لبنان

هل اقترب آذان صلاة السيد نصرالله في القدس؟

كتب رئيس تحرير مجلة مرايا الدوليّة الإعلامي فادي بودية

_ إسرائيل تسعي لفتح جبهات متعددة بأوامر أمريكية
_ لا تفاوض أميركي إيراني قبل رفع العقوبات

إن واقع المنطقة الملتهب والمتشابك بأوراق سياسية عسكرية اقتصاديةيستدعي قراءة عامة

على طاولة واحدة لا الاخذ بالملفات بالتجزأة لان المستهدف واحد والجهة المستهدفة واحدة.

منذ تصاعد وتيرة الصراع الأمريكي الإيراني غير المسبوق منذ انتصار الثورة الإسلامية

وصولا الي التلويح بحرب عسكرية مباشرة لا تريدها إيران من جهة ولا تتحمل نتائجها أميركا

من جهة أميركا لأسباب تتعلق بتعاظم قوة إيران في المنطقة عسكريا وسياسيا وحتى اقتصادياً

في مقابل فشل المشروع الأميركي في سورية وصعود القوة الروسية في مواجهة القوة الأميركية.

الكيان الصهيوني برئاسة نتنياهو بدأ يشعر بخطر وجوده وليس بخطر فشل مشروعههنا أو هناك إنما الخطر لمس وجوده وكيانه بفعل عوامل عديدة أبرزها :

١. انتصار سورية على المشروع التكفيري الأميركي السعودي التركي.

٢. تمركز حرس الثورة الإسلامية فيلق القدس بالقرب من حدود فلسطين المحتلة حيث طالب نتناهو مرات عدة من روسيا أبعاد إيران عن هذه الحدود.

٣. تعاظم قوة حزب الله بفعل الخبرة القتالية الكبيرة التي اكتسبها في سورية إضافة إلى تعاظم قوته التسليحية بصورة مقلقلة للكيان الصهيوني.

٤. بروز المقاومة العراقية كجزء اساسي من محور المقاومة ابتداء من العراق والتزاما بكل أهداف هذا المحور حتى تحرير القدس.

هذه العوامل وغيرها اقلقت إسرائيل مع عجز واشنطن عن فعل اي شيء تجاه طهران سوي فرض العقوبات الاقتصادية.

مع تطور التقدم السوري في الشمال بدعم كامل من روسيا دون أن تتمكن تركيا

إيقاف هذا التقدم بل ان الرئيس الأسد قادم على تحقيق نصر كامل واستعادة كل الأراضي السورية مما يعيد للقيادة السورية عافيتها وتأثيرها.

بعض المصادر الغربية والروسية أكدت ان السعودية حركت كل أوراقها مع أميركا وإسرائيل

من أجل انقاذها من مستقبل يكون فيه الرئيس الأسد منتصرا، ويكون فيه لإيران اليد العليا في المنطقة،

ويكون اليمن فيه منتصرا مقابل تمرير صفقة القرن الأميركية وحجم استثمارات هائلة.
إسرائيل سعت الي فتح جبهات متعددة بغطاء أميركي أوربي خليجي لضرب الحشد الشعبي العراقي

وخلق حالة من الفوضى الداخلية، وتوجيه ضربة صريحة وعلنية لسورية تحمل رسالة ثلاثية الأبعاد :

سورية وايرانية ولحزب الله، وفي الوقت نفسه قامت بضربتها المسيرة في الضاحية بهدف

تنفيذ عملية اغتيال حساسة في محاولة لكسر قواعد الاشتباك مع حزب الله.
لاشك ان حزب الله قد أتقن فن الرد على الكيان الصهيوني حيث انه انتصر عليه قبل حصول الرد بفعل الرعب

الذي يعيشه كل الكيان والاتصالات الساخنة الدولية الداعية للتوسل لدي حزب الله لعدم الرد….

لكن الرد حتمي دون أن نكون قادرين على التكهن بتداعيات هذا الرد.
كل هذه الوقائع مرهونة ومرتبطة بملفات عدة :

احتمالية لقاء روحاني وترامب بعد تنفيذ شرط رفع العقوبات الأميركية، حسم معركة إدلب وفق اتفاق روسي تركي بموافقة سورية،

وقف إطلاق النار في اليمن حيث تطلق الإدارة الأميركية مبادرة رعاية محادثات مباشرة بين الحوثيين والسعودية.
كل هذه الملفات ترتبط بشكل جدلي وتدخل في حسابات اي رد عسكري او تفاوض سياسي.
الثابت في كل هذه المعادلات ان الكيان الصهيوني يتحسس بشكل جدي اقتراب نهايته بفعل التغيير الدراماتيكي

في المنطقة وتبدل اللاعبين وأوراق القوة مهما حاولت أميركا تجميل الأوضاع وقد صدقت صحيفة ديلي غراف البريطانية

عندما اعتبرت ان الخرب وحدها قادرة على حسم الأوضاع واطفاء لهيب المنطقة،

ولعل محور إيران وحزب الله والمقاومة العراقية واليمنية باتت أقرب إلى الصلاة في القدس.

#مرايا_الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى