حمزة العطار
شارفت تحركات الشارع اللبناني على إنهاء أسبوعها الثاني وبداية الاسبوع الثالث بوقع شبه ثابت لجهة الاعداد من متظاهرين أولجهة أماكن التظاهر والطرقات التي يُعمل على قطعها .
وخلال الاسبوعين المنصرمين لم تثبت أو تتبلور مطالب المتظاهرين في شقها المطلب المعلن مع ثبات ووضوح بشكل ظاهر أو ضمني لهدف واحد واضح، ألا وهو الاقتصاص من المقاومة وسيدها والمطالبة بنزع سلاح حمى لبنان و اللبنانيين لعقود خلت من عدو إسرائيلي وآخر تكفيري وحاضر لحماية لبنان من اي عدوان قادم، داخلياً كان أو خارجياً .
نتيجة المطالبة بظاهرها الذي يصب في خانة الفساد والفاسدين أولباطنها الذي بات يصبح ظاهراً (المقاومة وسيدها وسلاحها)، تُطرح استفسارات عدة أوّلها من يقود هذا الحراك وما غاياته والى أين يُراد الوصول به؟
بداية اليومين الأولين من الحراك أخذ طابعاً شعبوياً بامتياز بشكل دفع الكثير من مواطني الدخل المحدود والعاطلين عن العمل للنزول إلى الشارع بشكل عفوي، ودونما قرار تنظيمي من أحزابهم المشاركة في السلطة ومن ضمنهم الكثيرين من مناصري حزب الله المعروفين بانضباطهم لجهة المشاركة من عدمها وانتظار توجيه حزبي بهذا الصدد .
مشهد أعطى جمالية لساحات التظاهر افتقدها لبنان منذما قبل سبعينيات القرن المنصرم .
بعد يومين من التحرك الشعبي العفوي بامتياز بدأت بعض إشارات الخبث والرذيلة تتسلل إلى صفوف المتظاهرين بشكل بدا بأنه مدروس ومنسق بشكل ملفت، تحكمه إدارة غير بريئة في هكذا تحركات، قد لا تقتصر تلك المخططات على لبنان بل تشمل أقاليم عربية أخرى، ومع هذا الوضوح بدأت بعض الأحزاب تسحب مناصريها من الشارع بشكل سلس وواضح.
من خلال اتضاح الصورة شيئاً فشيئاً بتسييس الحراك وقطف ثمار مفترضة من بعض أحزاب لبنانية قد تكون حُرّكت من غرفة عمليات واحدة، ومن أحزاب أخرى ثبت تلقيها هكذا أوامر من الغرفة ذاتها لتسييس الحراك،
أخذت الأمور منحى آخر من المطالبات، بدأت باستقالات واعتراضات على نهج حكم لهم شراكة فيه، إلى شعارات كانت دخيلة في البداية على أدبيات الحراك لتصبح شيئاً فشيئاً هي الأساس في الحراك، وبعد أن كان الطلب بالإصلاحات الاقتصادية،
بات هدفه التهجم على رموز المقاومة، تحديداً السيد حسن نصرالله ،والمطالبة برحيله ونزع سلاح المقاومة، لتبدأ معالم الفتنة والهدف الخبيث الحقيقي تبدو شيئاً فشيئاً .
وبات سؤالا مشروعاً لكل محايد قبل أي شخص يدور هواه في فلك المقاومة . مًا هي العلاقة بين الإصلاح الاقتصادي والهدر وبين سلاح المقاومة ورموزها ؟
وان أردنا الخروج من الساحة اللبنانية قليلاً وربط ما يجري بين لبنان والعراق على اختلاف الوسائل، نلاحظ أن المطلب الضمني هو نفسه وهو نزع سلاح الحركات المقاوِمة، حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق .
دلالات كل ما يحصل بأن العمليات وغرفتها واحدة في لبنان وفي العراق وأهدافها واحدة ولا تختلف الا الأساليب والمحركين لتلك التظاهرات .
إذن الهدف مشترك والمسعى نفسه، يأخذ المطالب المعيشية مدخلاً له، وبعد الفشل المتكرر في البلدين لجهة إنهاء المقاومة أو إضعافها من حرب عسكرية واقتصادية، جاء الوقت لحراك شعبي بريء يتظاهر لأجل لقمته، ليتغلغل في صفوف هذا الحراك البريء أيادي وأفكار لم تكن يوماً بريئة ولا تزال تحاول بشتى الوسائل اضعاف جبهة المقاومة خدمة لإسرائيل.
الخلاصة الواضحة والثابتة بأن هذا المحور لن يُهزم مهما تبدلت الوسائل والاساليب، وكل الأحداث السابقة تثبت تلك النتيجة الواضحة .
حمى الله لبنان وحمى الله العراق وحمى الله كل بقعة أنبتت مقاومين هدفهم الاساسي وبوصلتهم باقية نحو القدس، ورجاءٌ منه أن لا يتكرر الخامس من أيار والسابع منه لأن إيلام الأحداث التي يمكن أن تحصل وأوجاعها ستكون أشد ضرواة مما حصل في العام ٢٠٠٨ .
مجريات لاحقة تعصف بالساحة اللبنانية تحكمها إرادة أميركية خليجية بالمصير المُراد إيصال لبنان له، وبحكمة ورجاحة عقل تتمثل بقول وفعل مقاوم وحلفاء ثابتون وحديثون سيظهر في القادم القريب من الايام .