روسيالبنان

كلمة السفير الروسي في لبنان بمناسبة العيد الوطني لروسيا

السفير ألكسندر: تتعرض روسيا اليوم الى حرب معقدة ومتعددة الجوانب

نجتمع اليوم لإحياء العيد الوطني الروسي الذي يوافق تاريخ الثاني عشر من حزيران \ يونيو.

تتميز العلاقة التاريخية والطويلة الامد، بين شعبي روسيا ولبنان بالصداقة والود المتبادلين، وكان بلدنا من أوائل من اعترف باستقلال الجمهورية اللبنانية وأقام العلاقات الدبلوماسية معها في العام ١٩٤٤.

تجمعنا علاقات إنسانية وثيقة، لقد عملت عشرات المدارس الروسية على أراضي لبنان في بداية القرن الماضي، كما جرى تأسيس مستشفى القديس جاورجيوس الذي يعتبر من أهم المراكز الطبية الرائدة في بيروت وتمويله لفترة طويلة من قبل روسيا.

وأضحى لبنان في تلك الحقبة وطنا”، لمجتمع من المهاجرين الروس قليل العدد نسبيا ولكن فعال وفاعل، كذلك تلقى العديد من الطلاب اللبنانيين تعليمهم في الاتحاد السوفياتي وروسيا، واسسوا العائلات المختلطة بالزواج من مواطنات سوفيات وروسيات. وخلقت تقاليد وجو الحرية السياسية والتعددية التي طالما ميزت المجتمع اللبناني وطبعته بسمتها، إمكانات إضافية لتعزيز العلاقات الثنائية، وعززت امكانية الحفاظ على الأثر الروسي فيه.

نشعر في لبنان، بالدعم والتضامن معنا، وبالتأييد لنهجنا ومقاربتنا المبدئية لمجريات الامور على الساحة الدولية.

تتعرض روسيا اليوم الى حرب معقدة ومتعددة الجوانب، شرسة وشعواء. يحاولون بصفاقة شيطنتنا والصاق صورة العدو بنا، كما يحاولون عزلنا، واتهامنا بالتسبب بكل المصائب والمشاكل قاطبة”.

يثير قلقنا البالغ، توجه الغرب ل”محو” كل ما هو روسي، اما ضحايا هذه السياسات فهم في الغالب، الجاليات الروسية والمدنيون الابرياء الذين لا علاقة لهم بالسياسة، وكذلك المواطنون الأجانب الذين لهم ولو علاقة طفيفة بروسيا.

نشهد اليوم حملة واسعة النطاق تهدف الى إعادة كتابة تاريخ العالم. جزء من هذه الاستراتيجية كان محو آثار بطولات ومآثر الجنود السوفييت الذين حرروا أوروبا، يحاولون تعمية ذاكرة الأجيال القادمة عن الحقيقة حول من يجب أن تشكره أوروبا والعالم بأسره على التحرر من العبودية الفاشية. وهناك من ناحية أخرى، رغبة جبانة لإخفاء ماضيهم المعيب، واستسلام معظم الدول الأوروبية لهتلر دون مقاومة تذكر، اضافة الى التعاون النشط ومساعدته من قبل بعضها.

لا يقارب الحقيقة أولئك الذين يدعون الآن أن كييف السوفياتية كانت “تغذي” الروس لمدة 70 عاما، وتوفر لهم تقريبا جميع احتياجات الحبوب، بل يتعامون بمكر عن حقيقة أن حجم المساعدة التي كانت تقدم لأوكرانيا كانت تتجاوز بشكل كبير تكلفة المواد الغذائية المقدمة منها. وهذا ما يؤكده الأوكرانيون أنفسهم، بما في ذلك أولئك الذين شغلوا مناصب حكومية عليا.

إنهم يحاولون إلقاء اللوم علينا بسبب مشاكل الأمن الغذائي العالمي. ويتغاضون عن أن العقوبات المفروضة على روسيا بالتزامن والتوازي مع السياسة الاقتصادية قصيرة النظر للدول الغربية في سياق جائحة فيروس الكورونا، كانت المحفز الرئيسي للاتجاهات السلبية في الأسواق العالمية.

تواصل روسيا الوفاء بالتزاماتها بموجب العقود التجارية وتقدم المساعدة المجانية إلى البلدان المحتاجة. وقامت منذ 24 شباط /فبراير الماضي، بتسليم أكثر من ٦ آلاف طن من المنتجات الغذائية الروسية إلى لبنان واليمن والسودان وكوبا ودول أخرى عبر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.

ينظم ممثلو نظام كييف في العديد من البلدان، نشاطات معادية لروسيا، ويشجعون ويدعون الى ممارسات العداء لروسيا ونشر ثقافة الخوف منها ومناهضتها (الروسوفوبيا)، ولن ننسى ان النظام الآنف الذكر والذي يسعون لمساندته، كان لعدة سنوات يقوم بدم بارد بقتل مواطنيه وكان يستعد لشن عدوان واسع النطاق ضد روسيا.

دعونا لا ننسى أيضا كيف ساهم الجيش الأوكراني تحت قيادة الولايات المتحدة في قتل المواطنين العراقيين في حرب غير مبررة. ففي عام ٢٠٠٤، شاركت الوحدات الأوكرانية بقوة في القمع العنيف والتفريق السافر لمظاهرات المواطنين المطالبين بفرص عمل لتأمين لقمة عيشهم في البلد الذي دمره الأمريكيون.

تستخدم الولايات المتحدة من أجل تحقيق أهدافها الأنانية، دولا بأكملها، بشعوبها وقاطنيها، كبيادق أو أوراق مساومة. وهذا ما يفعلونه الآن مع أوروبا وأوكرانيا. فالصراع في هذا البلد لم يبدأ في ٢٤ شباط / فبراير، بل قبل ذلك بكثير – يوم تقرر تحويله إلى قاعدة أخرى للناتو.

تجاهل الغرب بوقاحة وعلى الملأ المصالح البديهية والثابتة لروسيا في الحفاظ المشروع على أمنها. وأتت العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا كرد قسري واضطراري على توجهه التوسعي العدواني. ولتمنع تطور كارثي للأحداث وبأسوأ السيناريوهات.

سمحت هذه العملية بتحرير معظم أراضي لوغانسك وجزء كبير من جمهورية دونيتسك الشعبية، وكامل منطقة خيرسون وأراض كبيرة في منطقتي خاركيف وزابوروجي من النازيين الجدد. وتعود الحياة السلمية الى هذه المناطق، كما بدأت عملية تعافي وعودة الدورة الاقتصادية والصناعية، وإعادة بناء البنية التحتية، وعودة الشركات والمؤسسات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى