لبنان

حرب تموز 2006.. أيام الانتصار ومفاجآت المقاومة

نصرالله: انظروا إلى البارجة "الاسرائيلية" تحترق

#غفران_المقداد

عندما يكون الحديث عن انتصار في حرب تموز، انتصار لبنان ومحور المقاومة، يجري الحديث عن عنوان عريض ومهم جداً اسمه “إفشال أهداف العدوان”.

“أنتم لا تعرفون اليوم من تقاتلون أنتم تقاتلون قوماً يملكون إيماناً لا يملكه أحد”، تلك كلمات اختصر فيها السيد حسن نصر الله المشهد في حرب تموز، التي أُشعل فتيلها في 12 من تموز (يوليو) 2006 واستمرت لمدة 33 يوماً قدمت فيها المقاومة حفنة من المفاجآت وقدرات وصمود أفشلت المخطط الإسرائيلي وبلورت قوة الردع للمقاومة اللبنانية.

عملية الوعد الصادق || المشهد

ساعية لتنفيذ وعدها بالسعي لاستعادة المعتقلين اللبنانيين في سجون العدو الإسرائيلي أسرت المقاومة اللبنانية جنديين إسرائيليين في عملية عُنونت بالوعد الصادق.

في الساعة التاسعة من صباح الأربعاء 12 تموز/يوليو 2006، تحركت قوة عسكرية صهيونية من ستة لثمانية جنود عند بلدة خلة وردة في خراج بلدة عيتا الشعب اللبنانية الحدودية فقامت وحدة خاصة من المقاومة الإسلامية بتفجير عبوة ناسفة أدت إلى قتل وجرح جميع عناصر القوة حيث دارت بعد ذلك اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة.

حرب تموز 2006.. أيام الانتصار ومفاجآت المقاومة
حزب الله

وكان المقاومون تدربوا على كيفية إصابة سيارة مصفحة دون إحراقها بالكامل، وكيفية توجيه الصليات الغزيرة من النيران باتجاه جنود مدجّجين بالسلاح دون إصابتهم إصابة قاتلة، باعتبار أن الهدف الرئيسي كان الهامر الأمامي، وكان المطلوب أسر الجنود من داخله، وقد جهز المقاومون أدوات لفتح أبواب السيارة المصفحة إذا أغلقت من الداخل.

وأطلق المقاومون، ثلاث قذائف صاروخية من طراز “آر بي جي” باتجاه الهامر، فانفجرت في الجانب الذي يجلس فيه غولدفاسر وريغيف، وأدّت إلى إصابتهما ولم يكن لمن في السيارة أي فرصة للتحرك، خرج جنديان باتجاه حرج قريب، بينما اقترب المقاومون وسحبوا منها الجنديين، غولدفاسر وريغيف، و كانت المجموعة المكلفة بنقل الجنديين في طريقها الى المنطقة الآمنة بحسب قاموس المقاومين، كانت “مجموعة التنظيف” تتولى سكب كميات من البنزين على سيارتي الهامر وإحراقهما بالكامل، وأخذ كل ما يمكن أن يتحوّل الى دليل يساعد العدو في كشف حقيقة ما حصل، أو الحصول على ما يشير الى مصير الجنديين.

حرب تموز 2006.. أيام الانتصار ومفاجآت المقاومة
حزب الله الوعد الصادق

تواسط العدو الإسرائيلي دولياً لسحب ثمانية من قتلاه وعدد من الجرحى سقطوا في يوم واحد في مكان العملية التي سببت الشعور بالخجل و الخذي في إسرائيل “جيشها الأقوى تحترق دبابته” فتوصلت حكومة العدو إلى أن الوقت قد حان لتغيير قواعد الصراع مع حزب الله وفي جلسة طوارئ استمرت لساعتين فقط وانتهت قبيل منتصف الليل تقرر فيها شن حرب كاملة ضد حزب الله حتى الإزالة التامة لتهديده

أعطيت أوامر واضحة للعسكريين في مختلف الأسلحة لا تتركوا منشأة واحدة واحدة لحزب الله على حالها كل زاوية تحمل ختم الحزب القيادات والمعسكرات و المواقع والقوافل والمخازن والمكاتب يجب أن تصاب لم يتمالك قادة العدو أعصابهم و حسموا المعركة سريعاً لصالحهم وتسابقوا لإعلان النصر.

في التوقيت المناسب شرّع حزب الله في إخراج المفاجآت من جعبته الضربة الأولى قصف إحدى أهم البوارج الاسرائيلية “حانيت” في اليوم الثاني للعدوان.

وصرح السيد نصر الله أن المفاجآت التي وعدتكم بها سوف تبدأ من الآن…

حرب تموز 2006.. أيام الانتصار ومفاجآت المقاومة
نصر الله “البارجة الاسرائيلية”

“الآن في عرض البحر البارجة الحربية العسكرية الإسرائيلية التي اعتدت على بنيتنا التحتية انظروا إليها تحترق وستغرق ومعها عشرات الجنود الإسرائيليون الصهاينة”.

أحدثت المفاجأة النتائج المعنوية والعسكرية المطلوبة حيث فقد ملاحو البحرية الإسرائيلية عنصر الإطمئنان والنتيجة الأهم كانت إخراج المقاومة لسلاح البحر المعادي من المعركة بدءاً من أيامها الأولى وتوالت مفاجآت حزب الله للعدو الإسرائيلي.

“حيفا تحت النار”

السيد حسن نصر الله: “حيفا وما بعد حيفا مقابل الضاحية الجنوبية” “تل أبيب مقابل بيروت”

هدد سماحة السيد حسن نصر الله بقصف مدينة حيفا إذا استمر قصف الضاحية الجنوبية فاتجهت صواريخ حزب الله إلى حيفا وأصبحت حيفا مقابل الضاحية الجنوبية، حيث أعلن السيد حسن في بيان له بعد القصف الصاروخي أنها “حرباً مفتوحة على إسرائيل كما اختارت هي”، مهدداً بقصف مدن في العمق الإسرائيلي تتجاوز مدينة حيفا، وكان هذا في بيان أذاعته قناة المنار.

عدد المدن التي استهدفت :كريات شمونه، شلومى، نهاريا، عكا، صفد، كرمئيل، سخنين، المغار، طبرية، الناصرة، العفولة، رامات، ديفد، بيسان، الخضيرة.

نصرالله: انظروا إلى البارجة "الاسرائيلية" تحترق
عملية الوعد الصادق

وقعت الغارة الأخيرة في الساعة 7،45 صباحا في 14 اغسطس 2006 واستهدفت بساتين الأطراف الشرقية لمدينة صور وبعد 15 دقيقة من هذا القصف بعد أن أصدر مجلس الأمن الدولي القرار 1701 الذي نص على وقف الأعمال القتالية انتهت الحرب بضغط المقاومة اللبنانية على شرايين اسرائيل حيث أفشلت ما خططت له خلال سنوات ولم تحقق أي من أهداف حربها على لبنان.

فلم تستطع أن تعيد الأسرى ولم تنزع سلاح حزب الله ولم يستعد الجيش الإسرائيلي هيبته أو قدرته الرادعة على العكس كسرت المقاومة أسطورة الجيش الذي لا يهزم وكشفت نقاط ضعف إسرائيل وخدعها الدعائية.

أما الخسائر المعنوية والمادية نذكر منها افتضاح وهن الدبابة ميركافا وتأثير ذلك على سوق التصدير، افتضاح وهن البنية الدفاعية في العمق الإسرائيلي، افتضاح عجز منظومة الاستطلاع والاستخبارات الميدانية والعسكرية، كشف وهن البارجة ساعر، كشف الضعف في البنية التنظيمية للجيش وضعف القيادة السياسية، افتضاح العجز الميداني لألوية النخبة (غولاني-نحال).

إحصاءات خسائر العدو في حرب تموز 2006

33 يوماً من القتال
156 قتيل
117 جندي
39 مدني قتيل
25 مليار شيكل خسائر
3970 صاروخ
5000 جريح
311 نزل المستشفى
12000 منزل متضرر
75 شجرة محروقة
30000 جندي شارك بالقتال
15000 غارة جوية
800 ساعة ابحار للسفن
7000 هدف تعرض للهجوم
126 منصة صواريخ دمرت
4 مروحيات تحطمت
1 مروحية أسقطت

حرب تموز 2006.. أيام الانتصار ومفاجآت المقاومة
حرب تموز خسائر

لم يكن الموقف الغربي وحده منقسماً على شرعية الاعتداء الإسرائيلي فقد شهد الصف العربي انقساماً واضحاً وخاصة في موقف كل من مصر والسعودية الرسمي التي وصف وزير خارجيتها عملية خطف الجنديين (عندما كان قتلهم في الهجوم غير معلوم) “بالمغامرات غير المسؤولة” وكانت السعودية ومصر قد أصدرت بياناً هاجمت فيه ما سمته “عناصر لبنانية” بسبب ما اعتبرته “مغامرة غير محسوبة دون الرجوع إلى السلطة الشرعية” ودون التنسيق مع الدول العربية ولكن بالرغم من ذلك خرجت مظاهرات مؤيدة لحزب الله في مصر رفعت بها أعلام لبنان وحزب الله وصور السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله وطالبت بدعم حزب الله عسكرياً ضد “إسرائيل”، وأعلن مرشد جماعة الإخوان المسلمين بمصر محمد مهدي عاكف أن “جماعة الإخوان المسلمين مُستعدة لإرسال عدة آلاف من أعضائها للقتال إلى جوار حزب الله في لبنان في حربه مع إسرائيل”.

حرب تموز 2006.. أيام الانتصار ومفاجآت المقاومة
حزب الله الوعد الصادق

اعترافات إسرائيلية في حرب تموز: فشلنا !

اعتبر عضو الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي السابق ارييه الداد لـ صحيفة «معاريف» الصهيونية ..أنّ هناك حروباً تحقّق إنجازات عسكرية وسياسية بفضل الانتصار، وحروباً تسبب الفشل، وهذا ما حصل في حرب لبنان الثانية وخلافاً لما يحاولون تلقينه لنا وغسل عقولنا بأن الهدوء الحاصل الآن على الحدود الشمالية (مع جنوب لبنان)، هو الانجاز العسكري لتلك الحرب، لأن «حزب الله» مردوع، هذا إذا كان ذلك موجوداً، إلا أن هذا ليس نتاج العمليات البرية الدموية والمكللة بالبطولات! والتي يرى فيها «حزب الله» بالمناسبة انجازاً مهما له، لكن بعد كل شيء يجب أن يُقال أن عدة آلاف من المقاتلين نجحوا في إعاقة جيش حديث وغني بالفرق المدرعة والتكنولوجيا الحديثة، وأهرقوا دمه وأجبروا مليوني «مواطن» إسرائيلي على النزول إلى الملاجئ طوال شهر كامل وتشويش حياة «دولة» إسرائيل بأكملها.

حرب تموز 2006.. أيام الانتصار ومفاجآت المقاومة
نصر الله

إذاً بحكم العدو الصهيوني حزب الله بشهدائه وبعقيدته وببطولات شبابه أسقط عبارة “الجيش الاسرائيلي لايقهر” وبدأ يعلن للعالم وخاصة للأمة الاسلامية: لقد بدأ زمن الانتصارات وإن جيش العدو الإسرائيلي أوهن من بيت العنكبوت.

#مرايا_الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى