

اقتراح عبد المسيح ليس مشروعًا اقتصادياً ولا ثقافياً، بل إساءة واضحة للذاكرة الوطنية واستعراض سطحي لجهله وتقصيره الأخلاقي، تحويل أماكن ارتبطت بالتضحيات والمقاومة إلى فضاءات ترفيهية يُظهر وقاحته، ويضعه تحت مجهر النقد العام، ويكشف مدى بعده عن الواقع اللبناني، وعن إحساسه بالمسؤولية تجاه الضحايا والتاريخ.

هذا الاقتراح وفق الكثيرين، يعكس عقلية سطحية، باردة، وغير مسؤولة، تجعل من النائب مثالاً صارخاً على كيف يمكن للسياسة أن تُستغل في التفاهة، بعيدًا عن الحد الأدنى من الحساسية الوطنية والتاريخية.

#مرايا_الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى