
|غنوة السمرة
وصفه ضباط المخابرات الأميركية بأكثر رَجُل في العالم قَتل من جنودهم، تصدّر اسمه قائمة المطلوبين في 42 دولة، أما من يأتي برأسه له من الولايات المتحدة الأميركية 25 مليون دولار.
غموض لاح في أفقه لا معلومات عن سكنه ولا أحد يعلم أين سينام غداً وما الذي يفرحه أو يحزنه.
يلاعب العدو بحنكة، فجأة تظهر معلومة استخباراتية عن وجوده هنا أو هناك، وفي كل مرة يستطيع الالتفاف ويغير المسار.
يحضر ذكره عند الحديث عن التميّز فهو يمزج بين قوة القلب ورجاحة العقل مع صواب التخطيط وسلامة التنفيذ، كان مقاوماً وقائداً وبمثل هذا اليوم ارتقى شهيداً.
هو القائد الشهيد عماد مغنية.. شهيد عائلته وأحبته، شهيد حزب الله والمقاومة اللبنانية الفلسطينية الإسلامية.
امتهن مقاومة المحتل أينما وجد حتّى حوّل ذلك لهدفه وهمّ عمره قال: 《الهدف واضح ومحدد ودقيق إزالة إسرائيل من الوجود》
وبناء على ما قاله سماحة السيد نصر الله《حق الحاج عماد مغنية الشهيد، على هذه الأمة أن تعرفه، من أجلها، لا من أجله ، وحقه على الأمة أن تنصفه، من أجلها لا من أجله، وحقه على الأمة أن تستلهم روحه، ودرسه، وجهاده، من أجلها، لا من أجله».
سنقدم في مرايا لمحة عن حياة الشهيد
في حي «الجوار» بمنطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث ولد القائد عماد مغنية وذلك في 7/12/1962، تلقى علومه الابتدائية والإعدادية.
وفي ١٣ نيسان من عام ١٩٧٥ اندلعت شرارة الحرب الأهلية في لبنان من ساحة البريد القريب من مطعم أبيه، ومن الجبهة الساخنة بين الشياح و عين الرمانة بدأت حياته العسكرية، لصغر سنّه اقتصرت مشاركاته على بناء السواتر الترابية لحماية المدنيين من نيران القناصة، ثم صار يشارك في الحراسات الليلية، حيث تعرف على المقاتلين الفلسطينيين وبدأت هذه البلاد تشغل قلبه، ووجد نفسه أقرب إلى أكبر فصائلها في حينه، حركة فتح، حيث التقى من آمن فيه
وقرر تعينه نائباً له وهو (الشهيد علي ديب) وفي عام 1982، قاد الشهيد عماد مغنية ثلاث عمليات، جعلته في صدارة قائمة المطلوبين من قبل الولايات المتحدة وفرنسا، وكانت تلك العمليات هي :
▪ تفجير السفارة الأمريكية في بيروت في أبريل 1983 التي أسفرت عن مصرع63 أميركياً.
▪تفجير مقر قوات المارينز الأمريكية في بيروت، والتي أودت بحياة 241 أميركياً.
▪تفجير معسكر الجنود الفرنسيين، والذي أسفر عن مقتل 58 فرنسياً.
من ثم انضم القائد إلى حزب الله، وعند استشهاد السيد عباس الموسوي، صار مغنية مسؤولاً عن أمن المقاومة.
ليلة الشهادة:
بدأت القصة عندما توجه الحاج عماد مساء يوم الثلاثاء في 12-2-2008، من أحد مباني حي كفرسوسة دمشق إلى سيارته منفرداً ليدوى صوت انفجار، هرع البعض إلى المكان، ليتبين أن القائد مغنية استشهد على الفور.
شُغل حزب الله في التواصل بين قياداته، واتخذ قرار نقل جثمان الشهيد إلى بيروت فوراً، وبدأ الاستعداد لإعلام العائلة أولاً، ثم إعداد بيان النعي، والإعداد لجنازة مهيبة تليق بالشهيد المقاوم.
وفي الحديث عن حصيلة العلاقة بين الشهيد عماد والسيد حسن نصر الله، أدّت العمليات المتلاحقة في المناطق كافّة إلى انسحاب الصهاينة في آب 1985 إلى المنطقة الحدودية، وإنشاء ما عُرِف بالحزام الأمني.
١٣ مضت على رحيل القائد العماد، ولا يزال قادة العدو الصهيوني يومياً ومع كل صباح، يتحسسون رؤوسهم ترقباً كما طلب منهم السيد حسن نصر الله وخوفاً من ما وعد فيه الإمام الخامنئي: “فليعلم الصّهاينة المجرمون أن دماء الشّهداء الطّاهرة كدم الشّهيد عماد مغنيّة ستخلق المئات من عماد مغنيّة وستضاعف المقاومة ضد الظّلم والطّغيان”
مرايا الدولية