|غنوة السمرة
قبل 21 عاماً من اليوم فرضت المقاومة اللبنانية كلمتها مجبرة “العسكري الإسرائيلي” بيني غانتس على اغلاق بوابة الحدود اللبنانية الإسرائيلية خلفه، ليكون آخر المنسحبين من جنوب لبنان بعد احتلال مديد، استمر منذ عام 1978 وتوسع إثر اجتياح شامل عام 1982 ليشمل العاصمة بيروت ومناطق واسعة في الجبل والبقاع.
25 آيار المرة الأولى تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي التي ينسحب فيا جيش الاحتلال الاسرائيلي من أرض احتلها من دون مفاوضات أو شروط بعد أن انقض كاهله تحد ضربات المقاومة في الجنوب كان قرار الانسحاب ضرورة ملحة له.
مشهد التحرير
التحرير بدأ في يوم الواحد والعشرين من أيار، بعد أن أعلنت قيادة القطاع الأوسط لميليشيا جيش لحد العميل للعدو الإستسلام بفعل ضربات المقاومة المستمرة، و على أثر هذا الخبر زحف الجنوبيون الى الأراضي المحتلة، من البلدات الأولى التي تحررت هي بلدة القنطرة التي لم يدخلها أحد منذ العام 1978 ، وكان ذلك مدخلا لعودة الأهالي الى بلدات الطيبة وديرسريان وعلمان وعدشيت.
في اليوم الثاني امتد موج التحرير ليشمل بلدات جنوبية جديدة انضمت الى قافلة التحرير وهي بلدات حولا ومركبا وبليدا، بالإضافة الى بني حيان وطلوسة والعديسة وبيت ياحون، ولحقت بها كل من كونين ورشاف ورب ثلاثين.
في اليوم الثالث كانت بلدة بنت جبيل وعيناثا أول الغيث ولحقت بها يارون والقرى المجاورة لها،ومن أبرز الأحداث كان اقتحام الأهالي لمعتقل الخيام وتحرير كل المعتقلين،أما اليوم الرابع انتقلت قافلة التحرير لتشمل قرى وبلدات البقاع الغربي وحاصبيا.
وكانت المرة الاولى منذ قيام الصهاينة باحتلال ارض فلسطين، فرضت المقاومة شروطها على الكيان الغاصب بتحرير الجنوب اللبناني حيث انسحب جنود الاحتلال صاغرين من جنوب لبنان بلا قيد أو شرط، وبلا مفاوضات ومعاهدات، بعدما تمكنت المقاومة اللبنانية من انهاك الاحتلال وخلق توازنات ردع جديدة وهو ما مهد الارضية للنصر التاريخي الذي حققته المقاومة الاسلامية في لبنان امام العدوان الاسرائيلي في تموز 2006 حيث تحطمت اسطورة التفوق العسكري الاسرائيلي.
مشاهد التحرير غطت كل الوطن من جنوبه المحرر الى شماله إنه الفرح بالتحرير، وكعادتها في الوفاء، وبعد عدة ايام على الانتصار، خصصت المقاومة لاهالي طرابلس يوماً ليشهدوا فيه على غنائم النصر من الاحتلال وكان الموعد المحدد حيث تجمع آلاف المواطنين في ساحة النور رافعين اعلام ورايات المقاومة، وصور الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مرحبين ومهللين لرجال المقاومة اللذين هزموا من ادعى يوماً انه جيش لا يقهر.
يومها أهدت المقاومة “دبابة اسرائيلية” غنمتها من الجنوب لاهالي طرابلس عربون محبّة ووفاء لهم وذلك عقب التحرير لتكون شاهداً على إنجاز المقاومة، وضعت في وسط المدينة .
يوم المقاومة حدث تاريخي جمع اللبنانيين، حيث احتفل خلاله ابن العاصمة وابن الشمال و الجبل مع ابن الجنوب في لحظة واحدة، متضامنين ومتكاتفين رافعين راية النصر الموحدة أنذاك في طرابلس وبيروت وعاليه.
واحياء لهذا الانجاز البارز يطلّ الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله مساء اليوم، وسط ترقّب لمواقفه على المستوى الداخلي والإقليمي، حيث تتزامن هذه المناسبة المجيدة، في وقت يعيش فيه لبنان أوضاعًا اقتصادية ومعيشية ومالية واجتماعية قاسية، دون أن يكون لديه حكومة، وسط ضبابية في الرؤية المستقبلية وما يمكن أن تصل إليه البلاد.