رامي الشاعر
كاتب ومحلل سياسي
1. ما هي حيثيات المؤتمر في سورية خاصة انه عقد من مدة في دمشق دون أن يسفر عن نتائج ملموسة ؟
لا أتفق مع الرأي الذي يعتبر أن المؤتمر الدولي الخاص بمعالجة قضية اللاجئين والذي عقد في دمشق قبل عدة أشهر بمبادرة من روسيا لم يسفر عن نتائج ملموسة بل عكس ذلك كونه كان بداية للبدء بعملية معالجة قضية اللاجئين وسلط الأضواء أمام المجتمع الدولي على أن هذه قضية إنسانية تخص ما يقارب ١٢ مليون إنسان منهم ٧ ملايين خارج سورية أغلبهم يعيشون في معسكرات للاجئين في ظروف صعبة وحوالي ٥ ملايين مهجرين داخل سورية وأوضاعهم كارثية بكل معنى الكلمة.
واليوم يتم الاجتماع الثاني لمتابعة ما تم التوصل إليه في المؤتمر الاول ومن أهم نتائج المؤتمر الأول هو التوصل إلى الموافقة على صدور قرار مجلس الأمن قبل فترة وجيزة والخاص بالممرات لوصول المساعدات الإنسانية إذ أن الأمم المتحدة استندت للتوصل إلى حقيقة الأوضاع الإنسانية على الأرض في سورية من خلال المناقشات والتقارير التي نوقشت في مؤتمر اللاجئين والذي كان ممثلي الامم المتحدة يشاركون فيه واليوم تبادر روسيا من جديد و بالتنسيق مع الحكومة السورية و مشاركة دول أخرى دراسة تفعيل الامكانيات المحلية والدولية لحل هذه الأزمة وتحسين أوضاع اللاجئين و المهاجرين والبدء بتجهيز أماكن سكن وفرص عمل تتوفر فيها أدنى متطلبات الحياة الإنسانية بما في ذلك الخدمات الطبية و المدارس ويرافق ذلك الاتصالات مع البلدان المختلفة والمتواجد فيها أعداد كبيرة من اللاجئين الذين طالت مدة تواجدهم بعيدين عن بلدهم مما يشكل ثقلاً على البلدان التي تستضيفهم .
هذه القضية معقدة وكبيرة جداً و تحتاج إلى أموال ضخمة والأهم من ذلك أنه يجب البدء بمعالجتها وتأمل روسيا أن تجد قريباً تجاوباً من الولايات المتحدة والدول الاوروبية للمساهمة في عودة اللاجئين الى بلدهم وعدم ربط هذه القضية بشروط سياسية و إلغاء او حتى تخفيف العقوبات التي فرضتها على سوريا كي يتمكن من يريد المساعدة في المساهمة بعودة اللاجئين.
2. في الشأن اللبناني هل تعتقد هناك انفراد دولي إقليمي أم مجرد مساحات من الوقت الضائع؟
في ما يخص الشأن اللبناني أن عودة ما يقارب المليون لاجئ سوري إلى سوريا أكيد سيزيل ثقلاً كبيراً عن لبنان وخاصة أن العدد أصبح أكثر من مليون حوالي مليون وثلاثمئة ألف والأهم من ذلك أن البدء بالعمل لحل هذه القضية يعني أن الأوضاع والمواقف الدولية بدأت تتحلحل وأكيد هذا سيخفف من الاثار السلبية على الاقتصاد السوري و اللبناني وسيكون بداية لتخفيف العقوبات تدريجيا حيث أن هذه العقوبات والحصار الاقتصادي على سورية انعكست نتائجه بشكل مباشر على لبنان واصبحت الكثير من الدول تخشى مساعدة لبنان خوفاً من ان تتعرض الى عقوبات أيضًا وأكرر اي تعاون دولي للمساهمة في التخفيف من معاناة الشعب السوري و اللبناني هو بدايةً للانفراج نحو البداية بتحسين الأوضاع الاقتصادية لخدمة عامة الشعب وعدم ربط ذلك بشروط سياسية وهذا ما تسعى اليه روسيا في الحالة السورية و اللبنانية واذا كان هناك أوضاع سياسية وشكل للسلطات سواء في سورية أو لبنان فما ذنب ملايين المواطنين الغير معنيين بكل ذلك آن يعانون من انقطاع الكهرباء عشرين ساعة في اليوم او عدم توفر الماء والدواء لذلك هذه الماساة اللا إنسانية تحتاج الى تدخل مباشر دولي و اقليمي وعدم إضاعة الوقت اكثر من ذلك و روسيا تضع الأولوية الاولى لكل النشاطات الدبلوماسية والمبادرات التي تقوم بها هوى مساعدة الشعوب ولا تمييز بين شعب سوري او لبناني أو إيراني.
#مرايا_الدولية