نظمت حركة أمل ندوة فكرية في مدينة بيروت بعنوان: مفهوم الجهاد عند الامام موسى الصدر ،
بحضور رئيس الهيئة التنفيذية لحركة أمل مصطفى الفوعاني ومسؤول الأعداد والتوجيه لاقليم بيروت حيدر حيدر ومسؤول المنطقة زياد الزين وكوادر حركية.
رأى الفوعاني أن الجهاد له أبعاد حضارية وانسانية تتجدد وفقاً للضرورة المنطلقة عميقاً لخدمة الانسان، والجهاد الحقيقي ينطلق من مفهوم حرية الانسان وكرامته، بكل ابعادها، ولاسيما رفع المستوى التعليمي و الاجتماعي والاقتصادي والصحي، وهذا هو الفهم الحركي الأصيل، وقد جاء أن الجهاد الأكبر هو جهاد النفس وصولاً إلى تحريرها من كل القيود المثبطة،والتي ترضغ بالذل والخنوع،فكل ظالم يجب مقارعته سواء كان حاكماً أو مؤسسة أو حالة كالحرمان.
واستشهد الفوعاني بكلام الامام الصدر :”فليقم كلّ لبنانيّ بمسؤولياته ويمسك قضيّته بيده ويحفظها في ضميره، ولا يترك مجالًا لتلاعب الأيدي الآثمة والعناصر الشّرّيرة، فليُسجّلِ المسيحيّ اللبنانيّ موقف الفادي فيحمي الحقّ والوطن، وليُجدّدِ المسلم اللبنانيّ سلوك رسوله الكريم في خدمة المعذّبين .لتبق جبال لبنان حصونًا منيعةً للحقّ والعدل، وسهوله مهادًا للشّرفاء، وبحاره معبرًا لمواكب الحضارة الإنسانيّة.استيقظوا، اجتمعوا، تلاحموا، انبذوا الدّخلاء والمتاجرين والدّسّاسين والمُفتنين، اعزلوهم، اكشفوهم، كونوا في مستوى تاريخكم المجيد، كونوا عند حسن ظنّ ربّكم وتاريخكم وأمّتكم”.
وأشار الفوعاني أن حركة أمل انطلقت فكراً مقاوماً وجهاداً في مواجهة العدوانية الإسرائيلية المتمادية والطامعة بكل الثروات وكانت المقاومة سبيلاً وحيداً ومازالت لمواجهة التحديات المحدقة،وقد تحولت المقاومة إلى فعل ارادة شعبية وغدت نهج حياة وأمل.
وفي الشأن السياسي رأى الفوعاني أن حركة أمل ترى أن هدر الوقت وإستنزافه هو هدر للوطن ولمستقبل أبنائه، وتعتبر أن الحوار بين مكوناته هو أرقى أشكال الممارسة الديمقراطية للمساهمة في صناعة الحلول والإنقاذ بدلاً من التفنّن في صناعة الخوف والقلق والأزمات.
وإزاء التدهور المتسارع في سعر العملة الوطنية وانعكاسها على القدرة الشرائية والأوضاع الإجتماعية والمعيشية، تجدد الحركة مطالبتها باتخاذ أقسى الإجراءات لقمع مافيات المضاربة بالدولار والمعروفة بالأسماء، والتي تمارس جريمة بحق المواطنين واستقرار البلد، والتشدد في الرقابة على الأسعار من قبل بعض التجار، وضرورة قيام حكومة تصريف الأعمال بواجباتها في تنفيذ إجراءات الحماية الإجتماعية للناس، ولاسيما بعد أن أصمّ البعض عقله وقلبه ورفض الحوار والتوافق والتلاقي والتفاهم ولاسيما في استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية.
وختم الفوعاني بالقول أن حركة أمل ترى أن القضية الفلسطينية المبتدأ والخبر وأمام ما تتعرّض له الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني من سطو على الأرض وتقطيع لأوصال المدن والبلدات وعمليات الإقتحام لمخيم جنين ونابلس، والقتل المتعمّد للمدنيين والإستمرار بعمليات تهديم المنازل والتهديد الذي يتعرض له الفلسطينيون داخل أراضي عام 1948، والتوجّه الصهيوني الواضح بضم وتهويد كامل مدينة القدس، أمام كل هذا تؤكد الحركة على أن صمود ونضال الشعب الفلسطيني هو الضامن لإفشال كل مخططات العدو، وتعبّر عن فخرها واعتزازها بكل ملاحم المقاومة والجهاد التي يصنعها هذا الشعب العظيم الذي يدافع عن أرض الديانات ومسرى الرسول ومولد المسيح (عليهما السلام).
وفي مناسبة الأعياد تتقدم حركة أمل من كل أبناء الشعب الفلسطيني ومجاهديه والأسرى وعوائل شهدائه بأحر التهاني على أمل أن يكون مطلع العام القادم موعداً مع مزيد من الوحدة والدفع بمؤسسات الشعب الفلسطيني التمثيلية والقيادية إلى الأمام.