
أحيت حركة أمل في اقليم جبل عامل الليلة الرابعة من محرم، بمجلس مركزي في ساحة القسم في صور، بحضور حاشد تقدمه عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي خريس، رئيس الهيئة التنفيذية في حركة أمل د.مصطفى فوعاني،
رئيس المكتب السياسي الحاج جميل حايك وأعضاء من الهيئة التنفيذية والمكتب السياسي، مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبد الله، القيادي في حركة أمل أبو ياسر عون، المسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل علي اسماعيل وأعضاء قيادة الإقليم، رئيس اتحاد بلديات صور حسن دبوق، رئيس لقاء علماء صور الشيخ علي ياسين، المفوض العام لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية قاسم عبيد، رؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات سياسية وأمنية واجتماعية وبلدية واختيارية وتربوية وثقافية وحشود من محبي آل البيت (ع).
بعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم للسيد شريف الحسيني وتقديم من المسؤول الإعلامي للإقليم علوان شرف الدين، كانت كلمة للدكتور مصطفى فوعاني جاء فيها: في أيام عاشوراء الحسين (ع) وفي ذكرى ملحمة البذل والفداء في كربلاء، موقعة التضحية مستمرة من أجل حرية وكرامة الإنسان وحقه بحياة عنوانها ومضمونها العدالة والمساواة، والنهوض من حال الإستضعاف إلى حال القوة ومن واقع الهوان إلى واقع العزة.
نؤكد اليوم على أن كربلاء هي نبع حركة أمل الذي لا ينضب، وأن إرثها هو في ثورة الإمام الحسين (ع)، وأن المسار الذي خطّه الإمام القائد السيد موسى الصدر في حركته الإصلاحية هو رجع صدى صرخة الإمام الحسين (ع): ما خرجت اشراً ولا بطراً، بل خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله (ص)، وسيبقى شعارنا دائماً: عطاؤنا حسيني”.
وتابع “ان حركية عاشوراء ليس حدثاً زمنياً مأسوياً وانتهى، وإنما تشكل عاشوراء (الزمن) وكربلاء (المكان) البعد الحقيقي لبناء الأمة وتثبيت مفاهيم العدالة، وأن هدفها السياسي يتجلى بمحاربة الظلم والطغيان عبر العصور مهما كانت طبيعة هذا الظلم (اجتماعي، اقتصادي، أو سياسي تمثل بعدوانية اسرائيل، مثلاً، أو بظلم نظام طائفي يسلب الحقوق)”.
ولفت أنه “رأى الإمام الصدر أن الأبعاد العاشورائية تعلم الاجيال طرق النجاة والخلاص، وأن يخرّج من يقف في وجه الظالم ويقول كلمة الحق ويرفض كل انواع الذل والعار والسكوت، ويعتبر الإمام الصدر أن كربلاء حلقة في تاريخ الصراع بين الحق والباطل، وعلينا إخراجها من الجمود وربطها بالمستقبل، وعلينا أن نقف لنعزز ساحة القيم الإنسانية التي لا تنفصل عن الإيمان”.
وأشار إلى أن هذه المفاهيم تعززت أكثر من خلال ما يعرف بالاسلام القرآني الحي والمتحرك والذي يجعل الإيمان بالإنسان بعداً حقيقياً للايمان بالله، ولذلك نفهم أن حركة أمل بمسيرتها التاريخية وفي حاضرها ومستقبلها تتبنى الاهداف الحقيقية لعاشوراء، وفي ميثاقها تتجلى ساحة القيم الإنسانية من رفض الظلم الاقتصادي وأسبابه، الى رفض نظام الطائفية والمذهبية، وكل ما يجمّد المواهب ويهدد مستقبل الاجيال.
وتحارب الحركة دون هوادة من اجل الانسان وكرامته واصالته… وقد رأى الرئيس نبيه بري امتداداً لفهم الإمام الصدر المتميز عمقاً واحداً منهلاً لا ينضب ويقول الرئيس نبيه بري: “للظالم امداداته الدنيوية، وللمظلوم إمداد واحد هو مداد كربلاء، أن الفهم الواعي المنطلق من عمق ايديولوجية حركة أمل لعاشوراء ومفاهيمها يشكل عنوان حياة دائم، ونحن نقارب ما يحصل على ساحتنا اليوم بعيون عاشوراء، فنحن ننحاز الى الناس والفقراء والمحرومين، ونحن واجهنا الاحتلال الصهيوني وواجهنا الظلم الاقتصادي وأسبابه ونواجه لتطوير الحياة الكريمة، ونرفض إذلال المواطنين عبر كارتيلات الاحتكار والربا ومافيا الخبز والدواء”.
وتابع الفوعاني فرأى أن ازدياد الأزمات وتفاقمها على المستويات كافة تتطلب الإسراع في تشكيل حكومة جديدة وعدم الركون إلى ما رافق هذا الواجب السياسي من تردد كبير وغياب المبادرات، مما أوصل البلاد إلى حالة حادة من الإنهيارات المتتالية، ليس أقلها العجز عن إيجاد الحلول لمعالجة الأزمات، كل هذه العناوين تستدعي حالة طوارئ استثنائية بعيدة عن الحسابات الضيقة والشعبوية وإنجاز التشكيل بما يؤمن للبنان نافذة إنعاش بالحد الأدنى لتخفيف عبء المعاناة عن كاهل المواطن الذي يئن من شظف العيش وقلة الموارد الأساسية لحياته الكريمة.
وأكد الفوعاني على ضرورة إنجاز الإستحقاق الدستوري لانتخاب رئيس للبلاد بما يشكل تأكيداً للديمقراطية ويحقق استعادةً للثقة الدولية بلبنان ودوره ومكانته في العالم، مشيراً في ملف الترسيم على أهمية وحدة الموقف الرسمي والالتفاف الوطني حول موضوع الترسيم بما يؤمن للبنان ورقة قوة لإستعادة حقه في ثرواته وموارده الطبيعية، مشدداً على عدم القبول بأي شكل من أشكال التسلل لتمرير التطبيع تحت أي عنوان كان، والإصرار على عدم التنازل عن الثروة الوطنية والحق اللبناني ومحاولات تمييع الأمور في ملف النفط والغاز.
ودعا الفوعاني إلى ضرورة طلب الحكومة من الشركات الملتزمة التنقيب إلى عدم التلكؤ والتأخر في تنفيذ مهامها والقيام بعملياتها وفقاً للإتفاقيتين الموقعتين، وهذا جزء من مشوار طويل لمنع الانزلاق الكبير الى الهاوية.
وتابع الفوعاني نحن في حركة امل نتعرض ومنذ زمن بعيد الى حملة اعلامية ممنهجة للنيل من مواقف الحركة ،ومن عمق التاريخ نستحضر حملات التضليل التي سبقت ورافقت ثورة كربلاء وبعدها تضليلاً واسقاطاً وتشويهاً، ولا غرابة، فابناء حركة أمل هم الفوج المعاصر لشهداء كربلاء، وكل هذا التشكيك والطعن لا يثنينا ولا يلوي لنا ذراعاً، ولا يظنن حاقد أو جاهل أحمق أن التطاول على حركة قدمت الآلاف من الشهداء لتحرير الأرض وحفظ الكرامات يثنينا او يخفف من دورنا، سنبقى الامناء على النهج ولن نبدل تبديلاً ونحفظ لبنان وانسانه ولن نهادن ظالماً وسننتصر”.
وفي الختام كانت السيرة الحسينية العطرة مع عميد المنبر الحسيني السيد نصرات قشاقش.