#خاص #إسراء_جدوع
راغب حرب شيخ شهداء المقاومة الإسلامية والتي لا تزال شهادته مدوية إلى يومنا هذا حمل معاني التضحيات والعطاء والوفاء للأرض والوطن والإنسان.
ولد حرب في صيف حافل بالعطاء والنشاط وترعرع في كنف الأسرة الطيبة، فتنسم في أجوائها عطر الوفاء والإخلاص والإيمان.
عاش حرب طفولته في اللهو واللعب وكان يأنف منذ نعومة أظفاره الحياة اللاهية العابثة وكأنه كان يفكر فيما ينتظره في المستقبل من مهام كبيرة، دخل المدرسة في السابعة من عمره ليتلقى فيها علومه الأولى، ومن ثم توجه بعدها إلى منطقة النبطية لمتابعة المرحلة التعلمية المتوسطة، ومن ثم ترك المدرسة وتعلم العلوم الدينية التي كانت حلماً يراود مخيلته وسعى إلى تحقيقها.
في العام 1969 انتقل الشيخ راغب حرب الى بيروت ليبدأ رحلته في طلب العلم فاقترب من العلماء يتعلم منهم ويتربى في كنفهم وكان حلمه النجف الاشرف.
تحقق الحلم وهاجر الشيخ الى النجف لينهل معين العلم ويتعلم على أيدي العلماء الكبار ومضت سنوات قليلة استطاع الشيخ أن يحرز تقدما علميا يؤهله للعودة الى لبنان للتبليغ والعمل على الرسالة فعاد الى لبنان الى مسقط رأسه جبشيت في وقت كانت الساحة بأمسّ الحاجة اليه مع انتشار اليسار والمفاهيم الشيوعية أنذاك.
عاد سماحة الشيخ راغب على اظهار الاسلام بصورته لإصلاح الامة و بناء المجتمع من جديد وكان يعرف بعورة الطريق وصعوبة هذا العمل فعمل على إظهار الاسلام بصورته الحقيقية من خلال التدريس والمواعظ وقد استطاع أن يترك الاثر الكبير في نفوس الناس ومن هنا اهتم بالثقافة الاسلامية و تعاليم التدين وأنشأ في بلدته بداية صحوة اسلامية رائدة كان أساسها إقامة صلاة الجمعة في البلدة ومن خلالها استطاع الامتداد الى خارج بلدته ليبدأ نشاطا راعويا واجتماعيا كبيرة على مستوى النبطية كلها فعمل على إنشاء المؤسسات واهمها كانت مبرة السيدة زينب في جبشيت لتكون الوسيلة لخدمة الناس وقضاء حوائجهم .
الشيخ راغب نشاطه وامتد حضوره على مستوى الجنوب ليتحول مع انتصار الثورة الاسلامية في إيران الى حضور ديني وسياسي فأعلن تأييده لثورة الامام الخميني (رض) ودعا الى مبايعته.
وكان للشيخ راغب حرب حضوره اللافت في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي للجنوب واصطدم الشيخ مع جيش الاحتلال بشكل مباشر أكثر من مرة ودعا الاهالي مرات عدة لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي وتشهد جبشيت على مشاركات الشيخ في التصدي لآليات جيش الاحتلال ووقف الشهيد الشيخ راغب ليقول أكثر من مرة ويعلن رفض التعامل مع العدو الاسرائيلي وحرمة التعامل معه باي شكل من الاشكال.
وواصل جهاده في كل الجنوب منددا بالاحتلال وكان حضوره يرعب جيش العدو الذي حاول استمالته والاقتراب منه لكنه طردهم من منزله ورفض مصافحتهم قائلا كلمته المشهورة ” الموقف سلاح والمصافحة اعتراف ” فقام جيش العدو الاسرائيلي بعد ايام بمداهمة منزله لكنه لم يكن موجودا فيه وعادوا فيما بعد وتمكنوا من اعتقال الشيخ، الامر الذي أشعل قرى الجنوب كله ضد الاحتلال ما لبث ان أطلق سراحه بعد مواجهات عنيفة بين الاهالي جيش العدو.
أطلق سراحه ولم يستكن فاستمر في مواجهة العدو بشتى الاساليب وبدأت في هذه المرحلة العمليات العسكرية ضد الاحتلال وكان للشيخ الشهيد الدور الأبرز فيها فنال من الاحتلال مواجهه وبدأت أسطورة الجيش الذي لا يقهر تهتز فلم يكن هناك سبيلا إلا التخلص منه.
في السادس عشر من شباط من العام 1984 كان الشيخ في المسجد لتأدية الصلاة قراءة دعاء كميل وبعد أن أنهى الشيخ الدعاء خرج للسهر عند أحد الاصدقاء وأثناء خروجه تعرض لكمين من قبل العملاء فانهالت عليه رصاصات الغدر وهوى الشيخ مرددا كلماته الاخير الله أكبر الله أكبر.